الأحد 24 نوفمبر 2024

قصة جديدة كاملة بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 20 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز

ثوان حتي هدأ وقال 
أنا طلقت ريهام وطلاق نهائي بلا رجعه .
شهقت بجزع وهي تردد 
طلقتها !
اي زعلانه !.
للحق هي أكثر من فرحه بهذا الخبر لكنه كان مفاجأه بالنسبه لها حتي أن معتصم بالأونه الأخيره امتنع عن إخبارها بما يحدث معللا أنه وعد
سليم بأن لا يعرف أحد بما يفعلوه .
لا مش زعلانه وأنا مالي بس لي 
نظر لها بجانب عينيه يقول برجاء لأول مره تراه في عينيها قبل أن تستشعر به في نبرته 
ممكن تاخديني في حضنك 
تيبس جسدها وهي تستمع لرجائه والأكثر لرغبته ! ولكن وجدت نفسها تومئ بإيجاب دون أن تتحرك ليسرع هو بالإندثار بين أحضانها وضع رأسه بين رقبتها وكتفها ولف يده لتحيط خصرها أغمض عيناه يستشعر الراحه التي بدأت تتسلل له أما عنها فقد أخذت وقت قصير حتي استطاعت أن تلملم شتات نفسها وتحيطه بذراعيها كأنه طفل صغير ....
وللحقيقه بداخل كل منا طفل صغير مهما دثرته الأيام وردمته المسؤليات طفل يحتاج للحنان والاحتواء من وقت لآخر طفل يحتاج لمن يرمي عليه حمله ليحصل علي القليل من الراحه حتي وإن كانت مؤقته .
تمتم بخفوت وعيناه مازالت مغمضه 
محدش حضڼي كده من يوم ماما ما ماټت .
ردت بمرح لتحاول التخفيف عنه 
وأنت عاوز مين يحضنك إن شاء الله !
أكمل حديثه وكأنها لم يسمعها 
أوقات كتير كنت بتعب من الدنيا زي دلوقتي وكنت بتمني لو أمي عايشه أرمي نفسي في حضنها وأنسي كل حاجه ولو لدقايق ...
ذمت شفتيها بحزن وقالت 
ربنا يرحمها ..حضنها كان حلو كده 
سألته بالأخير وعيناها تمتلئ بالدموع لشعور لم تعشه يوما .
وعلي غفله منه قال 
اوي أنت مش متخيله الراحه الي كنت بحسها رغم أنها مېته من 5 سنين بس حاسس وكأنها مېته من 50 سنه .
تمتمت بخفوت 
مش متخيله فعلا .
لو أن أحد نظر لعيناها الآن لشعر أنها علي وشك الإڼفجار حمراء بشده ودموعها التي أبت أن تحررها تحتبس بها كمجري مائي أعيق طريقه بلعت ريقها بصعوبه وهي تقول 
مالك بقي 
أخذ نفس عميق قبل أن يبدأ بسرد كل ما حدث ...كانت تستمع له بحزن علي شعوره وتواسيه ببعض الكلمات ..
حتي مرت ساعات وهما هكذا بل أنه غفي بين أحضانها أما عنها فكيف تغفو بعد أن فتح بها چرحا ماضيا دون قصده ابعدت رأسها للجهه الأخري وعيناها تسقط الدموع كتساقط الأمطار في ليله شتويه قاسيه ...قاسيه كقسۏة ذكرياتها تماما ..
رغم محاولة والدها أن يقنعها بحقيقة ۏفاة والدتها لسنوات طويله إلا أنه لم يكن يعرف بأنها تعلم الحقيقه المستتره تعلم أنه ېكذب كي لا ېجرحها وكيف تنسي أول مره استمعت فيها لكلمات والدتها القاسيه وهي تتحدث مع والدها حين قال 
ماشي هطلقك وتغوري بس بنتي مش هتطلع من بيتي .
ردت الأخيره بسخريه 
ومين قالك أني عايزاها أنا مش هوقف حياتي عشانها أنا لسه صغيره وعاوزه أشوف حالي خليهالك أنت تربيها ما أنت علي قلبك قد كده بس تديني المؤخر .
رد بحزن وحسره 
العيب مش عليك العيب عليا أني اتجوزت واحده كانت في يوم من الأيام جليسه لأمي العيب عليا أني مسمعتش كلامها الله يرحمها لما قالتلي دي عينها فارغه وبتلف عليك عشان فلوسك دلوقتي بعد مانضفتك وخليتك هانم وبعد ست سنين جواز جايه تبعيني وتبيعي بنتي .
وضعت يدها في خصرها بطريقه سوقيه وقالت 
زهقت طهقت ومليت من العيشه دي وأنا لسه في عز شبابي ومن حقي استمتع بيه مش اقعد عشانك أنت وبنتك وموريش حاجه غيركم أنا اي اللي يغصبني علي كده إن شاء الله .
دلوقتي كارهه العيشه الي حفيت عشانها بنتي! هي فعلا بنتي وأنا هنسيها أشكالك .
رمي بورقه في وجهها وقال 
خدي مؤخرك اهو يكش بس يملي عينك الفارغه أنت طالق وبكره هطلقك عند المأذون ومشوفش وشك تاني ولا تقربي من بنتي أنت من دلوقتي مېته بالنسبه لينا .
أغمضت عيناها بقوه تمنع شهاقتها من الخروج تتذكر حين استمعت لحديث والدتها الخالي من الرحمه طفله....مجرد طفله لم تبلغ الخمس سنوات تستمع لهكذا حديث من والدتها بل والأدهي ما حدث بعدها .......
لم يعلم كم مر عليه من وقت ولكن أخيرا فتحت عيناه لتعلن عن استيقاظه شعر بأنه مازال بين أحضانها وقد كان.. حين شعرت به أغمضت عيناها مدعيه النوم كي تهرب منه ومن أي سؤال قد يطرحه حينما يري شكل وجهها رفع رأسه ليجدها مغمضة العينين ولكن إحمرار وجهها وأرنبة أنفها خاصة بشكل مبالغ به ورغم إطباق جفنيها ظهر ورم طفيف أسفل عيناها المغلقتان من كثرة البكاء ابتعد عنها بقلق وهو يهتف
_داليا
لم تجيبه فأدرك أنها تدعي النوم فهتف بقلق حقيقي
_داليا افتحي عينك أنا عارف أنك صاحيه..
وبالفعل فتحت عيناها ولكن لم تنظر له بل قالت
_أنا محتاجه أنام الوقت اتأخر تصبح على خير.
أمسك يدها قبل أن تقوم وبالأخري أمسك وجهها يرفعه له يحاول تفحص ملامحها أكثر وهو يقول
_مالك يا داليا
نفت برأسها قبل أن تقول بخفوت
_أنا كويسه..
رد
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 39 صفحات