رواية مكتملة بقلم سعاد محمد
يقوم بذ. بحه... أطبق جفنيه المتعبتين الحزينتين وترك دموعه تنساب فوق وجنتيه لقد تحامل أكثر من اللازم حتى لا يرى أحدا ضعفه... ظل على تلك الحالة المتوجعة لوقت ليس بالقليل
وصل صهيب وجلس بجواره
ناوي علي إيه ياجواد... يحيى مش هيسكت
آهة خفيضة تحررت من بين شفتيه وشعور العجز يتمكن منه.. نظر لصهيب وتحدث بصوتا مرتجف رغم حزنه ووجعه وقوته بنفس الوقت ولكنه لا يتحمل ما بداخله
نظر له پصدمة متفاجأ بكلمات آخيه
وصية إيه دي ياجواد
عصر عيناه ألما مما هو آتي ومازال حديث جاسر يتردد
فلاش باك
وصلوا إلى المستشفى
جاسر هتكون كويس بس خلي أملك في ربنا كبير.. هستناك ياصاحبي أوعى تخلي بوعدك معايا هنفضل على الحلوة والمرة... كان يسرع به المسعفين متجهين لغرفة العمليات
مسح وجهه بكفيه يقاوم وجعه وحزنه
ربت صهيب على ظهره
هتعدي إن شاء الله عارف إنك هتقدر تنفذ الوصية من غير خسارة
أمسك مقدمة رأسه يقاوم ألما رهيبا يفتك به.. لا أنا عاجز ومش عارف هعمل ايه بس اللي أقدر أقوله ومتاكد منه صعب انفذ الوصية.. قاطعهم اتصال ندى
غصة كبيرة بحلقه عندما وجد اسم ندى ينير شاشته واردف
ندى عندها فرص كتير ياجواد وبعدين إنت مجبر مش مخير ومتنساش دي غزل وجاسر أخونا غير الوصية واجبة التنفيذ
قاطعهم رنين هاتف سيف
صهيب غزل فاقت ومحدش قادر
يهديها تعالى بسرعة... وقف صهيب سريعا
غزل فاقت وحالتها صعبة
أسرع كلا منهما إليها... جواد الذي يسبقه قلبه خوفا عليها... صهيب الذي يسبقه اخويته لها
تهدئتها
ضمھا جواد إلى أحضانه حبيتي أهدي خلاص أنا جيت... أخرجها من أحضانه ومسح دموعها التي سقط. ت على قلبه كحمم بركانية... كانت تغلق عيناها بۏجعا وألما
فتحت عيونها الرمادية الجميلة التي أصبحت دامية ثم نظرت إليه وأردفت بصوت باكي
عايزة أشوف أخويا قبل مايغسلوه لو سمحت.. عايزة ألمسه لأخر مرة... عايزة أشم ريحته لأخر مرة... كل حاجة بتر بطني بيه هتكون لأخر مرة .. ياجواد
جواد هو ينفع أروح معاه... الدنيا دي معدتش تلزمني.. هعيش فيها ليه ولمين
أخويا خلاص راح... راح سندي وقوتي... راح حض. ني الدافي.. انا مش عايزة أعيش
إرتجفت أوصاله من كلاماتها ثم جذبها إلى أحضانه
ليه بتقولي كدا ياحبيبتي.. ينفع تسبيني ياغزل... سكنت لبرهة في أحضانه علها تجد الحنان الذي افتقدته في ۏفاة أخيها..
ولكنه ليس أخيها... ولكن شعرت بشعور آخر شعور بنبضات حبيب وليس اخا
بدأت تبكي بنشيج
نزلت دموعها فوق صدره كقطع زجاج تقطع جلده... ارتفعت شهقاتها التي اخترقت جدار روحه وهي مازالت بأحضانه ... ملس على ظهرها بحنان
وبدأ يهمس لها ببعض الكلمات.. دخلت ندى في هذه الأثناء ووجدته يقوم بإحتضان غزل... ويقف صهيب ونجاة بجانبهم
جواد إنت كويس... نظر لها وهو مازال على حالته... نامت غزل بأحضانه بعدما حقنت بمهدئ
وضعها بهدوء على الفراش ومسد على شعرها بحنان ثم قب. ل جبهتها وهي مازالت مابين اليقظة والنوم... بدأت تهمهم بأسم أخيها
تنهد بحزن ونظر لوالدته
ماما مليكة عاملة إيه
نايمة ياحبيبي لسة سيف عندها أنا جيت لما غزل فاقت وبدأت تصر. خ وتنادي على جاسر
ملس على وجهها
خليكي جنبها ياماما هشوف ندى شوية وراجع
أمس. ك بيد ندى وخرج لحديقة المستشفى
جلس فوق المقعد بظهر منحني وكتفين متهدلتين قټله الۏجع على فراق أعز الأصدقاء... جلست ندى بجواره ومسدت على ظهره
عامل إيه وإزاي دا حصل أنا لسة عارفة من شريف من شوية...
أنا كويس الحمدلله زي ماانت شايفة بحاول أكون كويس... نظرت له بعمق
غزل عاملة إيه وإزاي هتقدر عليها في حالتها دي المفروض تشوف د كتور نفساني
جحظت عيناه من كلماتها
غزل تحت الصدمة ياندى الصدمة كسرتنا كلنا ولولا وجود جاسر كنت زماني