الجزء الأخير رواية رائعة كاملة
يوميا أحسن يروحوا لحد غيرك
!
فرفعت أيسل حاجبها الأيسل بحنق
والله!
وفي حكمة كده بحب امشي حياتي بيها بتقول لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد واختصارا لوقتي ووقتك اللي ملهمش اي تلاتين لازمة لازم ابدأ انا اول مرة عشان اسهلها عليكي!
كانت أيسل مسبلة أهدابها ببلاهه تحاول إستيعاب ما يقوله ورغم توترها إلا أنه وحينما يكون في ثوب العابث الماكر يجعلها في أوج شعور وردي لذيذ متخم بالعاطفة التي لم تعرف معناها يوما سوى معه.....
ليغمض بدر عيناه مستمتعا بمذاق حروف أسمه هامسا
بتقولي اسمي في اوقات غلط بطريقة غلط اكتر وبتجرجري رجلي ل وأنا بمۏت فيها!
حينها بدت أيسل كمن استفاق من تلك الغيبوبة العاطفية لتدفعه بعيدا عنها وهي تضرجت وجنتاها بحمرة قانية من الخجل
طب اوعى يا وقح
ثم نهضت بسرعة لتركض مغادرة الغرفة تاركة إياه يضحك وهو يردد بمرح
بعد مرور اسبوعان.....
كان كلا من بدر ويونس جالسان في الصالون يشربا الشاي في هدوء ويتبادلا أطراف الحديث حينما هز بدر رأسه متمتما ليونس
والله يا يونس أنا حاسس كده إني متقل عليكم أنا والمزغوده مراتي!
ليرفع يونس حاجباه ويجيب بمشاكسة صبيانية
حاسس مش متأكد!
إيه ده إيه ده إيه الوقاحة دي
ليضحك يونس وهو يخبره بنفس المرح التلقائي بينهما
مش عايز افاجئك بس انت خنقتني!
ليربت بدر على فخذه پعنف مقصود وهو يستطرد بابتسامة سمجة
أنا بقول كده برضو كلك زوق والله يابن عمي
ثم هز رأسه وراح يردد بنبرة درامية قبل أن ينطق يونس
لا لا متتحايلش عليا يا يونس لأ مش هنقعد اكتر مش هينفع طب طالما أنت مصمم خلاص هنقعد كام يوم تاني!
والله يا بدر انتوا ماليين علينا البيت بدل الفراغ اللي كنا عايشين فيه وبعدين ده انا مش بشوفك غير كل فين وفين يا راجل!
فابتسم بدر بود وهو يمسك بالكوب الخاص به ثم قطع الصمت بينهما حينما سأل يونس بتركيز مفكرا
تنهد بدر بقوة ثم اومأ برأسه وقال
متأمل كده والله يا يونس في واحد المفروض هيجبلي رقمه النهارده
وهتصل بيه وأشوف رد فعله
ان شاء الله خير
تمتم بها يونس قبل أن يصدح رنين هاتف بدر فأخرجه ليجيب بصوت أجش
وعليكم السلام أنا جبتلك رقم الحاج عبد الرحمن اهوه
فأشرق وجه بدر كالبدر بابتسامة أمل وهو يسأله في لهفة
والله ما عارف أقولك إيه تعبتك معايا كتر الف خيرك مليهوني بقا
ولا تعب ولا حاجة بص اهوه
دون بدر الرقم بلهفة كبيرة ومن ثم أغلق ذلك الاتصال لينظر ليونس قائلا بابتسامة واسعة
الحمدلله عرف يجيبلي الرقم استنى هتصل دلوقتي بيه
اومأ يونس برأسه موافقا ثم نهض ليغادر بعد أن أخبره بهدوء
طب انا هروح أشوف ليال عقبال ما أنت تكلمه وهرجعلك نشوف اللي حصل وبأذن الله خير والموضوع ده يخلص على خير
يارب
تمتم بها بدر وهو يكتب ذلك الرقم ليتصل به ومع كل رنة تصدح مخترقة اذنيه كانت نبضة هادرة تفلت من بين زمامه بقلق... والأفكار التي زاحمت عقله تلتهمه التهاما...!
أتاه صوت الحاج عبد الرحمن الرجولي الرخيم وهو يقول
السلام عليكم مين معايا
وعليكم السلام أنا بدر الجمال ابن عم مريم بنت اختك يا حاج عبدالرحمن ازي حضرتك
الحمدلله بخير يا بدر ازيك انت وازي مريم
الحمدلله احنا كويسين
صمت برهه ثم عاد يكمل وهو يستعير كافة تركيزه ليوازن بين حروفه
كان في مشكلة بس كنت محتاج مساعدة حضرتك فيها
فسأله عبد الرحمن مستفسرا
مشكلة إيه ربنا ما يجيب مشاكل
بدأ بدر يقص عليه كل شيء من البداية منذ من كان سبب بشكل غير مباشر في دخول مريم السچن حتى محاولاتها ليومنا هذا....
وكان الآخر يستمع له مذهولا مصډوما يحاول إستيعاب ما يقوله لم يتوقع ابدا أن تصل مريم لخط اللاعودة..!
نعم كان يعلم بشكل ما أن مريم ليست هينة ولكن أن يصبح الحقد كقطعة بالية تغلق عيناها عن أي شيء سواه هذا ما لم يتوقعه ابدا....!!!!
وحينما لم يسمع بدر اي رد على ما قاله تنحنح يسأله بتوجس
حضرتك معايا
فابتلع الاخر تلك الغصة المريرة بحلقه وهو يجيبه
معاك يا بدر أنا هاجي على طول يا بدر متقلقش وبأذنك يارب كل حاجة هتتصلح
حينها تنفس بدر بصوت مسموع وهو يدرك أن أخيرا ذلك العبء الثقيل قد سقط عن كاحليه ليعطه حريته دون تأنيب قاسې من ضميره..!
بينما في الأسفل في نفس الوقت في احد أركان الحديقة المنعزل بشكل ما عن الرؤية...
كانت أيسل تضحك وهي ټضرب كفا على كف على طفولية ليال الغير متناهية التي جعلت الجنايني يصنع لها أرجوحة في حديقة المنزل إنتهت ليال من تثبيت الاسفنجة على الأرجوحة لتقفز جالسة عليها وهي تهتف بانشكاح طفولي وابتسامة حلوة
اخيرا... يلا زوقيني بقا يا أيسل
حاضر ياستي
وقفت أيسل