روايه بين الحقيقه والسراب بقلم فاطيم
يجلس فيه مع روحه لكي يعطيها قسطا
من السلام النفسي الذي غاب عن عالمه في تلك الأعوام الأخيرة
جلس يحدث حاله وهو ينظر إلي اللاشئ بروح منهكة يجوب عقله ذكريات الماضي الأليم الذي أهلك كيانه ولكن كلها إرادة الله فلنرضي
وردد بلسان حاله بتعجب
عجيب أمرك تلك الدنيا ألست من حقي أن أعيش سلاما نفسيا دون معافرة !
كف عقلي عن معاتبتي لحالي علي حالي واتركني
كف قلبي عن مشاركة قلبك في القسۏة علي كلي ودعني
دعني كي أنهض لكي أعود إلى عهدي مأمنه وسأعيده بفضل ربي حتي لو حاربت
فالحړب لأجل أن أبقي سليما كل السلام
وأثناء انشغاله بحديث نفسه استفاق علي صوت رنات هاتفه وإذا به يبتسم تلقائيا عندما رأي نقش اسمها علي شاشه الهاتف
يا اهلا جوليا هانم أخبارك ايه
علي الجهة الأخري كانت تجلس علي مقعد مكتبها المدار للخلف وتضع سماعة الهاتف الهاند فري في أذنيها وتتحرك بالمقعد يمينا ويسارا مرددة بإجابة
fine thanks
واسترسلت حديثها بتساؤل
من ساعه ما اتقابلنا المرة إللي فاتت وانت مجتش علشان نتفق على شغلنا مع بعض
والله كان عندي كذا ميعاد هنا قلت أخلصهم وأنا موجود
واسترسل حديثه يبادر بعزيمتها علي الغداء
ايه رأيك تحبي نتغدي مع بعض بكرة ولا مشغولة
كانت تتراقص فرحا بداخلها لأجل عزيمته والتي كانت ستبادر بها قبله إلا أنه فاجأها بها وهتفت بموافقة
شرف ليا طبعا يامالك بس سبني أختار أنا المكان إذا مكانش يضايقك يعني .
معنديش مانع طبعا يابرنسيس جوليا .
قال كلماته الأخيرة بنبرة إطرائية جعلتها تبتسم علي ذاك الوسيم الراقي في تعامله
والتي لاحظت رقيه منذ المرة الأولى لمقابلتهم معا .
تمددت علي كرسيها باسترخاء أكثر وتابعت حديثها
الذي ألفه قلبها كثيرا وأنهته بامتنان
بجد إنت لطيف جدا يامالك وراقي في معاملتك
هبعتلك اللوكيشن للمكان وهستناك بكرة بإذن الله.
Good night Malek
انتهي الحديث بينهم فحقا كانت جوليا مستمتعه جدا بالحديث معه .
انقضت تلك الليلة الأليمة علي الجميع حيث باتت ريم ليلها دون أن تنام بسلام
وباتت راندا ليلة ميلاد جرحها بدموع وآلام
وبات مالك ليلته وهو يفكر في حياته وعن ماينتظره بصبر واستسلام
وصل رحيم أخيرا إلي المنزل ومريم تمشي بجانبه خجلا من الموقف ولكن ماذا عساها أن تفعل
هي تاركة حالها بيد القدر وليفعل مايفعل بها من تخبطات فرب الكون الذي خلقها لن ينساها
فدائما تردد قول الله تعالى لقد خلقنا الإنسان في كبد لكي تشعر نفسها دائما انها في امان في وجود خالقها دائما وابدا
صعدوا درجات السلم المعدودة وهو يحسها بأعينه على الصعود بأمان فنظرة عينه كفيلة ان تهدئ قلبها من الخجل
ضغط على زر الجرس قبل ان يضع المفتاح في الباب لكي ينبههم ان يستعدوا لقدومه وضيفه
دخل واشار بيده إليها ان تتقدمه دخلت وهي تومي بعينيها ارضا وهي تلقي السلام خجلا
اجابوا سلامها بكل ابتسامه يتبعها استغراب
بعد ساعه تقريبا من حديثهم مع بعض الذي قصه عليهم رحيم منذ بدايه المشكله الخاصه بمريم الى نهايتها فتحدث ذلك الخلوق جميل
شوف يا ابني احنا مش هنتكلم في اي حاجه دلوقتي علشان هي باين عليها الارهاق والتعب الشديد وباين كمان ان مشكلتها كبيره جدا لكن بأمر الله يا بنتي ربنا هيقف جنبك وما تقلقيش وطالما جيتي بيت جميل واحتميتي فيه من شړ الدنيا هيكون ليكي حصن امين علشان البيت ده ما تعودش يرد السائل ابدا وانت قصدتيه في أمانك وهو مش هيردك أبدا
ثم وجه كلامه الى رحيم قائلا له
علشان تبقى على راحتها يا ابني وديها المضيفه اللي انا عاملها لاخواتك البنات لما يجوا هما وأجوازهم عشان يبقوا على راحتهم
واسترسل حديثه وهو ينظر الى مريم بحنو
تعرفي ان الفرق ما بين اسم بنتي واسمك حرف الميم بس يعني لو كان عندي بنت تالته كنت هسميها على اسمك يا قمر انتي
عايزك تعتبري البيت بيتك وعايزك تروحي تنامي وتقضي ليلتك الآمنه في هدوء علشان خاطر نفكر هنحل مشكلتك دي
ازاي وما تقلقيش رب الخير لا ياتي الا بالخير .
.11
أتى الصباح محملا بالأثقال والهموم على ابطالنا الذين دهستهم هموم الحياه وضغطت بكل قوتها على قلوبهم البريئه وجعلتها دامية
في منزل جميل المالكي ظهرا بعد ان استيقظ الجميع وكان اليوم عطلة رسمية
يجلسون جميعا على طاولة الطعام يترأس الطاولة جميل وبجانبه فريدة زوجته وفي خط المقابل رحيم وتجاوره تلك التي طحنتها الحياة غدرا
حيث ردد جميل الى مريم بابتسامة بانت على ثغره آمرا اياها بلطف
شوفي يا مريم يا بنتي دلوقتي تفطري معانا وتعتبري البيت بيتك مش عايز منك توتري نفسك علشان احنا داخلين على مرحلة صعبة في مشكلتك المعقدة دي مع الناس اللي لا تعرف دين ولا رب دول .
كانت