يعنى ايه انا هعيش بين كل دول
الواردة والتي كانت جميعها من دينا .
شعرت بالقلق وإتصلت بها سريعا حتى أتاها صوتها من الطرف الآخر يقول
_ صباح الخير .
هدأت بدور عندما سمعت صوتها ونبرتها الهادئة فأجابت بإبتسامة إرتياح
_ صباح النور عاملة ايه يا دودي
أجابتها دينا پغضب مخالف لنبرتها التي تحدثت بها لأول مرة
_ مش كويسة خالص وكله بسبب ابن عمك !
_ ليه هو عمل ايه ده حتى ولد غلبان وقع مع واحدة مش بتحس ..
تحدثت دينا بنبرة ساخرة
_ بصوا مين الي بيتكلم .. البنت الي شايفة الراجل الي بتحبه زي أخوها .
زفرت بدور بضيق وقالت
_ ممكن متجيبيش سيرة الموضوع ده تاني
هزت بدور رأسها سريعا تريد إنهاء الموضوع قائلة
_ تمام تمام انت اتصلت كتير امبارح ليه أنا قلقت لما لقيت كمية الإتصالات دي !
_ كنت هسألك لو كنت عارفة مكان هناء لأنها اتأخرت امبارح اوي .
عقدت بدور حاجبيها بقلق وتساءلت بلهفة
_ لا معرفش هي مرجعتش لحد دلوقتي
سكتت لثوان قبل تردف
_ بس أنا قلقانة عليها بصراحة مش عارفة هي ممكن تبات فين .. حتى ماما وخالو وجدو اتجننوا لما اختفينا احنا الاتنين ورا بعض .
فكرت بدور قليلا قبل أن تهتف
_ أنا هطلب من أخواتي يدوروا عليها هما أكيد هيعرفوا يلاقوها !
قادها فضولها إلى غرفة رسلان مستغلة وجوده بالأسفل وحالفها الحظ هذه المرة فوجدت غرفته غير مقفلة كالعادة .. إبتسمت بإتساع ثمدخلت ببطء وهي تراقب الرواق بحذر حتى لا يمسك بها أحدهم متلبسة .
إستنشقت هواء الغرفة الممتلئ برائحة عطره التي يستخدمها فبحثت بعينها تلقائيا عن زجاجة العطر حتى وجدتها على مكتب صغير يحملبعض الأدراج .. إتجهت نحوه ومدت يدها إلى زجاجة العطر لكنها توقفت وهي تنتبه إلى ذلك الدرج بالمنتصف والذي لم يغلق بإحكام .
أعاد ذلك الحوار بعقلها فجأة ذكرى قريبة ظهر فيها وهو يخبرها بأنه سيبتسم في حالة واحدة وهي موافقتها وكان ذلك قبل معرفتها بأنهتقدم لطلب يدها .. ولكنها كانت تفكر في الرفض .
توقفت عند تلك النقطة وهي تسأل نفسها سؤالا لطالما تهربت من طرحه على نفسها .. لماذا لم توافق هل هي حقا تعتبره أخا لها كباقيإخوتها أم أنها توهم نفسها بذلك حتى لا تعترف بمشاعرها أمام نفسها وأمام الجميع
تنهدت وهي تنظر إلى تلك القصاصات بشرود وقد بدأت تفكر في أمر مشاعرها نحوه بكل جدية لكن تفكيرها لم يدم طويلا بسبب سماعهالصوت خطوات تقترب من الغرفة .. جالت بنظرها حول الغرفة تبحث عن مكان لتختبئ فيه لكنها لم تجد سوى الحمام .. وفور دخولهاوإغلاقها لبابه فتح باب الغرفة من قبله .
دخل رسلان وخلفه مريم التي أوصدت الباب وهتفت بحماس
_ هتجيبلي الرواية امتى
ألقى رسلان بنفسه على السرير مجيبا
_ أول ما عمتو بثينة تجي هنسلم عليها ونطلع على طول لاني مش عايز افضل هنا كتير وهي موجودة .
_ أوك .
عقدت بدور حاجبيها بإستغراب وهي تلصق أذنها بباب الحمام وتستمع إلى حديثه متسائلة مع نفسها عن هوية تلك التي تدعى بثينة لكنهاربطت كلامه سريعا بحديث والدها وفهمت أن بثينة هذه هي إبنة عمته .. ولكن ما سبب عدم قبول رسلان بالبقاء في مكان هي موجودة فيه
قاطع تفكيرها صوت رسلان الذي قطع الصمت قائلا بشرود
_ مريم ..
تطلعت إليه مريم بترقب فأردف بنظرة تحمل بعض الرجاء
_ مش هتتضايقي لو طلبت منك تقولي لبدور تجي معانا صح
ظهرت ملامح الإعتراض على وجهها وهتفت بضيق
_ وتجي معانا ليه ان شاء الله رسلان أنا مقدرة انك عايز تتجوزها بس انت كمان قدر اني مش بطيقها !
إعتدل رسلان في جلسته وتحدث بهدوء محاولا كسب موافقتها
_ اتحمليها المرادي عشان خاطري أنا مش عايزها تحتك بعمتو بثينة وبنتها اوي .
زفرت مريم بملل ثم أومأت بعدم إقتناع
_ اوك عشان خاطرك .
قالت ذلك ثم خرجت من الغرفة دون أن تضيف كلمة أخرى .. بينما كانت بدور بالداخل تلوي شفتيها بقرف متمتمة مع نفسها وهي تقلد مريم
_ بس انت كمان