الجزء الثاني رواية جديدة للكاتبة ديانا ماريا.
نظرت له بعتاب: طب ينفع كدة يا مروان تطلع من الأوضة من غير ما تقولي وتقلقني عليك؟
أخفض رأسه ولم يرد فمسحت على شعره بحنان وضمته وهى تفكر بحزن بحال نادر تجاه طفلها هو ليس له ذنب بأي مشاكل بينهم لكن منذ متى ونادر يهتم كثيرا على أية حال.
حين نام أخيرا أصرت أكثر على التقدم للوظيفة حتى تبدأ خطوة جديدة في حياتها وأيضا ولدها بدأ يتأثر بالجو حوله وهذا خاطئ.
في الصباح الباكر بعد أن البست مروان وجعلته مستعدا لحضانته، ارتدت ملابسها يغلب عليها اللون الأسود حتى يكون أقرب للرسمية.
خرجت لتجده يتناول الفطور مع شيماء فأمسكت بيد مروان وكانت على وشك المغادرة حين قال نادر بحدة: على فكرة من غير أذني ولا نسيت أنك متجوزة؟
قالت سلمى ببرود: ميهمكش أنا راحة فين ولا مهم تعرف أصلا خليك في مراتك أحسن.
أمسكها من ذراعها يشد عليه بقوة: أمال أكلمك تقفي تكلميني عدل ومفيش خروج إلا لما تقوليلي رايحة فين أنتِ سامعة!
تألم ذراعها من قبضة يدها التي تشد عليها فقالت پألم: رايحة أقدم على شغل سيب إيدي!
أفلتها وهو ينظر لها بتفكير: شغل إيه؟
نظرت له پحقد: شغل بشهادتي اللي حرمتني منها.
نظرت لها لبرهة ثم أبتسم: تمام يا حبيبتي، روحي عادي.
حدقت به بتعجب وإستغراب شديد ثم غادرت بصمت أما نادر فعاد يكمل طعامه بهدوء.
قالت له شيماء بتعجب: إزاي تسيبيها تنزل يا نادر ووافقت كدة بسرعة إزاي ؟
أبتسم نادر بمكر وهو يأكل: ولي ده ماوقفش يا شوشو مش إحنا هنكون مستفدين بردو، لو سلمى اشتغلت فلوسها لازم هتكون في مكان أمين طبعا ومفيش حاجة أمان أكتر من جيبي!
ضحكت شيماء بصوت عالي من حديث: ده أنت مش سهل أبدا يا حبيبي. فابتسم لها وأكمل طعامه.
وقفت سلمى أمام الشركة في داخلها رهبة وتخوف، أنها متوترة حقا مما يمكن أن يحدث، فكرت ما أسوأ شئ ربما يرفضوها وعندها ستحاول مجددا.
زفرت بعمق ثم توكلت على الله، بعد مرور ساعة خرجت والفرحة لا تكاد تسعها، لقد قبلتُ في العمل ورغم أنها ستعطى وظيفة أصغر بسبب انعدام خبرتها وستخضع للتدريب إلا أنها سعيدة لأنها حصلت على وظيفة أخيرا ستجني منها المال لتنفق على نفسها وابنها ولا تحتاج لنادر في شئ.
انتظرت أبنها حتى خرج من حضانته ثم عادت به للمنزل، وجدت شيماء بالداخل تجلس على الأريكة وتشاهد التلفاز فتجاهلتها.