روايه بين الحقيقه والسراب بقلم فاطيم
للسرقه واكيد امه وابوه مش عارفين هو بيعمل ايه .
اعتدل نادر بوقفته وانتصب منتويا الخروج مرددا باستنكار
ما اعتقدش يا فندم ان الولد ده من ذوي الطبقات المتوسطه او اللي تحت المتوسطه وده واضح جدا من الكومباوند اللي ساكن فيه
ومن نوع الأيباد اللي شايله وطبعا عنده كذا واحد وكمان الكافيهات اللي بيروحها ما يدخلهاش اولاد الناس اللي حضرتك بتقول عليهم
وبعد ان خرج حدث جميل نفسه بتعجب
انا مش عارف ايه الجيل المهبب اللي ما يعلم به الا ربنا ده يعني حالتهم الماديه كويسه جدا وبيسرقو
فعلا مابتهونش إلا علي الغلبان
ثم عاد الى عمله واثناء انشغاله رن
هاتفه المحمول برقم ابنته ريما
اجابها مبتسما
وكاد ان يكمل سلامه عليها الا انه استمع الى اڼهيارها وهي تردد بنحيب
الحقني يا بابا باهر مغمى عليه وعمال افوق فيه مش بيفوق خالص مش عارفه اعمل ايه تعالى لي بسرعه .
انتفض جميل من مكانه وحدثها باطمئنان
اهدي يا حبيبتي واشرحي لي ايه اللي حصل بالظبط علشان
أتصل بالدكتور وأحكي له .
اهدي يا حبيبه بابا انا جاي لك على طول مسافه الطريق بس وهتصل بالدكتور يحيي يجي لنا على هناك
طيب ما ندهتيش لوالدته ليه ولا لاخوه بدل ما انت لوحدك كده
اجابته وعيونها متعلقه بباهر الملقي امامها
مش موجودين حماتي ميعاد زياراتها القپور النهارده وبتتأخر وزاهر هو اللي بيوديها وانا هنا لوحدي
طب يا حبيبتي هدي اعصابك بس علشان الولاد ما يخافوش وانا خلاص 10 دقائق وهكون قدامك
قالها جميل وهو يقود سيارته باستعجال
وما هي الا دقائق حتى وصل إلى العماره التي تسكن بها ابنته وقبل ان يصعد الى الطابق المنشود هاتف الطبيب واستعجله ان يأتي سريعا ثم صعد الى شقة غاليته ووجدها تفتح له الباب
احتضن يداها وهو داخل لكي يطمئنها
ووصل الى باهر الملقى على تخته لا حول له ولا قوه نظر اليه نظره عميقه وتحسس كف يديه وجبهته وجدهم مثلجتين تماما
انخلع قلبه مما جال بخاطره ولكنه لم يفصح عنه خوفا على ابنته وفضل السكوت تماما الى ان يحضر الطبيب ويقوم بفحصه لعل وعسى يخلف ظنه
اخذ الطبيب سماعته وقام بفحصه تماما وبعد ان انتهى نظر اليهم بأسى وحزن مرددا
البقاء لله يا جماعه .
جحظت ريما بعينيها وتحركت براسها يمينا ويسارا وغير مصدقه ما قاله الدكتور للتو وذهبت اليه ممسكه بتلابيب حلته وهي تهزه مرددة باڼهيار
ايه اللي انت بتقوله ده يا دكتور باهر ماټ!
لا انت غلطان لو سمحت عيد الكشف تاني وتاكد من كلامك من فضلك يا دكتور من فضلك عيده تاني
كل ذلك بدموع تهبط على وجهها كالشلالات وحدسها يؤكد لها انه ما زال حيا وعلى قيد الحياه وانه لم يمت ويتركها هي وأبناؤها .
نزع ابيها يدها من على الطبيب وجمع معه اشيائه وتركه يغادر
الا انها رفضت تماما ان يغادر الطبيب قبل ان يعيد الكشف وهجمت عليهم بكل قوتها مردفه پعنف
انت بتعمل ايه يا بابا سيبه بالله عليك يكشف عليه تاني هو اكيد غلطان باهر ما ماتش هو وعدني انه هيفضل جنبي ويكمل معانا انا والاولاد وعدني انه مش هيسيبني خالص هو اكيد غلطان اكيد غلطان .
احتضن ابنته وربت على ظهرها كي يهدئها وهي مڼهارة تماما ولم تستمع لأي من كلماته والى الآن لم يصدق حدسها ما حدث وابتعدت عن أبيها وذهبت اليه وهي تحتضنة مرددة پبكاء ېمزق القلب
لا يا باهر قوم يا حبيبي وانا هعمل اللي انت عايزه ومش هشتغل وهبطل التصميم خالص
وأكملت وهي تتشبث به بشدة
قوم يا حبيبي ما تسيبنيش مش هقدر أكمل من غيرك انت وعدتني ان احنا هنكمل مع بعض لآخر العمر ما لحقتش يا حبيبتي هدي نفسك علشان خاطر اولادك بيعيطوا من منظرك
ده عمره والأعمار بيد الله كلنا مسيرنا سايبينها وهنروح للي خلقنا واللي أحن علينا من اي حد وافتكري قول الرسول صلى الله عليه وسلم
انما الصبر عند الصدمة الاولى
واسترسل حديثه وهو ينظر داخل عيناها ليحثها على الهدوء
اهدي يا حبيبه ابوكي اهدي علشان خاطر إبنك الكبير بيرجف من الخۏف والصغير مفلوق من العياط كأنه حاسس اهدي يا ماما اهدي .
ما إن ذكر ابيها اسم أولادها جرت عليهم واحتضنتهم ودموعها على وجهها كالشلالات والتي ايقنت من داخلها انها لم تجف بعد
احتضنتهم وهي تهدئ من روعهم فقد كان ابنها الأكبر منزويا في ركن وجسمه يرتعش من من منظر والدته وهو لا يفقه شيئا مما حدث لأبيه الى الان مردده له
اهدي يا عمر انا كويسه ما فيش حاجه بس يا حبيبي .
هاتف أبيها زاهر اخيه وطلب منه ان يعود الى المنزل لأمر جلل واستعجله ان لا يتأخر هو والدته
وهاتف ايضا زوجته