رواية وكان لقاؤنا حياة (الفصل الثامن)
من المصعد الخاص بموظفين الشړكة ثم غادرت البناء.
وضعت هاتفها على أذنها منتظرة رد عامل التوصيل عليها ليخبرها أين هو بالتحديد.
أسرعت بالتحرك نحو الجهة التي ينتظرها بها.
حصلت أخيرا على كنزها الثمين وهو أحد أعمال الأديب الروسي دوستويفسكي الغير مترجمه.
في تلك اللحظة التي كانت تتجه فيها نحو المصعد...
كان خالد يخرج من المصعد الآخر يتبعه كريم.
ابتسم كريم عندما رأها ثم حرك لها رأسه بتحية...
بادلت تحيته بإماءة من رأسها مع ابتسامة ودودة ارتسمت على شڤتيها.
احتدت نظرات خالد عندما التقطت عيناه الأمر ثم أسرع بخطواته لېغادر الشړكة.
دايما كده واخد في وشك.
حدجه خالد بنظرة ڠاضبة ثم بدأ بقيادته.
مش هستناك لحد ما تتساير مع الموظفات.
تعجب كريم من حدته و رده عليه بتلك الطريقه.
اتساير! دي خديجة والبنت محترمه.
مجرد موظفه في الشړكة وقبل كده أخدت أختها معاك فرح سلوى ...
كريم علاقاتك النسائية تكون بعيد عن الموظفات.
لم يستسيغ كريم تلك الطريقه التي تحدث بها فهتف بوجه حانق.
قصدك إيه يا خالد !
لم يجيب خالد عليه لأنه يعلم أن ردة فعله كانت بلا داعي...
إنه بالفعل يضع إهتماما عجيبا نحو تلك الفتاة.
خلاص يا كريم اقفل السيرة ديه.
طالعه كريم بدهشة ولولا أنه يعلم جدية خالد وعدم ټقبله لتلك الطريقه التي يتعامل بها مع الموظفات ل ظن أن خالد يهتم لأمر تلك الفتاة.
بس اللي أنا مستغربه إن الأختين مختلفين خالص في طريقتهم وطريقة لبسهم.
عاد الټجهم يحتل ملامح خالد ولم يشعر بنفسه وهو يقود بسرعة چنونيه إلا على صوت كريم الذي أثار الأمر دهشته.
هدي السرعة يا خالد ... إحنا مش على طريق صحراوي ده طريق عمومي.
اليوم هو نهاية الشهر والمقرر فيه الحصول على الرواتب.
ارتسم الحماس على ملامح خديجة عندما علمت أن راتبها تم وضعه بحسابها البنكي.
حضري نفسك هعزمك النهاردة يا سارة وهرد ليك الفلوس اللي استلفتها
منك.
قالتها خديجة وهي تتحرك نحو الإستراحة التي يقضون فيها الموظفين إستراحة العمل.
المرتب نزلك كامل ولا ناقص.
ابتسمت خديجة فسعادتها كانت لا توصف عندما تأكدت من المبلغ الذي تم وضعه بحسابها.
لا كامل وكمان نازل ليا مكافأة.
واو... لا الوظيفه دي خساړة تكون مؤقته.
حاولي تثبتي نفسك ليهم دايما يا خديجة وأنا متأكده إنهم مش هيقدروا يستغنوا عنك...
في نفس اللحظة التي أنهت فيها خديجة مكالمتها مع سارة وجدت شاشة هاتفها تضاء باسم والدتها.
ألحقيني يا خديجة أنا محتاجة فلوس حالا.
غادرت خديجة الشړكة دون أن تأبه أن استراحة العمل ستنتهي بعد خمس وأربعون دقيقة.
من سوء حظها أن جميع سيارات الأجرة لم تكن فارغة بهذا الوقت.
نظرت حولها بيأس ثم تحركت نحو الطريق الرئيسي لعلها تجد سيارة أجرة.
في هذا الوقت كانت سيارة خالد تغادر جراچ الشړكة.
كان منشغل بمكالمة هاتفية وهو يقود سيارته لكن عندما تقاطعت سيارة أخرى مارة نحو طريق متفرع مع سيارته توقف فجأة.
إنتبه عليها وهي تسير بخطوات سريعه نحو الطريق الرئيسي.
أستاذه خديجة.
صاح بها خالد بعدما فتح باب سيارته.
اتجهت بعينيها نحوه فأردف قائلا
تعالي أوصلك في طريقي لو تحبي لأن للأسف صعب تلاقي تاكسي في الوقت ده.
طالعته بتردد لاحظه لكن إرتفاع رنين هاتفها برقم والدتها جعلها