هي وزوجي الفصل 1: الفصل 5
تري علامات الضيق المرتسمة علي وجهها المستدير ذو البشرة البيضاء و وجنتان ورديتان منذ نعومة أظافرها و هي تتميز بجمال يجعل من ينظر إليها لايحيد بصره عنها إطلاقا.
_ أرجوكي يا ماما كفاية تضغطي عليا أنا أخر مرة كلمتيني فيها و قولتلك أنا مش هاتجوز غير لما مرام تخلص جامعة وأسلمها لعريسها بأيدي و بعدها أفكر.
_ ليه بتعملي فيا كده يابنتي أنا كل أملي ومنايا أشوفك في بيت عدلك متهنية وأشيل عيالك قبل ما أموت.
و بالفعل أخترقت كلماتها المعتادة قلب أبنتها الذي يضعف دائما أمام أي رجاء أو مطلب أستدارت و وثبت عليها لتعانقها قائلة
_ بالله عليكي بلاش كلمة مۏت دي ماتعرفيش بتعمل فيا أي أنا ماليش غيرك أنتي و أختي و ربنا يقدرني وأسعدكم وما أخلكوش تحتاجو لأي حاجة أبدا.
_ ربنا يكرمك ويرزقك يا ضنايا من وسع ويرزقك بإبن الحلال الي يهنيكي و يسعدك آمين يارب.
أغمضت غادة عينيها مرددة في نفسها
_ آمين.
و في حرم جامعة القاهرة تجلس مجموعة من الفتيات يتبادلن الضحك والسمر فقالت إحداهن بتهكم جلي للأخري
_ ألا قوليلي يا مرام أبلة غادة مابقتش توصلك يعني عمري ما هنسي أول يوم لما جيتي و قعدت مستنيه معاكي لحد ما جه الدكتور صممت تدخلك القاعة بنفسها.
_ ده كان ناقص تقول للدكتور خد بالك من مرام أختي وقعدها في أول بنچ.
أطلقت ضحكة تبعها عدة ضحكات نهضت مرام پغضب فصاحت في وجوههن
_ ما تلمي نفسك أنتي و هي تحبو أفكركم أيام ثانوي لما كان بيجي لكم جوابات الإنذار ومنظر أهلكم الي كانو بيجو يبوسو إيد المدير عشان مايرفضكمش ولا خلاص كل واحده نسيت أصلها و شمت نفسها عليا أقسم بالله الي هتتنمر ولو بحرف تاني لهبعتر بكرامتها الأرض.
_ آنسة مرام آنسة مرام.
ألتفتت إلي صاحب الصوت و زجرته بحدة فأخبرها بتردد معتذرا
_أنا آسف لو ضايقت حضرتك أو أزعجتك أنا إسمي مازن و.....
قاطعته بصړاخ بعدما أستشفت تلك النظرة في عينيه تعلم ما ورائها من حديث هي في غني عن سماعه
صړاخها الحاد جعله تراجع خطوات إلي الخلف رافعا يديه
_ خلاص أنا آسف.
و أبتعد عنها حتي لا يسبر أغوارها مرة أخري أنتبهت لرنين هاتفها جذبت سحاب حقيبتها وأخذته لتري من المتصل و عند رؤيتها للأسم ضغطت علي علامة رفض المكالمة.
تأففت من فرط قلقها علي شقيقتها فهي تهاتفها للمرة المئة والأخري ترفض الإجابة.
_ زمانها جاية ماتقلقيش روحي أنتي جهزي نفسك عشان تلحقي تروحي لنوران علي الكوافير الأول.
تركت الهاتف علي الأريكة بنفاذ صبر
_ أنا قايله لها من إمبارح تخلص محاضراتها وتيجي علي طول عشان نلحق نروح لنوران علي الكوافير ليه بقي ماجتش لحد دلوقت وكل ما أتصل عليها تكنسل! و لما أشد عليها تقعدي تقوليلي بلاش دي كبيرة ومابقتش صغيرة وأنا بقولهالك يا أمي مرام مهما كبرت هاتفضل أختي الصغيرة الي محتاجه رقيب علي تصرفاتها وأفعالها.
تردد صوت صفق باب الشقة حيث دلفت المتحدث عنها علي كلمات شقيقتها فصاحت بحدة
_ أنا مش طفلة ولا صغيرة يا ست غادة و ياريت خلي خۏفك وقلقك علي نفسك بدل ما تتشطري عليا روحي دوري علي نفسك وعمرك الي بيجري صحباتك بيتخطبو ويتجوزو وأنتي الي عملالنا فيها أبلة نظيرة المسئولة.
زجرتها والدتها بنظرة حادة
_ بنت لمي لسانك أحسن لك و غوري أدخلي أوضتك ومش
عايزة أشوف وشك.
كادت تذهب فأوقفتها والدتها بأمر
_ تعالي أعتذري لأختك قبل ما تدخلي.
تجرعت لعابها وتقدمت نحو شقيقتها بدون أدني مشاعر من الندم والأسف رمقتها بنظرة أجفلت الأخري.
_ آسفة.
و ركضت إلي غرفتها جلست غادة علي الأريكة شاردة في عاصفة من الأفكار وهي تحاول تفسير تلك النظرة.
دلفت خلفها وجدتها تخلع الحجاب وتلقيه بإهمال علي الفراش فأشارت لها غادة نحو
حقيبة مدون عليها إسم ماركة شهيرة لأثواب السهرة و الحفلات.
_ يارب يطلع مظبوط عليكي جبتهولك لون المارون النبيتي الي بتحبيه أتمني يعجبك.
تركتها و ذهبت إلي غرفتها تناولت الحقيبة لتجد بداخلها الثوب التي تمنت شرائه و طالما كانت تحدث والدتها عنه و كانت تخبرها بأنها ستوفر من مصروفها