رواية جديدة لياسمين رجب
حضرتك طلبتني قالتها مرام بعدما دلفت الي مكتبه
لم يعيرها ادني انتباه وظلت عينيه على الشارع لتهتف هي بنفاذ صبر عمار لو سمحت عايز ايه
الټفت اليها وهو يتابع تعابير وجهها وقال عملية رهف الاسبوع الجاي
لاحت من شفتيها ابتسامة صافية لتهتف بعدم تصديق انت بتتكلم جدا يعني رهف هتعمل العملية
ورق سفر قالتها مرام بتعجب
ليكمل حديثه العملية هتم في فرنسا
بس المفروض انها هتكون هنا في مصر قالتها مرام بعدما اقتربت منه قليلا
نظر إليها بجمود قائلا الدكتورة هيكون معاها اكبر فريق طبي وغير كده هيكون افضل ليها
لا مينفعش قالها ومازال يواليها ظهره
ثم تابع حديثه اولا لان الشركة محتاجة ليكي متنسيش ان نڤين مسافرة مع معتز
وغير كده اتفقنا
اقتربت منه وقالت مينفعش اسيب رهف لوحدها يا عمار انت اكتر واحد عارف اني لازم اكون معاها رهف ملهاش غيري
ادمعت عينيها وتركته لينظر إلى طيفها الذي غاب عنه بضيق فقد تعب من كثرة التفكير في هذا الامر وغير ذلك اسيل التي لا يعرف عنها شيء منذ أكثر من اسبوعين فقد بحث عنها مرارا وتكرارا ولكن دون فائدة
رفعت سجادة الصلاة وهي تنظر إليها مبتسمه لتلك الراحه والسکينة التي ملئت قلبها لتتجه صوب غرفة زينب وهي تهتف يا صباح الخير
رفعت وجهها تطالعها بوجه شاحب قائلة صباح النور
اقتربت منها اسيل قائلة بقلق مالك يا طنط انتي تعبانة
هزت رأسها بوهن قائلة اصلا العلاج خلص وحسن بقاله يومين بيجي تعبان ومتأخر ومش حبيت اتعبه
لالا يا بنتي مينفعش قالتها زينب پخوف
لتهتف اسيل بحزم طنط مټخافيش عليا هاتي الروچته وانا الي هنزل
بحثت اسيل عن ورقة العلاج ثم اخذتها وغادرت وسط حديث زينب يا بنتي حسن منبه عليا متطلعيش يا اسيل
ولكن كانت اسيل غادرت المنزل بأكمله لتهتف زينب پخوف جيب العواقب سليم يارب
صباح النور يا حبيبي قالتها زينب پخوف
ليهتف حسن وهو يشير إلى ما بيده لم جيت بالليل متأخر شفت العلاج بتاعك لقيته خلص فجددته ليكي
لتهتف بتعلثم تتتتسلم يا ابني
رأي توترها ليتهف بتساؤل خير في حاجة يا امي
هاااااا لا لا مفيش قالتها پخوف
ليلتفت حسن خلفه قائلا هي اسيل لسه مخرجتش من اوضتها انا من يوم ما جبتها هنا مشفتهاش ولازم اتكلم معاها ال بشمهندس عمار قالب الدنيا عليها
توترت الاخري پخوف ليهتف حسن بحدة ممكن افهم في ايه
نظرت إليه قائلة اصل اسيل نزلت تحت
تحت فين قالها بعدما فهم لتكمل والدته نزلت الحارة اصلها لقتني تعبانة ونزلت تجيب العلاج
نعم نزلت فين وأمتي ومع مين قالها حسن پغضب
لتتابع والدته نزلت لواحدها يا ابني يجي من عشر دقايق قبل ما انت تطلع
لم ينتظر أن تكمل له والدته بل ركض مسرعا إلى الشارع حتى يبحث عنها فالمنطقة التي يسكن بها من اخطر الامكان العشوائية
على الجانب الآخر
تململت في الفراش وهي تنظر إلى عشقها الاول والاخير إلى ساكن القلب والروح لتمرر يدها على وجهه مرورا بلحيته النامية لتهتف يا احلى حلم انا حلمته معقوله بقيت معايا ياااهااا انا مش مصدقه
لتحاول النهوض من جواره ولكن جذبها بقوة حتى سقطت في الفراش لينهض هو قليلا وينظر إليها بعشق قائلا
صباح الفل والورد والياسمين
ابتسمت الاخري بحب قائلة صباح النور
تابعها بعينيه وهو يبتسم قائلا كنتي بتقولي اني احلي حلم
لکمته في كتفه قائلة انت كنت صاحي
هز رأسه بالايجاب ثم قال هو انتي بقيتي حلوة اوي كده ليه
اتفضل قوم يا محترم اتأخرت على المحل زمان الصبيان بتوعك باعوا اللحمة وانت لسه نايم في العسل
كانت تتحدث وهي تضع يدها في خصرها بمنامتها القطنية القصيرة فنظر إليها الاخر بعشق قائلا طب تعالي هقولك
اخرجت لسانها قائلة لا انا هروح اجهز الفطار وانت قوم يلا خد شاور عبال ما اجهزلك الهدوم الي هتنزل بيها
هز رأسه بأستسلام قائلا حاضر توب عليا يارب عوض عليا عوض الصابرين
قهقهت الاخري قائلة ليه بقا هو انا طلعت مقلب
تقدم منها قائلا و اكبر مقلب في حياتي
رأته يقترب فقالت طيب يلا ادخل علشان متتاخرش وسيبك من الكلام بقا
هز رأسه بقلة حيلة ودلف إلى المرحاض بينما فتحت الاخري الخزانة وبدات في تجهيز ملابسه وبعد ان انتهت سمعت صوته من داخل المرحاض وهو يهتف فتون هاتيلي فوطه من عندك
نظرت حولها قليلا ثم قالت في واحدة عندك يا جمال
جمال بصوت مرتفع وقعت مني في المياه ممكن تخلصى وتجيبي واحدة
شعرت بغضبه فجذبت منشفة اخري ومدت يدها من داخل الباب لتجده يجذبها بقوة إلى الداخل حتى اصبحت تحت المياه لتهتف پغضب انت ايه الي عملته ده
اقترب منها قائلا هو انا عملت ايه كل الحكايه انك وحشتينى
نظرت إليه قائلة انا لحقت اوحشك انا لسه قايمة من جنبك
اقترب اكثر وهمس انتي بتوحشني وانتي في
ابتسمت له بعشق ليهتف هو بحبك
مازل يذهب إلى الطبيب من اجل المسكنات التي تجعله منهك وضعيف إلى اقصي مراحل التعب ليهتف الطبيب قائلا هتفضل كده لحد امتي يا ادهم العملية هتريحك كفاية كده
نظر إلى الطبيب قائلا مبقاش في داعي للعمليات انا خلاص عرفت مصيري ايه
الطبيب بضيق انت بتقتل نفسك بنفسك فأيدك تعمل العملية وترجع زي الاول واحسن
اسند رأسه على مقدمة المقعد وهو ينظر إلى سقف الغرفة قائلا كان عندي حاجات كتير ممكن تريحني بس لم خسرتها مبقاش يفيد كل ده بقي مش مهم حياتي ولا ليها اي تلاتين لازمة
ليغمض عينيه ويتذكر حينما رأها بحفلة عمار شعر بالروح تنبض بداخله كأنها اعادة الحياة لذالك القلب المرهق ولكن ماټ في نفس اللحظة حينما رأها مع خطيبها سلبت روحه من جسده شعر بقلبه ينهش بأنياب الالم والانكسار فما اصعب من قلب احب ولم ينال سوي الآلام لم يستطيع البقاء بل غادر لملم بقايا روحه وقلبه وانصرف حتى يسطر حكاية في ديوان الخذلان
بشمهندس ادهم يا ادهم قالها الطبيب عدة مرات حينما وجده صامتا
لينهض ادهم من مجلسه قائلا انا خلاص يا دكتور بقيت في سجل الوافيات يعني قلبي ماټ مبقاش في غير جسمي يندفن علشان تكمل الۏفاة
انهي حديثه وانصرف ببطي يسير ولا يعلم إلى اين اقدامه تقوده في رحلة العشق ولكن هو تائه في محرابه
سار خطوات كثيرة ولكن وقف حينما استمع صوتا يعرفه جيدا ذاك الصوت الذي انبض قلبه من جديد ليعود مجددا وهو يحاول ايجاد مصدر الصوت وما ان رأها حتى خفق قلبه من جديد
كانت بغرفة مكتبها بالمستشفى وهي تحادث شهاب عبر الهاتف قائلة ارجوك يا شهاب تعالى بسرعة انا خلاص مش قادره اتحمل اكتر من كده
شهاب
خلاص تمام