الجزء الثاني والاخير رواية جديدة رائعة بقلم أسراء عبد اللطيف
ظل يتجول بها و هو شارد الفكر حتي وصل إلي البار الذي يتردد عليه دائما و ركن سيارته و توجه إلي الداخل
ب مجرد أن لمح النادل أدهم حتي توجه ناحيته قائلا ب أبتسامه
_ شرفت يا أدهم باشا أتفضل ترابيزة حضرتك جاهزه
لم يهتم أدهم ب حديث النادل و توجه ناحية البار و جلس عليه قائلا ب جمود
_ هاتلي كاس يابني
حرك ذلك النادي الذي يقف علي البار رأسه ب الموافقه قائلا ب أبتسامه خفيفه
_ تحت أمر حضرتك
بعد لحظات و ضع النادل كأسا أمام أدهم به المشروب
قبض أدهم علي الكأس ب قوه و رفعه إلي فمه و أرتشفه دفعة واحده ثم وضعه أمامه قائلا
_ هاتلي واحد تاني
و أغمض عينيه و أخذ نفسا طويلا و زفره علي مهل متحدث داخل قرارة نفسه ب
_ لازم أشرب علشان ما أحسش باللي هعمله ب الليل !
ظلت نهله تقف داخل حوض الأستحمام ب المرحاض و المياه تتساقط علي جسدها و هي مغمضة العينين و العبرات تنهمر على وجنتها و من ثم مدت يدها و أغلقت الصنبور و ب يد مرتعشه تناولت المنشفه و لفتها حول جسدها و خرجت من المرحاض
كانت تتوجه ناحية الفراش و لكن أوقفها أنعكاس صورتها ب تلك المرآه الكبيره الموجوده ب غرفتها و مدت يدها و أمسكت ب الفرشاه و ظلت تمشط شعرها ب حزن و هي فاقده الشعور و السيطره علي أعصابها
توقفت فجاءه و هي تطلع إلي هيئتها في المرآه و العبرات تملأ وجهها قائله ب حزن
_ أنا لا يمكن أدفع تمن حاجه عملها بابا و أخويا و أدهم
حدقت فتره طويله ب المرآه قبل أن تتابع و هي تدعي القوه و الثبات
_ محدش لازم يعرف ب اللي حصل نهائي
و رفعت يدها ب الفرشاه و ألقتها ب عڼف ناحية المرآه ليسقط حطامها أرضا مصدرا صوتا و هي تصيح ب
_ أنا قويه و محدش هيعرف يكسرني !
ب الفيوم
في فيلا الحاج علي
جلست زينا علي طاولة الطعام ب مفردها و ظلت تطلع إلي الطعام أمامها و هي حزينه و لم تتناول منه شيئا ثم أبتسمت عندما تذكرت عندما كانت تجلس برفقة أبيها و أختها المجنونه نور و يتناولوا الطعام سويا و كذلك أول مره تصنع فيها نور الطعام و كيف سخروا منها ظلت تتذكر كل هذا و هي تبتسم ب هدوء رغم الحزن البادي جليا علي تقاسيم وجهها و العبرات التي تملأ وجنتيها
وقفت و لم تتناول شئ و أتجهت إلي غرفة نور لتجلس بها كعادتها منذ أن تركتها نور
أطلقت زينا سراح عبراتها قائله ب حزن
_ يا ترا أنت فين يا نور أنا أسفه يا حبيبتي بس أرجعي
ثم وقفت من علي الفراش قائله ب أصرار من بين عبراتها
_ لازم أروح لمعتز علشان يساعدني إني أرجعك تاني !
في شقة عمر
جلس عمر علي طاولة الطعام قبالة والدته ب حزن و لم ينطق ب كلمة واحده
أبتسمت عفاف و هي تتأمل حالة عمر و سعلت ب هدوء قبل أن تقول
_ أيه يا عمر يعني مش بتاكل !
رفع عمر وجهه ناحية أمه و أمسك ملعقة الطعام قائلا ب هدوء
_ ابدا ب أكل أ هو
_ اممم طيب ب الهنا و الشفا بس ما قولتليش هي أخبارها أيه !
عقد عمر حاجبيه متسائلا
_ مين هي !
أبتسمت عفاف قائله و هي تتابع تناول طعامه
_ اللي بتفكر فيها و شاغله عقلك !
ترك عمر الملعقه جانبا و ضم قبضتي يده و وضعهم أسفل ذقنه بعد أن أستند ب مرفقيه علي طاولة الطعام قائلا ب أبتسامه
_ دايما فهماني إنت الواحد ما يعرفش يخبي عنك حاجه أبدا
ضحكت عفاف قائله
_ يا واد دا أنا عارفاك أكتر من نفسك كفايه إني أبص في عينيك أفهمك قولي بقي أيه اللي حصل معاك و معاها يخليك زعلان كده !
أطلق عمر تنهيده طويله قبل أن يجيب ب
_ مها مش عايزه تسامحني علي الكلام اللي قولته ليها أنا حبيتها أوي مش عارف أزاي بس حبيتها
_ و نور !
و نور يعني نسيت نور يا عمر !
حرك عمر رأسه ب حزن قائلا
_ أنا أكتشفت إني مش بحب نور أصلا يمكن كنت محتاج أفكر في مها شويه و أديها فرصه زي ما بيقولوا بس دلوقت أنا اللي محتاج الفرصه دي منها مش هي هو ممكن ده يحصل إن إني مبقاش بحب حد و بمجرد إنه يعترف و ابدأ أنا أفكر فيه لدرجة إني أحبه أوي كده
ثم نظر إليها ب عمق و العبرات تتجمع بعينيه ثم صمت لعدة دقائق قبل أن يتابع ب
_ أنا مش عارف أفكر غير في مها أنا بح بحبها يا أمي
وقفت عفاف من عل مقعدها و أتجهت ناحية عمر و أحتضنته بكلتا ذراعيه قائله ب حنو حقيقي
_ ربنا يسعد أيامك يابني و ينولك اللي في بالك
بعد أن تناولت كلا من نور و مها العشاء مع عايده دخلن إلي الغرفه معا
تنهدت مها قائله ب سعاده
_ أنا فرحانه أوي يا نور دي تعتبر أول رحله نروحها سوا
أبتسمت نور و وقفت قائله ب هدوء
_ أنا بفكر بعد الرحله أنزل القاهره و أحاول أوصل لأدهم
عقدت مها حاجبيها قائله ب ضيق
_ أزاي ده بقي يا نور هتقللي كرامتك للدرجه دي هو يعرف مكانك و لو عايزك هييجي !
جلست نور مره أخري قبالة مها و أمسكت كفها و حركت رأسها ب النفي قائله
_ مفيش كرامه في الحب مش ده كلامك و لا أنا غلطانه !
لوت مها فمها في ضيق قبل أن تتحدث ب
_ حبيبتي أنا فعلا قولت كده بس عمري ما كنت هروح أعترف ل عمر عن حبي بجد من ضيقي قولت كده
هزت نور كتفيها بلا مبالاة قائله
_ مش هتفرق أنا عارفه إن أدهم بيحبني هو قالي كده و كمان دلوقت عرفت السبب اللي خلاه بعد عني
و تجمعت العبرات ب عينيها و وقفت و هي تشير إلي نفسها قائله ب حزن
_ مها أنا مش بحب أدهم لأ أنا بعشقه هو النفس اللي بتنفسه و حتي لو كان وحش زي ما زينا قالت أنا مسامحاه و مستعده ابدأ معاه من جديد ده ده أول واحد في حياتي و مش هسمح يكون في حد غيره أدهم غير أي حد عرفته أو هعرفه عاوز يبين قدامك إنه وحش و قاسې و قوي و هو من جواه مفيش أطيب و لا أضعف منه أنا أنا بحبه أوي يا مها أوووي
و أنفجرت باكيه بعد