السبت 23 نوفمبر 2024

الجزء الثاني والاخير رواية جديدة رائعة بقلم أسراء عبد اللطيف

انت في الصفحة 5 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز

 

ظل يتجول بها و هو شارد الفكر حتي وصل إلي البار الذي يتردد عليه دائما و ركن سيارته و توجه إلي الداخل 

ب مجرد أن لمح النادل أدهم حتي توجه ناحيته قائلا ب أبتسامه 

_ شرفت يا أدهم باشا أتفضل ترابيزة حضرتك جاهزه 

لم يهتم أدهم ب حديث النادل و توجه ناحية البار و جلس عليه قائلا ب جمود 

_ هاتلي كاس يابني 

حرك ذلك النادي الذي يقف علي البار رأسه ب الموافقه قائلا ب أبتسامه خفيفه 

_ تحت أمر حضرتك 

بعد لحظات و ضع النادل كأسا أمام أدهم به المشروب 

قبض أدهم علي الكأس ب قوه و رفعه إلي فمه و أرتشفه دفعة واحده ثم وضعه أمامه قائلا 

_ هاتلي واحد تاني 

و أغمض عينيه و أخذ نفسا طويلا و زفره علي مهل متحدث داخل قرارة نفسه ب 

_ لازم أشرب علشان ما أحسش باللي هعمله ب الليل !

 

ظلت نهله تقف داخل حوض الأستحمام ب المرحاض و المياه تتساقط علي جسدها و هي مغمضة العينين و العبرات تنهمر على وجنتها و من ثم مدت يدها و أغلقت الصنبور و ب يد مرتعشه تناولت المنشفه و لفتها حول جسدها و خرجت من المرحاض 

كانت تتوجه ناحية الفراش و لكن أوقفها أنعكاس صورتها ب تلك المرآه الكبيره الموجوده ب غرفتها و مدت يدها و أمسكت ب الفرشاه و ظلت تمشط شعرها ب حزن و هي فاقده الشعور و السيطره علي أعصابها 

توقفت فجاءه و هي تطلع إلي هيئتها في المرآه و العبرات تملأ وجهها قائله ب حزن 

_ أنا لا يمكن أدفع تمن حاجه عملها بابا و أخويا و أدهم 

حدقت فتره طويله ب المرآه قبل أن تتابع و هي تدعي القوه و الثبات 

_ محدش لازم يعرف ب اللي حصل نهائي 

و رفعت يدها ب الفرشاه و ألقتها ب عڼف ناحية المرآه ليسقط حطامها أرضا مصدرا صوتا و هي تصيح ب 

_ أنا قويه و محدش هيعرف يكسرني !

 

ب الفيوم 

في فيلا الحاج علي 

جلست زينا علي طاولة الطعام ب مفردها و ظلت تطلع إلي الطعام أمامها و هي حزينه و لم تتناول منه شيئا ثم أبتسمت عندما تذكرت عندما كانت تجلس برفقة أبيها و أختها المجنونه نور و يتناولوا الطعام سويا و كذلك أول مره تصنع فيها نور الطعام و كيف سخروا منها ظلت تتذكر كل هذا و هي تبتسم ب هدوء رغم الحزن البادي جليا علي تقاسيم وجهها و العبرات التي تملأ وجنتيها 

وقفت و لم تتناول شئ و أتجهت إلي غرفة نور لتجلس بها كعادتها منذ أن تركتها نور 

أطلقت زينا سراح عبراتها قائله ب حزن 

_ يا ترا أنت فين يا نور  أنا أسفه يا حبيبتي بس أرجعي 

ثم وقفت من علي الفراش قائله ب أصرار من بين عبراتها 

_ لازم أروح لمعتز علشان يساعدني إني أرجعك تاني !

 

في شقة عمر 

جلس عمر علي طاولة الطعام قبالة والدته ب حزن و لم ينطق ب كلمة واحده 

أبتسمت عفاف و هي تتأمل حالة عمر و سعلت ب هدوء قبل أن تقول 

_ أيه يا عمر يعني مش بتاكل !

رفع عمر وجهه ناحية أمه و أمسك ملعقة الطعام قائلا ب هدوء 

_ ابدا ب أكل أ هو  

_ اممم طيب ب الهنا و الشفا بس ما قولتليش هي أخبارها أيه !

عقد عمر حاجبيه متسائلا 

_ مين هي !

أبتسمت عفاف قائله و هي تتابع تناول طعامه

_ اللي بتفكر فيها و شاغله عقلك !

ترك عمر الملعقه جانبا و ضم قبضتي يده و وضعهم أسفل ذقنه بعد أن أستند ب مرفقيه علي طاولة الطعام قائلا ب أبتسامه 

_ دايما فهماني إنت الواحد ما يعرفش يخبي عنك حاجه أبدا 

ضحكت عفاف قائله 

_ يا واد دا أنا عارفاك أكتر من نفسك كفايه إني أبص في عينيك أفهمك قولي بقي  أيه اللي حصل معاك و معاها يخليك زعلان كده !

أطلق عمر تنهيده طويله قبل أن يجيب ب 

_ مها مش عايزه تسامحني علي الكلام اللي قولته ليها أنا حبيتها أوي مش عارف أزاي بس حبيتها 

_ و نور !

و نور  يعني نسيت نور يا عمر !

حرك عمر رأسه ب حزن قائلا 

_ أنا أكتشفت إني مش بحب نور أصلا يمكن كنت محتاج أفكر في مها شويه و أديها فرصه زي ما بيقولوا بس دلوقت أنا اللي محتاج الفرصه دي منها مش هي هو ممكن ده يحصل إن إني مبقاش بحب حد و بمجرد إنه يعترف و ابدأ أنا أفكر فيه لدرجة إني أحبه أوي كده 

ثم نظر إليها ب عمق و العبرات تتجمع بعينيه ثم صمت لعدة دقائق قبل أن يتابع ب 

_ أنا مش عارف أفكر غير في مها أنا بح بحبها يا أمي 

وقفت عفاف من عل مقعدها و أتجهت ناحية عمر و أحتضنته بكلتا ذراعيه قائله ب حنو حقيقي 

_ ربنا يسعد أيامك يابني و ينولك اللي في بالك 

 

بعد أن تناولت كلا من نور و مها العشاء مع عايده دخلن إلي الغرفه معا 

تنهدت مها قائله ب سعاده 

_ أنا فرحانه أوي يا نور  دي تعتبر أول رحله نروحها سوا 

أبتسمت نور و وقفت قائله ب هدوء 

_ أنا بفكر بعد الرحله أنزل القاهره و أحاول أوصل لأدهم 

عقدت مها حاجبيها قائله ب ضيق 

_ أزاي ده بقي يا نور  هتقللي كرامتك للدرجه دي هو يعرف مكانك و لو عايزك هييجي !

جلست نور مره أخري قبالة مها و أمسكت كفها و حركت رأسها ب النفي قائله 

_ مفيش كرامه في الحب مش ده كلامك و لا أنا غلطانه !

لوت مها فمها في ضيق قبل أن تتحدث ب 

_ حبيبتي أنا فعلا قولت كده بس عمري ما كنت هروح أعترف ل عمر عن حبي بجد من ضيقي قولت كده 

هزت نور كتفيها بلا مبالاة قائله 

_ مش هتفرق أنا عارفه إن أدهم بيحبني هو قالي كده و كمان دلوقت عرفت السبب اللي خلاه بعد عني 

و تجمعت العبرات ب عينيها و وقفت و هي تشير إلي نفسها قائله ب حزن 

_ مها أنا مش بحب أدهم لأ  أنا بعشقه هو النفس اللي بتنفسه و حتي لو كان وحش زي ما زينا قالت أنا مسامحاه و مستعده ابدأ معاه من جديد  ده ده أول واحد في حياتي و مش هسمح يكون في حد غيره  أدهم غير أي حد عرفته أو هعرفه عاوز يبين قدامك إنه وحش و قاسې و قوي و هو من جواه مفيش أطيب و لا أضعف منه  أنا أنا بحبه أوي يا مها أوووي 

و أنفجرت باكيه بعد

 

انت في الصفحة 5 من 45 صفحات