الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

الجزء الثاني والاخير رواية جديدة رائعة بقلم أسراء عبد اللطيف

انت في الصفحة 41 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز

 

صدره و يتنفس بصعوبه فركضت زينا ناحيته بسرعه و وضعت رأسه على قدمها و هى تبكى و تصرخ بقوه 

_ بابا لو سمحت قوم الحقونا يا جماعه 

ظلت نور واقفه مكانها و هى تنظر إليه بذهول و العبرات تنساب على وجنتيها بينما نظر هو إليها و هو يحاول ألتقاط أنفاسه و العبرات تملأ وجهه قائلا ب صعوبه 

_ س سامحينى يا ن نور

أحتضنته زينا بقوه و هى تبكى و تصرخ 

_ ماتتكلمش يا بابا  أستح

بترت زينا جملتها عندما شعرت بسكونه بين ذراعيها ف أبعدته عنها بذهول لتجده استكان بين احضانها  و سلم الأمانه إلى بارئها فما كان منها إلا أطلاق صرخه دوت ب جميع جدران السچن حتى كادت أن تصمها 

 

بعد مرور عدة أسابيع 

واظبت نور على زيارة جاسر يوميا لتتحدث معه أملا أن يستفيق من الغيبوبه و كأن هذا له تأثير كبير ف فى أحدى المرات كانت تجلس نور بجواره و ظلت تتحدث و أبتسامه تعلو شفتيها و هى تضع كفها على يده حتى شعرت بحركه بسيطه أسفل كفها ف أنفرجت أساريرها و ركضت إلى الخارج لأحضار الطبيب و بالفعل حضر الطبيب و بدأ بالكشف عليه و كلا من نور و أدهم و صفاء ينتظرونه بلهفه 

أبتعد الطبيب بعد أن أعطاه أبره ثم مد كفه و ظل يدعك وجه جاسر حتى بدأ ب الفعل أن يتحرك ببطء و فتح عيناه بصعوبه ثم أغلقهم سريعا و كرر هذا

أبتسمت نور و نظرت إلى أدهم الذى بادلها أيضا ب أبتسامه و لف ذراعه حول كتفها 

بدأ جاسر في تحريك شفتيه ب صعوبه و هو يتمتم بشئ و بعدها بدأ صوته في الوضوح و هو يردد 

_ ن نور آآ أنت ف فين ننور 

أبتعدت نور عن أدهم و أقتربت من الفراش و وضعت كفها علي يديه هاتفه بفرحه 

_ أنا جنبك يا جاسر ماتخفش و مش هسيبك ابدا

حاول جاسر الجلوس بصعوبه و هو يتلفت حوله پخوف كأنه يبحث عن شيئا ما قائلا بصعوبه 

_ نور أنت فين  أنت فين يا نور !

أزدردت نور لعابها بصعوبه و ألتفتت ناحية أدهم بقلق ثم نظرت إلى الطبيب و حركت رأسها پخوف حرك الطبيب رأسه إلى أعلى و أسفل ثم أقترب من جاسر متسائلا 

_ قولى يا جاسر أنت شايف أيه !

صاح جاسر پغضب و بدأ بتحريك يديه بهيسريا

_ أنا مش شايف أي حاجه  الدن الدنيا ضلمه خالص  أيه اللى حصل و أنا مش شايف حاجه ليه !

شهقت صفاء بقوه و وضعت كفها على فمها بينما فغرت نور فمها فى ذهول تام و كادت عيناها أن تخرج من مقلتيهما و ظلت تتراجع للخلف و هى تحرك رأسها ب أستنكار و أزدادت سرعة دقات قلبها بينما حاول الطبيب و الممرضين السيطره على حالة الهيجان التى أصابت جاسر قائلا 

_ أهدي يا جاسر ماينفعش كده 

_ أهدي أيه بقولك مش شايف  مش شايف أبعدوا عنى  أبعدوا 

حاول الممرضين تثبيت جاسر و بدأ الطبيب في ملئ أبره مهدئه و ألتفت للخلف هاتفا 

_ أطلعوا بره لو سمحتوا 

و ألتف ناحية جاسر مره أخرى ليعطيه المهدئ بينما خرج أدهم و صفاء و نور من الغرفه لأنتظار الطبيب بالخارج و الحزن و الخۏف و القلق يكاد يقتلهم بينما أنفجرت صفاء فى البكاء و النحيب 

بعد لحظات خرج الطبيب ف أتجه أدهم ناحيته متسائلا بقلق 

_ هو في أيه يا دكتور و أيه اللي بيقوله جاسر ده !

هز الطبيب رأسه ب آسي قائلا 

_ ده اللى أنا كنت خاېف منه  للأسف الخبطه كانت جامده على راسه ف أدت إنه فقد البصر 

بمجرد أن سمعت صفاء هذا حتى لطمت بقوه على وجهها بينما شهفت نور و العبرات تملأ وجهها 

تحدث أدهم ب خوف و حزن شديد قائلا 

_ طيب  طيب يا دكتور هو ممكن يعمل عمليه و يفتح تانى !

رفع الطبيب كفه ليضعه على كتف أدهم قائلا ب هدوء 

_ ممكن  بس أكيد مش دلوقت  عن أذنك 

 

منذ ما صار لجاسر و الحزن خيم عليهم تماما

ظل جاسر حبيس غرفته بعد أن خرج من غرفته يأبى التحدث إلى أحد  فقط يجلس بغرفته بالقصر

جلس كعادته ب الشرفه و أسند رأسه للخلف و أغمض عينيه رغم إنه يعلم أنه لا يوجد فارق أذا أغلقها أم لا كان شاردا يفكر بما حدث كيف له أن يتخيل أن والده و أخته قد توفيا و الإنسانه التى كان سيتزوجها تكون أخته كيف لعقله أن يتحمل كل هذه الحقائق 

أخرجه من شروده صوت طرقات على باب الغرفه و لكنه لم يهتم حتى سمع صوت الباب يفتح و بعدها شعر ب يد رقيقه توضع على كتفه حتى جاءه صوتها الرقيق المبتسم تقول 

_ ينفع كده أخويا حبيبي يفضل حابس نفسه فى أوضته و سايبنى أجهز لحفلة خطوبتى لوحدي !

لوى فمه في سخريه معلقا ب 

_ قال يعنى لو نزلت هفيدكوا بحاجه بالعكس أنا هعطلكوا لأنى هحتاج حد ياخد باله منى !

شعرت نور بالحزن فجلست على المقعد المجاور و وضعت كفها على يده قائله حزن 

_ جاسر أنا عارفه إن اللى حصل كان صعب أوي  كل اللى مرينا بيه يقتلنا مش يزعلنا و بس  قولي يا جاسر هو باب عاصم بيه كان أزاي طريقته كان بيتعامل معاكوا أزاي أنت و نهله يعنى 

سقطت عبره على وجنة جاسر قائلا بسخريه 

_ أنا بحسدك لأنك اتربيتى بعيد عنه  عمره ما عمل حاجه تسعدنا كل كلامه بالصړاخ و الضړب

عقدت نور حاجبيها معلقه بقلق 

_ ض ضړب !

_ اه ضړب  كان بيضربنى و بيضرب أدهم و نهله كمان  لم يضايق مننا أسرع حل عنده مد الأيد  كلنا كنا بنتجنبه على طول أنا و أدهم سهر بره 

_ و نهله !

زاد أنسياب العبرات على وجنتي جاسر متابعا ب حزن 

_ نه نهله كان كانت سكرة البيت  الدلوعه بتاعتنا كانت بتعرف تتعامل معاه كويس و تكسبه لكلمتين و تخرج من وراه برضو  و للأسف نهايتها كانت على أيده زي ما قولتولى  اااه يا نهله اااه  ربنا يرحمك يا حبيبتى 

أحتضنته نور بقوه و هى تبكى حتى شعر هو بعبراتها الساخنه تبلل عنقه فرفع يده ب تردد ثم أنزلها مره أخرى و لكنه شعر ب تشبثها به بقوه فرفع كفه و مسح على ظهرها و شعرها و قبل رأسها قائلا 

_ ماتعيطيش يا نور  خلاص 

أبتعدت نور عنه و مسحت عبراتها بكفيها قائله ب حزن 

_ ربنا يرحمها  كان نفسي أقعد معاها و أشوفها و نعيش سوا  بس 

ثم تابعت بمراره

 

40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 45 صفحات