رواية اخطائي الجزء الأخير
الركن البعيد واقترب منه قائلا بفخر ظهر جلي في نبرته
براڤو عليك يا بطل رفعت راسنا
توسعت عين الصغير حين تعرف عليه و مدحه ب البطل لثان مرة ليتسأل ببسمة طفولية واسعة
هو حضرتك كنت هنا! و شوفت الجول بتاعي
انحنى نضال لمستواه وقال بحاجب مرفوع مشاكسا
شوفته يا عم وعجبتني اوي وانت بترقص الكورة ومدوخهم وراك
ليرد الصغير مستفيضا بحماس طفولي
قهقه نضال على طريقته و وحماسه الذي يقطر مع حركات جسده واخذ يعبث بخصلات شعره يبعثرها قائلا
أنت موهوب فعلا يا شريف وإن شاء الله ليك مستقبل هايل وابقى قول نضال قال
تهللت أسارير الصغير وقال
طيب دي حاجة كويسة وبعدين انا اللي مبسوط اكتر علشان ليا صاحب بطل زيك
تعززت ثقة الصغير بذاته كثيرا بعد حديثه وكم تمنى لو بالفعل اصبحوا اصدقاء لذلك تسأل متلهفا
هو حضرتك عضو في النادي
ايوة عضو في النادي من زمان بس مش باجي غير قليل وبالصدفة كان عندي ندوة و شوفتك
صدفة حلوة اوي حضرتك ياريت تتكرر علطول يا عمو
قلب نضال خضراويتاه من تلك الرسميات القاټلة بالنسبة له وقال مشاكسا الصغير بخفة
يخربيت حضرتك هي حضرتك دي وراثة في العيلة ولا ايه ارحموني أنا عندي فوبيا
قهقه الصغير بقوة و وضع يده على فمه من دعابته ليستأنف نضال بنبرة حاول ان تكون جادة
نفى الصغير برأسه مستنكرا
عيب مامي قالتلي لازم احترم اللي اكبر مني
اعتلى حاجبيه وقال ببساطة وهو يزم فمه بطريقة مضحكة جعلت الصغير يقرقر ضاحكا
هي نضال شتيمة ولا أيه! عادي ياعم أنا راضي وبعدين انا مليش دعوة ب مامي إحنا اصحاب وبذمتك عمرك شوفت واحد بيقول لصاحبه حضرتك بتاعتكم دي
قال كلمة حضرتك بملامح متقلصة مشمئزة جعلت الصغير يتعالى صوت ضحكاته أكثر بمرح غريب شاركه نضال به وهو يشعر بقلبه يرفرف بشعور لطالما تمناه من قلبه ولكن الله لم يمن عليه به...
مامتك راحت toilettes مع شيري وقالتلي اخلي بالي منك
أومأ لها شريف ثم قال وهو يمط فمه
كان نفسي تشوف الجول بتاعي
واساه نضال مشجعا وهو يربت على كتفه
معلش مامتك كانت مضطرة تتعوض يا بطل ولسة المباريات جاية كتير وإن شاء الله هتجيب اجوال اكتر واكتر
تنهد الصغير ببسمة مليئة بلأيجابية التي بثها به ذلك ال نضال وإن كاد يرد رد ممتن له لتشجيعه استأنف نضالبمكر ساخر
مش فاهم
اجابه نضال وهو يقرص وجنتة الصغير مداعبا
صورت مقطع فيديو للجول انما ايه عجب
تفاجئ الصغير وتسأل متلهفا
بجد صورتني... يعني ماما لما تيجي ينفع افرجها عليه
تحمحم نضال وقال وهو يمسد منحدر انفه بتردد
لا يعم متفقناش على كده بصراحة انت مامتك صعب اوي
ومش عايز احتك بيها انا حتى همشي قبل ما....لم يكمل باقي حديثه إلا وجاء صياحها من بعيد
شريف
اغمض عينه يلعن حظه العسر ويلعن غباءه الذي يضعه بذات الموقف معها في كل مرة وبالطبع لم تقصر هي في ردود افعالها المتعجرفة وحقا منذ آخر لقاء لهم في مكتبها وهو مستاء بشدة ورغم أن سارة اعتذرت منه عبر الهاتف إلا أنه لم يقبل باستمرار اتفاقهم بشأن تنفيذ عيادته...فأهانتها له والتقليل من شأن اختياره جعله يفقد عزيمته لذلك اعتدل بوقفته وزفر انفاسه دفعة واحدة وهو يصر أنه لن يصمت تلك المرة ايضا ويتركها تخرب إيجابيته فقد هرول الصغير لها وبحماس اخبرها
ماما اتأخرتي ليه انا جبت جول وعجبت المدرب و...
قاطعت هي وصلة حماسه قائلة بهدوء حاولت الالتزام به
براڤو يا حبيبي معلش سامحني علشان مشوفتهوش...ممكن تغير هدومك عقبال ما اختك والمربية يجيبوا الشنطة علشان نروح
بس يا ماما عمو صورني و...
قاطعته بنبرة رغم ثباتها إلا أنها صدرت منها منفعلة بعض الشيء جعلت ذلك المتسمر بأرضه يدرك انها لن تمرر الأمر لذلك تحفز لها
شريف يلا لو سمحت اسمع الكلام هنتكلم في البيت
هز الصغير رأسه وانصاع لها بعدما لوح ل نضال بيده يودعه وبالفعل المربية اخذت شيري وذهبت لإحضار الحقيبة من المدرجات بينما هي كانت تنظر ل نضال بنظرات مبهمة لم يستشف معناها...ورغم ذلك اقترب بملامح ثابتة واخرج من محفظته بطاقة تعريف تؤكد عضويته وقدمها لها مبررا بكل بساطة وكأن ما يفعله هو المنطق بحد ذاته
انا كنت في ندوة هنا وده كارنيه النادي لو حابة تتأكدي ممكن تسألي الأدارة هيقولولك إني عضو هنا من سنين ومش بتطفل عليك ولا عندي أي نية اسمع كلام مستفز منك
حقا صراحته الزائدة و وضوحه اربكها وخاصة كونه دائما يمنحها اجابات وافية دون سؤال منها لذلك تنهدت بعمق كي تتحكم بزمام نفسها وقالت بنبرة هادئة استغربها هو
بس انا