يعنى ايه انا هعيش بين كل دول
يجلس على سريره ويمسك بإطار يحمل صورة إبنته الراحلة وعائلتها جلس بجواره بصمت فبادروالده بالحديث قائلا
_ اتكلمت معاها يا عامر
_ ايوه وكلامي كان صح هناء مخرجتش معاه لمجرد انها حبته أو انه عرف يضحك عليها.
_ امال خرجت معاه ليه
سكت قليلا ينظر إلى صورة أخته ثم أجاب بتردد
_ قالتلي ان الي كانت بتخرج معاه هو .. هو الي قتل أختي حلا وجوزها عابد.
_ وهي عرفت منين
_ قالتلي ان عابد وأبوه كان بينهم عداوة وهي شكت فيه لما بدأ يتقرب منها بعد مۏت عابد وحلا.
عقد حاجبيه بحيرة متسائلا
_ أبوه الي هو مين وهي عرفته منين أصلا
_ بتقول ان اسمه كامل الدمنهوري عارفه
ضيق عينيه بتفكير ثم نفى برأسه قائلا
_ حاسس اني سمعت اسمه قبل كده بس مش فاكر فين.
_ وايه سبب العداوة الي بينه وبين عابد
قوس شفتيه بجهل مجيبا
_ معرفش وحتى هناء متعرفش وكل الي هي عارفاه ان في بينهم عداوة كبيرة وبس.
أخفض رأسه بحيرة ثم رفعه محدثا عامر
_ سيبني لوحدي دلوقتي يا ابني.
هز عامر رأسه بطاعة ثم خرج من الغرفة ونزل إلى قاعة الجلوس وما قصته عليه هناء لا يزال يشغل باله. وجد إبنة أخته الصغرى دينا ترتديملابس الخروج وتحاول إقناع هناء بالخروج معها. جلس قريبا منهما وقال مقاطعا دينا
لوت شفتيها بتذمر وصاحت
_ يعني ايه متعاقبة هي مش صغيرة عشان تتعاقب من الخروج وبعدين انا رايحة عند جيراننا هنا يعني مش بعيد!
نفى برأسه بإعتراض فإتجهت نحوه وجلست بجانبه هامسة
_ بليز يا خالو! أنا عايزة اعمل اي حاجة عشان اطلع هناء من المود الي هي فيه وأنا متأكدة انها لو اتعرفت على بدور هتطلعها منه.
_ بدور مين
أجابت وهي تشير إلى مكان عشوائي
_ صاحبتي في الجامعة وهي ساكنة هنا جنبنا.
مط شفته السفلى بتفكير قبل أن يومئ بموافقة
_ اوك بس خدي بالك منها ..
_ أكيد!
صاحت بها دينا ثم عادت إلى إبنة خالتها وقالت بحماس
_ يلا اطلعي جهزي نفسك عشان نروح!
كانت تجوب الغرفة ذهابا وإيابا مسببة الإزعاج لتلك التي تجلس على السرير وتراقبها بملل توقفت أخيرا متمتمة بنفاذ صبر
أبعدت الأخرى الكتاب الذي كانت تقرأ فيه وزفرت بضيق قائلة
_ يعني هيكونوا بيعملوا ايه يا بدور واحد وعايز يتكلم مع أخته الي مشافهاش من زمان لوحدهم عادي!
صړخت وهي تجلس أمامها پعنف
_ لا مش عادي يا عائشة مش عادي! انت عارفة يعني ايه الي بيحصل ده
رفعت حاجبها بإستغراب وتساءلت
رفعت بدور رأسها بتفكير ثم طالعتها قائلة پقهر
_ معرفش بس الي انا عارفاه انه يعني حاجات كتيرة اوي!
قلبت عائشة عينيها بملل ثم قالت قبل أن تعود لقراءة كتابها
_ بطلي غيرة يا بدور ومتنسيش انها أخته مش حد غريب عنه.
عقدت ذراعيها أمام صدرها ورفعت رأسها متمتمة بلا مبالاة مصطنعة
_ مش غيرة ولا حاجة أنا بس حاسة انهم بيخططوا لحاجة مش كويسة مانا أخته برضه وعمره ما قعد معايا لوحدنا كد
قاطعتها عائشة بنظرة غريبة
_ أنا عارفة انك مش أخته مش محتاجة تمثلي قدامي.
نظرت إليها بإستغراب وتساءلت
_ عرفت منين ومن امتى
_ من بعد ما جيت خالد حكالي عن حاجات كتير وعرفت كل حاجة عن العيلة تقريبا.
أومأت بتفهم ثم سكتت قليلا قبل أن تسأل بتردد
_ طب هو ممكن أعرف .. عمي محمد طلق مامتك ليه
أجابتها بهدوء على عكس توقعها
_ ماما كانت بنت متدلعة وعيلتها كانت من الطبقة الغنية وعايشين في قصر وعندهم خدم زي هنا بالضبط ومكنتش مهتمة غير بأصحابهاوخروجاتها وحفلاتها وكده ولما اتعرفت على عمو محمد حبوا بعض وعمو محمد مهتمش بانها متعرفش تعمل حاجة في البيت لانه عايش فيقصر فيه خدم زيها فاتجوزها بس بعد ما خلفت اخواتي حس انها مهملة اوي ناحيتهم وكان ديما بيحذرها بس هي مهتمتش لحد ما أخوياعدي كان هيغرق قدامها وهي موجودة ومخدتش بالها منه وعمو محمد لحقه بس طلقها لانه شاف انها متنفعش تكون أم ليهم ..
إستطاعت بدور ملاحظة نبرة الحزن التي حاولت الأخرى إخفاءها فتمتمت محاولة مواساتها
_ متزعليش طيب انت دلوقتي عندك خالد وعدي
_ أنا مش زعلانة منها أنا زعلانة عليها .. هي صحيح مكنتش
مهتمة بيا اوي زي مانا عايزة بس عمرها ما عاملتني وحش ابدا.
_ زعلانة عليها ليه
لم تنتظر إجابتها كثيرا عندما سمعت صوت ضحكات مريم يصدح في أرجاء الرواق. تحولت ملامحها إلى الڠضب وتمتمت بغيظ وهي تعقدذراعيها أمام صدرها
_ بصي بتضحك ازاي ده كان بارد ومصدرلنا الوش الخشب ولما حبيبة القلب جت اتحول تماما وبقى بيضحك وبيضحكها ..
حاولت عائشة منع إبتسامتها من الظهور قائلة بنبرة ذات مغزى
_ أولا دي أخته مش حبيبة القلب