رواية اخطائي الجزء الأول شهد محمد جادالله
الرخيصة بتبهر و بتزغلل العين لترفع سبابتها أمام نظراتها وتحذرها بجدية شديدة جعلت الآخرى تريد الفتك بها
القرار راجع ليك...ابعدي عنه أحسنلك علشان اللي بتخططيله ده مش هيحصل... خليك عاقلة ووفري على نفسك الفضايح والجرص
فااااااهمة ولا اعيد تاني..... قالت تحذيرها الأخير وهي تعتدل في وقفتها وترشقها بنظرة قاټلة متوعدة من عيناها حتى انها غادرت دون ان تعطي فرصة للآخرى أن ترد
يا أنا يا أنت يا رهف هانم
أما هي فبعد أن خرجت من مكتبها كادت تخور قدمها من شدة توترها ولذلك احتمت بأحد الأركان وأخذت تحاول أن تطلق زفرات متتالية كي تهدأ من روعها فيبدو أن قناع الشجاعة والقوة التي كانت تتقمصه سقط عنها وإن استعادت شيء من ثباتها هرولت للخارج وهي تحمد ربها أنها استطاعت أن تتخطى تلك اللحظة الحاسمة بحياتها
كلمة مقتضبة ظهرت على شاشة هاتفه كإشعار مما جعله ينتفض مرة واحدة ويجذب الهاتف من يد الصغيرة متحججا
يلا يا طمطم كفاية لعب انت وعدتيني تكتبي الواجب
نفت فاطمة برأسها واجابته بلماضة
عايزة ألعب شوية كمان وبعدين عادي ما انت وعدتني من شهر توديني الملاهي ومودتنيش
زفر محمد بنفاذ صبر و وعدها من جديد كي يتخلص منها ويتفرغ لمحادثة تلك التي تحتل كافة تفكيره
صفقت في حماس وقفزت على الفراش بسعادة عارمة ثم انصاعت له ليزفر هو براحة ويتطلع لهاتفه ليجدها مازالت متصلة ليراسلها على النحو التالي قائلا
قلقت عليك وكنت متردد أكلمك
غاب ردها مما جعله يلعن تسرعه ولكن أتاه اخيرا مطمئننا
ياريتك ما ترددت انا بجد محتاجة اتكلم مع حد
وانا معاك وهسمعك للأخر و تأكدي أن وقت ما تحتاجيني هتلاقيني
انت جدع اوي يا محمد وبجد شكرا على كل حاجة
ابتسم بحبور من مدحها وكم شجعه ذلك أن يطالب ب إجابات صريحة لتلك التساؤلات برأسه ولكنه كعادته لم يشأ أن يضغط عليها خوفا أن تتخذ موضع هجوم ضده ولذلك لعڼ فضوله اللعېن نحوها وقرر أن يتركها تخبره ماتوده هي وبالفعل ذلك ما حدث و استرسلت بالحديث معه لساعات عدة دون أي شعور بالوقت وكم كان هو متفهم يستمع لها دون كلل يحاورها بعقلانية شديدة ويحفزها ان
تتخطى كل شيء وتبدأ من جديد وهو يشعر أن نخوته و وعده لها بالمساعدة هم الدافع وراء اهتمامه لا يعلم أن بمكان هناك بصدره يتورط بها رويدا رويدا
بينما هي كانت تشعر بأمتنان عظيم له كونه أنس وحدتها وكان وجوده يشبه لهيب شمعة انارت عتمتها غافلة أنها لن تدوم طويلا وستذوب قهرا من أجلها
عاد لشركته وهو يتعمد أن يلهي ذاته عنها ويتهرب من مواجهتها متحجج بإنشغاله ولكنها دخلت بثورتها قائلة
لتجهش بالبكاء وتقول وهي تنظر له نظرات تعرف تأثيرها عليه
ترددك هو السبب لو كنت صارحتها من الأول مكنتش حطيتني في موقف زي ده
لتمسد جبهتها وتترنح وكأنها ستفقد وعيها مما جعله يهم إليها يدعمها بذراعيه فما كان منها غير أن تستند علىه وتسبل عيناها أكثر تدعي الوهن
انا همشي من شركتك وهخرج من حياتك كلها وهدوس على قلبي...وياريت تنساني زي ما هحاول أنساك يا سونة
إلى هنا وقد ذهبت مقاومته أدراج الرياح فكيف لذكر مثله أن يصمد أمام أنثى منكسرة تحبه مثلها ليجد ذاته يضرب بكل شيء عرض الحائط ويقول وهو يتأكلها بعينه
لا مش هقدر... صدقيني حاولت كتير أنساك وابعد عنك معرفتش ...
بس هي مش هتسبني في حالي دي هددتني
نفى مستنكر قولها واجابها بفكر عقيم وهو يمرر يده بين خصلاتها الشقراء
متقدرش تعمل حاجة رهفأضعف من كده بكتير وطالما عرفت خلاص يبقى مبقاش في حاجة أخاف منها وڠصب عنها لازم تقبل
يبقى لو بتحبني تستعجل وتكتب عليا
اومأ لها كالمغيب تحت وطأة رغبته مما جعلها تبتسم وتصرح له بهمس للغاية
بحبك يا