حكاية منة الفصل الأول إلي السابع
نكتب الكتاب و نتجوز بعد كام شهر كدة..
انتبهت منة لكلامه وتابعت كام شهر ايه ماينفعش عايزة أجيب حاجات كتير و مش هلحق..
ردت والدتها ماتشيليش هم حاجة يا منة كل حاجة هتيجي وتمت قراءة الفاتحة..
و كان قد أحضر سامح خاتمي الخطوبة وفاجأ الجميع بهم واتفقوا علي إتمام الزواج بعد ثلاثة أشهر فقط....
وفي المساء بعد انتهاء جلستهم ورحيل سامح دخلت البنات إلى غرفتهن و كانت منة مبتسمة سعيدة على عكس هالة التي كانت تود أن تضربها كدة يا منة مش عايزة فرح ماتتصوريش أنا مخڼوقة قد ايه..
معلش بقا يا هالة انتي بقا نعملك أحلي فرح.
ضحكت منة يا ستي أنا راضية أهم حاجة الدين و الأخلاق وكل الباقي ده مظاهر..
زفرت هالة بضجر اوف منك انتي مثالية زيادة عن اللزوم...
ابتسمت منة أبدا والله ولا مثالية ولا حاجة طيب ما أنا كمان كان نفسي في فرح و شقة زي بقية البنات بس خلاص مادام ظروفه كدة يبقى أستحمل...
تمتمت هالة بمزح أيوة يا عم لأجل الورد بقا...
ابتسمت منة بس يا بت بقا بطلي غلاسة..
وفي منزل الحاج صلاح عم البنات كانت نهلة و يحيى و والدتهم ينتظروه لمعرفة منه الأخبار على عكس محمد الذي لم يطق يجلس لحظة واحدة و رحل ..جاء الحاج صلاح مبتسما فهو لم يكن يعلم ما يكنه ابنه من مشاعر تجاه منة ابنة أخيه حتى أخبرهم بموعد الزفاف و تفاصيله ولكنه لم يجد إستحسان من الآخرين فالكل بارك بعدم قبول وإتجه إلي غرفته شاردا ..
أجاب يحيى بخفوت ولم ينظر إليهقروا فاتحة و حددوا ميعاد الجواز...
مسح محمد وجهه بكفه الذي كان يشع حرارة وتذكر وجه منة أمامه وأنه سيحرم عليه النظر الى هذا الوجه الجميل الذي طالما حلم به و بقضاء الباقي من عمره معه حتى يتجعد الوجهان معاو يظل حبها محفورا بأعماق قلبه..
عاد محمد و يحيى إلي منزلهم و دخل كلا منهم إلى غرفته كانت والدتهم ساهرة يجافيها النوم من كسرة قلب ابنها فهي تعلم جيدا ما به..أطرقت عليه الباب فسمعته من الداخل مين
_ ادخلي يا ماما..
دخلت والدته لتجده مسطحا علي فراشه بنفس ملابسه التي خرج بها يسند رأسه علي وسادته التي تعرف أسراره أكثر من نفسه..جلست والدته بجواره على طرف الفراش وربتت على يده في حنان ماتزعلش نفسك يا حبيبي ربنا شايلك الأحسن..وكأنها ضغطت بكلامها الحنون على جرحه النازف فخانته دمعته التي بللت جفون أعينه ..
فحين نظل نخبئ و نكتم أوجاعنا ثم نسمع فقط كلمة مواساة تخوننا العبرات و تفضح ما خبأناه في لحظة ..
ضمته أمه إلي حضنها و ياله من حضڼ الأم أعمق من البحار و أملس من الحرير قالت له بدموعها لا يا محمد لا يا حبيبي خليك أقوي من كدة الدنيا عمرها ما بتقف علي حد كانت كل الناس اللي ماخدتش اللي بتحبه ماتوا من الحزن يا ابني ربنا خلق النسيان و الحزن خلقه كبير أوي و الحاجة الوحيدة اللي بتصغر و بتقل مع الأيام ودايما ردد آية ربنا سبحان وتعالى فصبر جميل والله المستعان..
دخلت والدتها عليها و كانت هالة قد خلدت الى النوم و تبقت منة بأحلامها توقظها على فراشها ..جلست أمها بجانبها على الفراش وهي تتأمل ملامح ابنتها الراضية و السعيدة فقالت مبسوطة يا حبيبتي
ردت منة مبتسمة الحمدلله يا ماما..
_يعني مش زعلانة من موضوع الفرح ده
_لا يا ماما ده نصيبي و انا راضيه ..
ثم ألقت نظرة على أختها النائمة بفراشها المجاور لها بس في ناس هنا مش مبسوطين خالص..
نظرت سناء على هالة سريعا و ابتسمت و عادت بنظرها الى منة سيبك منها المهم انتي.. وأتبعت طيب و موضوع الشقة يا منة مش مضايقك
هزت رأسها بالنفيلا يا ماما ماهو بيقول الشقة كبيرة و كمان أونكل توفيق طيب جدا و بيحبنا أوي...
_طيب يا بنتي ربنا يسعدك و يكملك بعقلك يا حبيبتي و اعتدلت من جلستها لتذهب إلى غرفتها حتى تذكرت شيئا فإستدارت لها مرة أخرى اه صحيح يا منة ابقي اتكلمي معاه يا حبيبتي في موضوع الدراسة هيبقى لسة فاضلك ترم ..
خبطت منة على جبهتها نسيت خالص نتكلم في الموضوع ده بس كويس انك فكرتيني يا ماما خلاص بكرة ان شاء الله أكلمه..
_ماشي يا حبيبتيتصبحي علي خير..
_وانتي من أهل الخير ..
ومرت المهلة المحددة لتحضير تجهيزات الزفاف حتى تبقى يوم واحد على الميعاد و بمرور الوقت يزداد توتر منة و يكبر چرح محمد الذي اختفى من يومها عن الجامعة كغير عادته..
وجاء اليوم الموعود و توجت منة بطرحتها البيضاء وتاجها المرصع بالفصوص البراقة و فستانها التل الأبيض و كانت في غاية الجمال استقبلها سامح فطبع قبلة على كفها و انتهى يومهم سريعا دون حفل كما في الإتفاق و ذهب العروسان إلى شقة الزوجية خطت منة أول خطوة لها داخل حياتها الجديدة المليئة بالمفاجآت....
خطت منة أول خطواتها في حياتها الجديدةدلف معها سامح الذي لم يعرها انتباها و اتجه سريعا إلى غرفته ظلت منة واقفة في مكانها ينتابها الخجل و تذوب في نفسها و لا تدري ماذا تفعل أتظل واقفة منتظرة سامح أم تلحقه أم ماذا تفعل ظلت مكانها قرابة الربع ساعة حتى جلست أخيرا على إحدى كراسي الصالون بجانبها وهي لا تعلم أين ذهب سامح و تركها دون كلمة منه و أيضا توفيق الذي يفترض أنه موجود داخل الشقة حتى سمعت صوت خطوات تأتي من خلفها فتجده سامح قد أبدل حلته بملابس النوم وقال لها ببرود..
ادخلي غيري فستانك ده!!
ابتلعت لعابها و ثقل لسانها و هي تقول هو فين اونكل توفيق
احابها بضجر نايم هيكون فين
لم تدري ما سر هذه النبرة الحادة في صوته و توقعت أنه ڠضب منها لفعلها أي موقف لم يعجبه ولكن ما هولا تدري
جمعت حروفها الثقيلة وقالت كنت متخيلاه هيستنانا عشان يسلم علينا..
اجابها بنفس النبرةلا هو بينام بدري..
جمعت قواها و قالت مالك يا سامح أنا ضايقتك في حاجة!
_لا يلا أدخلي غيري البتاع ده عشان عايز أنام..
دلفت منة الى غرفتها و تبدلت فرحتها و ملامحها إلى العبس ترقرقت دموعها و شحب وجهها وظلت تسأل نفسها ايه اللي حصل هو بيكلمني كدة ليه بقا هو ده الجو الهادي اللي المفروض يدخلني فيه عشان يقلل من خۏفي وتوتري
و زاد توترها حين سمعت طرقاته الشديدة على باب غرفتها والتي كادت أن