روايه بين الحقيقه والسراب بقلم فاطيم
كدة .
زفر مالك أنفاسه بتعب من أخيه وفضل أن لا ينفعل وأن يفهمه خطأه بكل هدوء مرددا
شوف يا مروان انا ممكن اسيبك تعمل اللي على كيفك وزي ما انت ماعايز بس مع البني ادمه دي بالذات ابعد عنها خالص لأن لا هي شبهك ولا انت شبهها
دي واحدة مطلقة لسبب ما إنت متعرفهوش وبتتكلم بأسلوب قذر فمن الأفضل ان انت تبعد عنها خالص
انا مش جايبك هنا الشغل علشان تشقط البنات وتشغلهم انا جايبك علشان تشتغل وتبقى راجل يعتمد عليه ارجوك ما تخلينيش اتعامل معاك بطريقه انت مش بتحبها وكبرت عليها .
حرك راسه بموافقه دون اي اعتراض وأردف بندم
ماشي حقك عليا يا اخويا ما تزعلش مني انت عندك حق في كل كلمه قلتها واوعدك اني مش هعمل كده تاني .
تمام يا مروان وانا مصدقك لأنك راجل والراجل معروف بكلمته وما بيكذبش ابدا اتفضل على شغلك واعمل حسابك هنتعشى مع بعض النهارده ومفيش خروج .
انتصب مروان واقفا وهو يردد بموافقه
تمام يا فندم علم و ينفذ .
وصل رحيم
البنك ودلف بخطواته المسرعة قاصدا مكتب محبوبته التي لم يراها منذ اكثر من عشرة ايام ولا طاقه له تحتمل وحشتها اكثر من ذلك
فكرتي في الموضوع اللي انا قلت لك عليه يا آنسه مريم ولا لسه
أجابته مريم بخجل
اظن انا رديت عليك يا باشمهندس على طول في نفس الوقت اللي عرضت عليا فيه الموضوع وقلت لك رايي .
انزعج الآخر من ردها وهتف برجاء
طب ازاي ترفضي من غير ما تدينا فرصه نتعرف على بعض وإنتي اصلا ما تعرفينيش
علشان الآنسه مريم في حكم المخطوبة يا باشمهندس وان شاء الله قريب جدا هنعزمك واحنا بنلبس الدبل .
انقلب وجه ذاك الجالس علامات الطيف وأخذ يحرك رابطة عنقه دليلا علي احراجه واضطرابه من ذاك الموقف المهين واستجمع الكلمات بصعوبه علي فمه ونطق باستفسار وهو ينظر لمريم
كاد قلبها أن يهوي بين قدميها من نظرات رحيم الواقف أمامها فنظراته كانت كالبركان علي وشك الانفجار ولم تقدر أن تتفوه بحرف وكأن لسانها ابتلع من شده نظراته
ولكن استجمعت حالها وكادت أن تجيبه إلا أن رحيم أشار إليها أن تصمت وأردف ببرود
وتابع بنبره تحمل الاستهزاء
ماهي قالت لك إنها مش موافقه انت اللي عشمت نفسك بحاجة مرفوضة من البداية.
انتصب ذاك الشاب واقفا بانزعاج وهو يردد پغضب
أنا لايمكن أستحمل
الإهانة دي أكتر من كدة ليكي مدير بنك هنا يرد لي اهانتي دي .
ثم خرج پغضب ولكنه استمع لكلمات رحيم الأخيرة
مع السلامه والقلب داعي لك ياأخويا
ثم نظر إلي مريم مرددا پغضب
والله عال ياست مريم هانم بيتقدم لك عرسان وأنا المغفل إللي نايم علي ودانه .
قال أخر كلماته وهو يضرب علي المكتب پعنف جعلها ترتعب من غضبه الشديد الذي تراه لأول مرة هدأت من حالها وأجابته بثبات اصطنعته بأعجوبة
هو أنا يعني مش بنت زي البنات ولا ايه وطبيعي جدا إني يتقدم لي عرسان يادكتور .
اتسع بؤبؤ عينيه من ردها وهتف بحدة
ايه الكلام اللي إنتي بتقوليه ده يا مريم فوقي لنفسك أنا رحيم .
استجمعت شجاعتها وهتفت باستنكار
هو انا قلت ايه يعني يخليك تزهق عليا وتغضب ويبقى شكلك بالمنظر ده وكأني عملت عاملة ولا كأنك دخلت لقيتني واقفه في ه مثلا .
قاطع حديثها بحدة وهدر به بنظرة غاضبة
والله عال وكمان مش معترفة بغلطك وبتتريقي كمان ياهانم !
وتابع حديثه بتصميم
اعملي حسابك انت هتسيبي الشغل في البنك وترجعي الجامعة ويبقى مكان شغلنا واحد انا اصلا مش موافق على شغلك في البنك من البداية .
جزت علي أسنانها وصاحت به
بأي حق تقرر عني وبأي حق تمنعني من شغلي إللي أنا بحبه .
صمت لثوان ثم
حدق في عينيها وأردف بنبرة عتاب مغلفة بالهدوء
بحق الحب إللي بينا يامريم إللي وصل لمرحلة العشق
بحق الأيام والليالي إللي بحلم نكون فيها مع بعض بحق قلبي إللي امتكلتيه وعقلي اللي مشغول بيكي ليل نهار
بحق الوعود والعهود إللي بينا اننا نكون قلب واحد ورأي واحد وكيان واحد
واسترسل بنبرة ممزوجه بالحزن
ياتري بعد كل إللي قلته ليا حق ولا مليش يامريم
زمت شفتاها وأنزلت بصرها للأسفل بحزن ممزوج بدلال وتحدثت بنبرة استيائية مفتعلة
ماهو انت إللي دخلت فيا شمال وحمرت لي عيونك ورعبتني وخليت قلبي طب في رجلي أعمل إيه يعني
وأكملت وهي تتمتم بصوت خفيض
مستحملتش يارحيم ولقتني بقول أي كلام .
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وتابع باستفسار
طيب قلتي