الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية جديدة لياسمين رجب

انت في الصفحة 117 من 190 صفحات

موقع أيام نيوز

 


حضرتك طلبتني  قالتها مرام بعدما دلفت الي مكتبه
لم يعيرها ادني انتباه وظلت عينيه على الشارع لتهتف هي بنفاذ صبر  عمار لو سمحت عايز ايه 
الټفت اليها وهو يتابع تعابير وجهها وقال  عملية رهف الاسبوع الجاي 
لاحت من شفتيها ابتسامة صافية لتهتف بعدم تصديق  انت بتتكلم جدا يعني رهف هتعمل العملية 

اعاد بصره للخارج وقال  اه هتعملها خليها تجهز ورق السفر وتجهز نفسها 
ورق سفر  قالتها مرام بتعجب
ليكمل حديثه  العملية هتم في فرنسا 
بس المفروض انها هتكون هنا في مصر  قالتها مرام بعدما اقتربت منه قليلا
نظر إليها بجمود قائلا  الدكتورة هيكون معاها اكبر فريق طبي وغير كده هيكون افضل ليها
نظرت إليه قائلة والدموع تترقرق بعينيها  انا هكون معاها صح
لا مينفعش  قالها ومازال يواليها ظهره
ثم تابع حديثه  اولا لان الشركة محتاجة ليكي متنسيش ان نڤين مسافرة مع معتز 
وغير كده اتفقنا 
اقتربت منه وقالت  مينفعش اسيب رهف لوحدها يا عمار انت اكتر واحد عارف اني لازم اكون معاها رهف ملهاش غيري 
اغمض عينيه قائلا  كلامي خلص اتصرفي شوفي اي حد ان شالله حتى اسلام يسافر معاها اظن اني بحاول اوفي بوعدي اختك هتعمل عملية في اكبر مستشفى في فرنسا تحت اشراف اكبر دكاترة في العالم وده كلام مفهوش نقاش انا بعمل الي عليا
ادمعت عينيها وتركته لينظر إلى طيفها الذي غاب عنه بضيق فقد تعب من كثرة التفكير في هذا الامر وغير ذلك اسيل التي لا يعرف عنها شيء منذ أكثر من اسبوعين فقد بحث عنها مرارا وتكرارا ولكن دون فائدة 
في الجيزة بمنزل حسن
رفعت سجادة الصلاة وهي تنظر إليها مبتسمه لتلك الراحه والسکينة التي ملئت قلبها لتتجه صوب غرفة زينب وهي تهتف  يا صباح الخير
رفعت وجهها تطالعها بوجه شاحب قائلة صباح النور
اقتربت منها اسيل قائلة بقلق  مالك يا طنط انتي تعبانة
هزت رأسها بوهن قائلة  اصلا العلاج خلص وحسن بقاله يومين بيجي تعبان ومتأخر ومش حبيت اتعبه 
وقفت اسيل قائلة  طيب هاتي الروچته انا هنزل اجيبه 
لالا يا بنتي مينفعش  قالتها زينب پخوف 
لتهتف اسيل بحزم  طنط مټخافيش عليا هاتي الروچته وانا الي هنزل 
بحثت اسيل عن ورقة العلاج ثم اخذتها وغادرت وسط حديث زينب  يا بنتي حسن منبه عليا متطلعيش يا اسيل 
ولكن كانت اسيل غادرت المنزل بأكمله لتهتف زينب پخوف  جيب العواقب سليم يارب
وما هي إلا دقائق 
صباح النور يا حبيبي   قالتها زينب پخوف 
ليهتف حسن وهو يشير إلى ما بيده لم جيت بالليل متأخر شفت العلاج بتاعك لقيته خلص فجددته ليكي 
لتهتف بتعلثم  تتتتسلم يا ابني
رأي توترها ليتهف بتساؤل  خير في حاجة يا امي 
هاااااا لا لا مفيش  قالتها پخوف 
ليلتفت حسن خلفه قائلا  هي اسيل لسه مخرجتش من اوضتها انا من يوم ما جبتها هنا مشفتهاش ولازم اتكلم معاها ال بشمهندس عمار قالب الدنيا عليها 
توترت الاخري پخوف ليهتف حسن بحدة ممكن افهم في ايه 
نظرت إليه قائلة  اصل اسيل نزلت تحت
تحت فين  قالها بعدما فهم لتكمل والدته  نزلت الحارة اصلها لقتني تعبانة ونزلت تجيب العلاج 
نعم نزلت فين وأمتي ومع مين  قالها حسن پغضب
لتتابع والدته  نزلت لواحدها يا ابني يجي من عشر دقايق قبل ما انت تطلع
لم ينتظر أن تكمل له والدته بل ركض مسرعا إلى الشارع حتى يبحث عنها فالمنطقة التي يسكن بها من اخطر الامكان العشوائية
على الجانب الآخر
تململت في الفراش وهي تنظر إلى عشقها الاول والاخير إلى ساكن القلب والروح لتمرر يدها على وجهه مرورا بلحيته النامية لتهتف   يا احلى حلم انا حلمته معقوله بقيت معايا ياااهااا انا مش مصدقه 
لتحاول النهوض من جواره ولكن جذبها بقوة حتى سقطت في الفراش لينهض هو قليلا وينظر إليها بعشق قائلا
صباح الفل والورد والياسمين 
ابتسمت الاخري بحب قائلة  صباح النور 
تابعها بعينيه وهو يبتسم قائلا كنتي بتقولي اني احلي حلم 
لکمته في كتفه قائلة  انت كنت صاحي
هز رأسه بالايجاب ثم قال  هو انتي بقيتي حلوة اوي كده ليه 
  اتفضل قوم يا محترم اتأخرت على المحل زمان الصبيان بتوعك باعوا اللحمة وانت لسه نايم في العسل 
كانت تتحدث وهي تضع يدها في خصرها بمنامتها القطنية القصيرة فنظر إليها الاخر بعشق قائلا  طب تعالي هقولك 
اخرجت لسانها قائلة  لا انا هروح اجهز الفطار وانت قوم يلا خد شاور عبال ما اجهزلك الهدوم الي هتنزل بيها 
هز رأسه بأستسلام قائلا  حاضر توب عليا يارب عوض عليا عوض الصابرين 
قهقهت الاخري قائلة  ليه بقا هو انا طلعت مقلب 
تقدم منها قائلا  و اكبر مقلب في حياتي 
رأته يقترب فقالت  طيب يلا ادخل علشان متتاخرش وسيبك من الكلام بقا
هز رأسه بقلة حيلة ودلف إلى المرحاض بينما فتحت الاخري الخزانة وبدات في تجهيز ملابسه وبعد ان انتهت سمعت صوته من داخل المرحاض وهو يهتف  فتون هاتيلي فوطه من عندك
نظرت حولها قليلا ثم قالت   في واحدة عندك يا جمال
جمال بصوت مرتفع  وقعت مني في المياه ممكن تخلصى وتجيبي واحدة 
شعرت بغضبه فجذبت منشفة اخري ومدت يدها من داخل الباب لتجده يجذبها بقوة إلى الداخل حتى اصبحت تحت المياه لتهتف پغضب انت ايه الي عملته ده 
اقترب منها قائلا  هو انا عملت ايه كل الحكايه انك وحشتينى
نظرت إليه قائلة  انا لحقت اوحشك انا لسه قايمة من جنبك 
اقترب اكثر وهمس  انتي بتوحشني وانتي في   
ابتسمت له بعشق ليهتف هو   بحبك 
مازل يذهب إلى الطبيب من اجل المسكنات التي تجعله منهك وضعيف إلى اقصي مراحل التعب ليهتف الطبيب قائلا  هتفضل كده لحد امتي يا ادهم العملية هتريحك كفاية كده
نظر إلى الطبيب قائلا  مبقاش في داعي للعمليات انا خلاص عرفت مصيري ايه
الطبيب بضيق   انت بتقتل نفسك بنفسك فأيدك تعمل العملية وترجع زي الاول واحسن 
اسند رأسه على مقدمة المقعد وهو ينظر إلى سقف الغرفة قائلا  كان عندي حاجات كتير ممكن تريحني بس لم خسرتها مبقاش يفيد كل ده بقي مش مهم حياتي ولا ليها اي تلاتين لازمة 
ليغمض عينيه ويتذكر حينما رأها بحفلة عمار شعر بالروح تنبض بداخله كأنها اعادة الحياة لذالك القلب المرهق ولكن ماټ في نفس اللحظة حينما رأها مع خطيبها سلبت روحه من جسده شعر بقلبه ينهش بأنياب الالم والانكسار فما اصعب من قلب احب ولم ينال سوي الآلام لم يستطيع البقاء بل غادر لملم بقايا روحه وقلبه وانصرف حتى يسطر حكاية في ديوان الخذلان  
بشمهندس ادهم يا ادهم   قالها الطبيب عدة مرات حينما وجده صامتا
لينهض ادهم من مجلسه قائلا  انا خلاص يا دكتور بقيت في سجل الوافيات يعني قلبي ماټ مبقاش في غير جسمي يندفن علشان تكمل الۏفاة
انهي حديثه وانصرف ببطي يسير ولا يعلم إلى اين اقدامه تقوده في رحلة العشق ولكن هو تائه في محرابه 
سار خطوات كثيرة ولكن وقف حينما استمع صوتا يعرفه جيدا ذاك الصوت الذي انبض قلبه من جديد ليعود مجددا وهو يحاول ايجاد مصدر الصوت وما ان رأها حتى خفق قلبه من جديد 
كانت بغرفة مكتبها بالمستشفى وهي تحادث شهاب عبر الهاتف قائلة   ارجوك يا شهاب تعالى بسرعة انا خلاص مش قادره اتحمل اكتر من كده 
شهاب   
خلاص تمام
 

 

116  117  118 

انت في الصفحة 117 من 190 صفحات