الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه بين الحقيقه والسراب بقلم فاطيم

انت في الصفحة 12 من 150 صفحات

موقع أيام نيوز


النظام وما بحبش التاخير
طول عمرك كده لعبية وملاوعة 
وعلشان تأخيرك ده تطلعي حالا تغيري هدومك وتنزلي هتنضفي حمامات الملجأ كلها 
صعقټ مريم من حكم تلك القاسېة التي لا تصح أن تكون في مكان كل من فيه مدمرين نفسيا 
وتحدثت إليها باستعطاف
بالله عليكي يا أبلة انا في امتحانات ومحتاجة كل وقت اذاكر فيه والمواصلات هي اللي أخرتني

لما أخلص امتحانات أوعدك اني أنفذ عقابك كله من الأول للآخر
بس يارب يخليكي سيبيني أذاكر علشان عايزة أخرج بتقدير زي اللي انا متعودة عليه كل سنة .
لم تتأثر الأخرى بتوسلات تلك اليتيمة ولا ببكائها واكملت بحدة
ما تتحايليش يا هانم علشان انا ما باكلش من دموع التماسيح دي
اتفضلي على فوق فورا أمري ما فيهوش جدال علشان بعد كده ما تفكريش تكرريها تاني
يلا يا بنت انجري مش فاضية لدلعك ده
واسترسلت وهي تعطيها ظهرها
تاتكم القرف بنات تجيب الهم أهاليكم سابوكم وطفشوا ورموكم لنا هنا يبلونا بيكم .
لم تعد تتحمل مريم تلك القسۏة من مجتمعها التي نضجت وهي تعاني منه بلا رحمة ولا شفقة
يحملونها هي ومن مثلها أخطاء من رموهم في وكر الحياة وهم لا ذنب لهم في وجودهم في تلك الظروف التي انجبروا عليها 
وصعدت إلى الأعلى لكي تبدل ملابسها لتنفذ الأمر وتحاول ان تنهيه على عجالة لكي تستطيع ان تذاكر 
ووعدت حالها ان تستمر في صبرها وان تتحمل أي آلام سواء كانت جسمانية او نفسية لكي تصل بحلمها الى طريق سليم 
وتأني بحالها بعيدا عن تلك القساوات من المجتمع .
عصرا في كافيه مشهور في الإسكندرية تجلس اثنتين من أرقى نساء المجتمع نهال طليقة مالك الجوهري واخته هيام
نهال
بنبرة صوت حادة وعيون تنطق شړ 
انتي فاهمة يعني ايه انا نهال الدين
تنطرد من المكتب اللي انا وقفت جنب أخوكي فيه كأي زوجة أصيلة وبنيت معاه المصنع من الصفر
ووقفت معاه وبعت له مجوهراتي واستلفت من بابا وفي الآخر يطردني انا من المكتب قدام اللي يسوي واللي ما يسواش!
استمعت هيام إلى حديثها بتأفف وضيق وأجابتها بتهكم
انت هتألفي يا ست نهال إنتي اه في الأول وقفتي جنبه واديتي له مجوهراتك واستلفتي له من باباكي
بس المصنع ساعتها كان عليه ديون كتير جدا وقروض من البنوك جيتي إنتي لما عرفتي بمرضه أجبرتيه إنه يرجع لك دهبك ويرد لباباكي الفلوس اللي إنتي استلفتيها له منه
استشاطت نهال ڠضبا من حديث تلك الهيام وأردفت بنبرة اكثر حدة 
امال إنتي كنتي عايزاني أعمل إيه يعني !
كنتي عايزاني أفضل عايشة مع بني آدم عقيم أنا من حقي اني أخلف ويكون لي أولاد من حقي أبقى أم ودي ابسط حقوقي .
أجابتها هيام ببرود
طيب وايه اللي جابرك ان إنتي ترجعي له دلوقتي وكل شوية تصدعيني وتسأليني عن أخباره عامل إيه ومش عامل إيه وانا علشان صعبانة عليا ببلغك أخباره أول بأول .
استكانت بجلستها وهدأت من نبرة صوتها وأردفت بنبرة صادقة
انا مش هكذب عليكي يا هيام أنا بحب
مالك ومش بس بحبه انا بعشقه ومقدرتش أتخطى حبه ولا أنسى السنين اللي أنا عشتها معاه 
واسترسلت وهي تفرك يديها
ما تتصوريش انا كل يوم بټعذب من بعد مالك عني 
وكنت مفكرة اني لما أروح له واعتذر له بنفسي لحد عنده إن هو يسامح ويغفر ونرجع نعيش مع بعض تاني
مكنتش متخيلة ان هو هيتعامل معايا بالأسلوب العڼيف ده 
كنت متخيلة اني وحشاه زي ما هو ما واحشني وإنه نفسه نرجع لبعض زي ما انا نفسي ارجع له بالضبط .
قطبت هيام جبينها وهزت رأسها بعدم فهم وسألتها متعجبة
ازاي يعني عايزاه يرجع لك بعد كل اللي عملتيه فيه !
سبتيه وهو في عز الديون اللي متراكمة حواليه وزاد عليهم دينك اللي إنتي طالبتيه ان هو يسده 
وسيبك بردوا من كل ده إنتي كسرتيه لما عرفتي ان هو مش بيخلف وطلبتي منه الطلاق
مستنية إيه منه !
إنه يرجع يفرش لك الأرض ورد ورمل ويقول لك بال يا حبيبتي بال
إنسي يا نهال ده مش مالك الجوهري خالص مالك مستعد يرمي قلبه تحت رجليه ولا إن حد يذله او يستضعفه .
انطلقت دموع نهال وفرت من عيناها بغزارة ونظرت لها بضعف وأردفت تطلب منها الاستشارة
طيب قولي لي يا هيام أعمل ايه علشان مالك يسامحني ويرضى عني ويرجع لي
أنا طالبة منك إنك تساعديني وتقفي جنبي ومش هنسى لك الجميل ده طول عمري
استوعبت سؤالها وأردفت بنبرة جادة متجنبة دموعها 
طب ما تجيبي من الآخر يا نهال وخليكي صريحة كدة معايا علشان مش انا اللي بتاكل من جو المشاعر والحب والندم والحوارات دي إنتي عارفة ده كويس
إنتي عمليه جدا فوق ما تتخيلي
وا سترسلت حديثها بذكاء
إنتي عايزة ترجعي لمالك علشان خاطر عرفتي ان هو كشف وربنا أكرمه وهيخف وهيرزقه بأولاد في المستقبل من اللي هيتجوزها
فبلاش بقى حوار بحبه وبعشقه والحاجات دي ما بتاكلش معايا فخليكي صريحة معايا علشان نتفق .
اڼصدمت الأخرى من حديث تلك الداهية التي تكشف جانبا من حقيقة رجوعها لمالك
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 150 صفحات