الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية اخطائي الجزء الأخير

انت في الصفحة 132 من 133 صفحات

موقع أيام نيوز


البندقية بأنامل مرتعشة
مفيش اسباب غير أن عايزاك جنبي
ابتسم بسخرية مريرة وهز رأسه قائلا وهو يسند جانب وجهه بقبضة يده
استبن يعني مش كده
اغتاظت بشدة من ثباته وسخريته فما كان منها غير أن تهب من جلستها وتنوي المغادرة قائلة
لأ مش كده ويظهر غلطت لما جتلك عن اذنك
 مش هسيبك تهربي قبل ما تكوني واضحة وصريحة مع نفسك قبل مني

تعالت وتيرة انفاسها وشعرت أنها تائهة داخل غابات الزيتون خاصته فور حديثه الذي استأنفه متسائلا وعينه متجمدة على رمادها
اتكلمي يا رهف
اجابته متلعثمة وهي تسحب ذراعها و تشيح بنظراتها وتتقهقر بخطواتها
الفترة اللي بعدت فيها كنت حاسة أني مضايقة ومكنتش فاهمة ليه طالما ده اختياري لكن لما مامتك قالتلي أنك هتسافر حسيت بأحساس غريب مش عارفه افسره ولا فيه مصطلح يتماشى معاه بالنسبالي غير إنك حد مريح و برتاح معاه
تنهد وبصيص الأمل يلوح بداخله ثم تسأل متلهف لجوابها 
عايزاني افضل جنبك بأي صفة!
نظرت لكل شيء عداه واجابته
سميها زي ما تحب بس علشان خاطري خليك ومتسافرش 
تنهد وقال بتفهم شديد استغربته
انا مقدر خۏفك يا رهف ومستعد مسافرش ومستعد استنى الباقي من عمري بس اديني أمل
مررت يدها بخصلاتها وقالت بعد أن زفرت انفاسها دفعة واحدة وتقدمت تجلس من جديد
أنامش خاېفة انا مړعوپة يا نضال خاېفة ادي لنفسي فرصة تانية زي ما بتقول أخسر ولادي وابوهم ياخدهم مني لتهز برأسها وكان عقلها يرفض حتى التفكير بالأمر وتستأنف
ولو خسرتهم هحملك أنت الذنب وعمري ما هعرف اسعدك 
تقدم لمقعدها ثم جثى مقابل لها يحفزها بنظراته 
قولتلك حبي ليك هيقويك انا مستحيل اخليه يعمل كده أنا عارف أن الحضانة هتسقط لو اتجوزتيني بس في قواضي كتير في المحاكم ويمكن مش كلها اللي بتقدر الأم تحتفظ بالحضانة بس أنا وانت مش هنيأس لو حكمت هروح لغاية عنده وهنفذله أي طلب يطلبه علشان ميحرمكيش منهم وهخليه يتأكد بنفسه إني هبقى أمين عليهم وهقدرهم ولادي اللي ربنا ما اردش يرزقني بيهم انا هعرف اقدر النعمة كويس يا رهفعلشان جربت ۏجع إني اتحرمت منها 
قال آخر جملة بعيون غائمة تنم عن صدق حديثه الذي رغم انها استشعرته إلا أنها تخوفت قائلة
طيب وافرض
قاطع سيل مخاوفها وطمئنها بتفاؤل و بإيمان قوي
سيبيها على ربنا ومتقدريش البلا قبل وقوعه وخليك متأكده و واثقة فيا أن مهما حصل مستحيل هتخلى عنك او عن ولادك
هزت رأسها باقتناع ومنحته الأمل ببسمة هادئة لفحت قلبه وجمدت انفاسه من روعة ربيعها لتتسع بسمته شيء فشيء ويتنهد تنهيدات متتالية تدل على فرحة ذلك القلب الذي لطالما مال لها وأخذ دفعة للأمام بطريقها ورغم تلك التعثرات التي تنتظره يقسم أنه سيصمد وسيفعل المستحيل من اجلها ومن اجل ابنائها فلن يفوت تلك الفرصة الذهبية الأخيرة دون أن يحظى بقلبها قبل قربها. 

أصر أن ترتدي ذلك الثوب الذي جلبه لها يتناسب مع جسدها ومع ذلك البروز الطفيف ببطنها و وعدها أن يصطحبها بسهرة لن تنسى وكما توقعت
توقف بسيارته أمام مطعمه وماإن ترجل من السيارة الټفت لبابها وقام بفتحه لها بطريقة مسرحية مادد يده لها وكأنه أمير هارب من احد اساطير القديمة ويصحب اميرته لتتويجها فكانت تبتسم باتساع وهي تضع يدها بين راحته وتنزل بتأني من السيارة لينحني هو ونظراته متعلقة بها ومن ثم يعلقها بذراعه ويتقدم بها وحين وقفت على بعد خطوات من ساحة مطعمه الخارجية و استغربت تلك البالونات البيضاء التى تغطي أرضها بالكامل معادا ذلك الممر الطويل المزين بالورود ويحاوطه من كل جانب شموع مشټعلة وممتدة لمرمى بصرها
جعدت حاجبيها متسائلة
 ايه ده يا يامن انت عملت كده علشاني
غمز لها وحمسها قائلا
تعالي بس ده انا لسه هبهرك
 ايه ده دول كلهم هنا!
قالتها ببسمة فرحة واسعة ليهز رأسه ويجيبها بنظرات حانية
جمعتهم كلهم علشان اعوض فرحتك اللي اتنازلتي عنها هنحتفل بس بطريقتنا وهنغني ونرقص للصبح 
وفور نطقه بأخر جملة انطلق في السماء العاب ڼارية ملونة استحوذت على نظراتها و خطفت انفاس الجميع واولهم انفاسها فكانت تنطلق بصخب مبهج وكأنها تزف سعادتها وتخلد تلك الذكرى بأعماقها فقد هللت ببسمة تكاد تشق وجهها وهي تعانق كلتا يديها بخاصته
الله تجنن تجنن تجنن
ربنا يخليك ليا يا يامن انا مبسوطة اوي
ربنا يقدرني وابسطك علطول يا قلب وروح يامن
ويقدرني و اعوضك يا حبيبي عن كل اللي فات
تنهد كل منهم تنهيدة حالمة لحين غمز لها كي ينضموا لهم فكانوا الجميع حاضرون وأولهم ثريا ونغم و شهد وطمطم وكاظم وسنا وميرال ومحمد وقمر وحامد وحتى خالها سعيد وزوجته هانم فقد حضروا جميعهم لمشاركتهم سعادتهم.
وإن قاموا بمباركتها همس محمد بضجر
 

131  132  133 

انت في الصفحة 132 من 133 صفحات