روايه بين الحقيقه والسراب بقلم فاطيم
وابنه رحيم وابنته رندا ان يأتوا على عجاله لكي يقفوا بجانب ريما التي اوشكت على الاڼهيار وهي جالسه بجانب زوجها تنتحب بشده
وبعد نصف ساعه وصل الجميع وهم لا يفقهون شيئا مما حدث فجميل فضل
ان لا يحاكيهم في الهاتف خوفا من ذعرهم
صعد زاهر ووالدته الى مسكن باهر كل ذلك وهم يعتقدون ان باهر وزوجته بينهم مشكله كبيره يريدون حلها ولم يخطر
دخلوا الى الطابق وجدوا فريده تحتضن الكبير وتربت على ظهره
وراندا اختها تحمل الصغير وتهدهد فيه ودموعهم تنزل على وجوههم بسخاء
استنتج باهر ما حدث فجرى مسرعا الى غرفه اخيه وجد زوجته جالسه على الأرض وهي تمسك يداه وتبكي بشده ذهب ناحيتها وسألها بدهشة
ماټ باهر ماټ وسابني لوحدي انا واولادي ماټ حبيبي ماټ !
وقع الخبر على قلبه كالصاعقه نظر الى اخيه بقلب مفطور وعيون محدقه على جسد اخيه ولسانه كأنه شل ولم يعد على النطق
ساقته قدماه الى الجهه المقابله لزوجه اخيه ممسكا بيده وواضعا جبهته عليها قائلا باڼهيار
نطق كلماته تلك وهو ينفطر دموعا على العزيز أخيه
اما والدته في الخارج جلست بجانب فريده وسألتها باستغراب
هو في ايه يا ام رحيم مالكم يا حبيبتي بتعيطوا ليه هي ريما تعبانه ولا جرى لها حاجه
استمعوا الى سؤالها وبكوا جميعا بصوت عالي ولم يقدر اي منهم على نطق حرف واحد
ما جرى حتى سقطت مغشيا عليها من اثر الصدمه
هرولوا جميعا ناحيتها عدا تلك الريم التي لم تتحرك من مكانها وهي تبكي على الفقيد الغالي
بعد مده عادت الى رشدها ووضعت يدها على راسها وانطلقت بالعويل مردده
اه يا ابني اه يا حبيبي لا يا باهر ما تسيبنيش يا حبيب امك ضاع شبابك ما لحقتش تتهنى بعيالك يا حبيبي قوم يا زاهر قوم يا حبيبي ما تعملش في امك كده
في نفس اليوم عصرا في دار الأيتام كانت مريم تدلف الى الدار عائدة من الجامعه واثناء دخولها لمحت تلك الشمطاء وهي تصافح مديره الملجأ واخذتها ودلفت معها الى غرفه مكتبها
تبعتهم مريم بعينيها الى ان اختفوا من امام ناظريها وساقتها قدماها الى اقرب مقعد وجلست عليه وهي واضعه يدها موضع قلبها مردده لنفسها بارتعاب شديد
وأكملت وهي ټضرب على قدميها بكف يدها
اعمل ايه يا رب دلني على الصح
ادخل دلوقتي عليهم وافهم المديره قبل ما الكلبه دي تشوه صورتي قدامها ولا اعمل ايه
دبرني يارب
واستطردت پبكاء
انا كده هتطرد من الملجأ وانا لسه في الجامعه ولا ليا مكان يأويني ولا حد يواسيني في مصېبتي دي
حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا مي ربنا ينتقم منك ويوريني فيكي يوم ويشردك زي ما انتي عايزه تشرديني
وأكملت حديثها مع نفسها وهي في حيره اتذهب لهم أم تنتظر مصيرها المحتوم
وفجاه رفعت انظارها تجاه الباب وجدت المديره وتلك المي خارجتين من المكتب تصافح كل منهما الاخرى ثم ارتدت مي نظاراتها الشمسيه قائله لمديره الملجأ
اي حاجه يحتاجها الملجأ من تبرعات او مساهمات انا تحت امرك يا مدام شريفه وربنا يقدرني على فعل الخير .
شكرتها الاخرى بحفاوه وربتت على يديها مردده بامتنان مغلف بالطمع
تسلمي لنا يا ست البنات وربنا يجعله في ميزان حسناتك وما يحرمش اليتامى دول من عطاياكي وهداياكي ولا يحرمني انا شخصيا
واسترسلت حديثها بزيف
ما تتصوريش معزتك عندي قد ايه يا انسه مي بعتبرك زي بنتي بالظبط
مانا اللي مربياكي هنا مع اخواتك في الملجأ بس إنتي ربنا كرمك واشتغلتي شغل حلو عشان دايما دماغك حلوه وبتفهميها وهي طايره
ابتسمت لها مي بسماجه لتذكرها ماضيها في الملجأ والذي تبغضه ولو ودت واقتلعت جذورها من تلك الملجأ لفعلت مع العلم انها في حياتها لم تذكر امام احد انها كانت مرباه في الملجأ واردفت ببرود
طبعا حضرتك زي والدتي وربنا يعلم انا بحبك وبحب اخواتي هنا قد ايه تؤمريني بحاجه تانيه يا مدام شريفه .
ابتسمت لها الاخرى وامائت براسها
ما نستغناش عنك
يا ميوشه وما تغيبيش عننا يا ليدي يا جميله .
امائت لها براسها بابتسامه وتركتها وذهبت الى مكان مريم وهي تنظر لها بشماته من تحت نظارتها ثم اردفت قائله بمراوغه
يا ترى العيون الجميله دي بټعيط ليه ايه اللي راعبك قوي كده ومخليكي مش على بعضك يا رومي
واسترسلت وهي تخلع نظارتها وتمسكها بيدها مردده بسخريه
يا ترى مصروفك خلص إللي إنتي بتاخديه من الدار هو ده اللي مخليكي قاعده مقهوره كده وبتعيطي يا بيضه
استوعبت مريم سؤالها واردفت بنبره جاده متجنبه سخريتها منها
ليه بتعملي معايا كده انا اذيتك في ايه