الجزء الثالث والأخير رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن
وليه
صاح والد عمرو وهو يلتقط انفاسه بصعوبه
_ وهو جاى فى السكة طلعت حمله تفتش السوبر جيت ولقوا فى شنطته حتة آثار فرعونى
تمتم فارس بذهول
آثار فرعونى !!!!!!!
عانق فارس عمرو وربت على ظهره مطمئنا وأجلسه وجلس بجانبه ممسكا بذراعه
وهو يقول
متخافش يا عمرو ان شاء الله هتطلع منها بس احكيلى كل حاجه حصلت معاك وازاى حتة الاثار دى دخلت شنطتك !
مش عارف يا فارس مش عارف
ثم رفع رأسه إليه وقد بدا فى عينيه الرجاء وهو يقول
أنت مصدقنى يا فارس مش كده أنت مصدق إنى ماليش دعوه بالحاجات دى ولا أعرفها
أمسك فارس ذراعه وهو يشد عليه مطمئنا ويقول
مصدقك طبعا يا عمرو أنت صاحبى وأخويا وأنا عارفك كويس .. بس براحه كده علشان نفهم ازاى ده حصل .. احكيلى كل حاجه .. فى حد فى شغلك مضايق منك ولا بيكرهك
انا دماغى متشتته يا فارس مش عارف اجمع أى حاجه ..أنا علاقتى بزمايلى فى الشغل علاقة كويسه اوى ..
ثم تنبه فجأة وهو يقول بإضطراب
يمكن بس واحد هو اللى كان بيكرهنى فى الاول بس من فتره كده بقى كويس معايا خالص وبقينا اصحاب
عقد فارس بين حاجبيه وقال مكررا
مسح عمرو وجهه بيديه بقوة نافضا عن نفسه التشتت الذى يشعر به وقال
بص يا فارس أنا هحكيلك كل حاجه بس الكلام ده يبقى بينا وبين بعض علشان الكلام مايوصلش لمراتى بأى حال من الاحوال ..
أومأ فارس برأسه وهو يشعر ان المشكله أكبر مما كان يظن ..
مال عمرو للأمام مستندا على قدمية وبدأ يقص على فارس ما حدث له فى هذه الشركة منذ أول لحظة وطأت قدمه فيها وحتى هذه اللحظة
ماهذه العائلة الغريبة التى تحيط بالدكتور حمدى ألا يكفى فى عائلتة شخص مثل باسم ابن خالته لتصبح إلهام أخته أيضا بهذا الانحدار الاخلاقى الذميم ..انتهى عمرو من سرد قصته على فارس الذى تمتم بحيرة
علشان كده اهتمت أنها تطلعك بسرعه أنت لوحدك وقالتلك أن دنيا هى اللى قدمت البلاغ ضدنا مش كده
قرأ عمرو الشك فى عينيى فارس فقال مدافعا عن نفسه
ولما هى الحكاية كده يا عمرو ليه وافقت أنك تكمل شغل معاها وتسافر تشتغل مشروع كبير زى ده لشركتها وكمان مع نادر اللى أنت عارف كويس أنه بيكرهك وعاوز يأذيك
قال عمرو مطرقا برأسه
دى غلطتى الوحيدة يا فارس واللى أنا معترف بيها .. بصراحة أنا كنت مصمم على الاستقاله علشان أبعد عن أى مصدر للفتن لكن لما لقيت نفسى هشتغل بعيد عنها وكمان الشغل هيجيب مبلغ كويس اقدر ابدأ بيه حياتى طاوعت نفسى وقلت وماله وياريتنى ما كنت وافقت
وضع فارس يده على قدمة مشجعا وقال
احكيلى بقى بالراحة كده ايه اللى حصل من امبارح للنهاردة
مسح عمرو على شعره ثم قال بتركيز يحاول أن يتذكر كل شىء وقال
أنا المفروض كنت هاجى يوم الخميس بالليل بس طبعا زى ما قلتلك نادر كان صلح علاقته بيا من اسبوع تقريبا وبقينا اصحاب ..
قابلنى يوم الخميس وقالى أنه مضطر يرجع القاهره علشان ظروف فى البيت عنده وهيجيلى الجمعه على بعد الظهر كده ويستلم هو الشغل مكانى واسافر أنا الجمعه بعد الظهر ..
انا طبعا كنت عارف أن كتب كتابك هيبقى بعد العشاء فقلت هلحق مفيش مشكله ... وفعلا نادر سافر يوم الخميس بالليل ...
جهزت أنا شنطتى بالليل والصبح خدتها معايا الموقع وحطيتها فى كشك الراحه بتاع المهندسين اللى بنتغدى فيه فى مكان الموقع ..
وقلت علشان أول ما نادر يرجع أخد الشنطة وأمشى على طول من بره بره .. وفعلا جالى فى معاده بعد الظهر على طول وأخدت الشنطة وركبت السوبر جيت
وأنا جاى فى الطريق طلعت حملة تفتيش عاديه بس حسيت أنهم بيدوروا عليا أنا بالذات لانهم اهتموا اوى بشنطتى ولقيتهم مطلعين منها تمثال صغير شكله كده فرعونى مش عارف دخل شنطتى ازاى يا فارس.. ومن ساعتها وأنا هنا ...
عاد فارس إلى بيته قبيل الفجر بوقت قليل وهو يحمل هم الدنيا فوق رأسة حزنا على صديق عمره ورفيق دربه .. كيف سيخرجه من هذه الورطة فهو لم يعمل فى مثل هذه القضايا من قبل ولكن كلام عمرو وحديثه أشعره بأن نادر هو الفاعل هو من وضع قطعة الاثار فى حقيبة عمرو الخاصة عندما تركها عمرو فى مكان استراحة المهندسين اثناء العمل فالقاعدة تقول أذا أردت أن تؤذى أحدا فإقترب منه وأكتسب ثقته وأصبح صديقه لتعلم عنه ما يستحيل عليك أن تعلمه وأنت عدوه .. من الواضح أن نادر هو من قام بترتيب كل شىء ليوقع عمرو فيما وقع فيه ... استلقى فارس على فراشه بعد أن ابدل ملابسه ..
نظر إلى ساعة الحائط أمامه وزفر بضيق وهو يقول بحنق
طبعا زمانها نامت مش معقول تفضل صاحيه لحد دلوقتى
سمع طرقا خفيفا على باب غرفتة فالټفت تجاه الباب وقال
أتفضلى يا أمى
فتحت أمه الباب ودلفت وقد بلغ القلق منها مبلغه .. اعتدل على فراشه فاقتربت منه وجلست بجواره قائلة
عمرو عامل ايه يا بنى طمنى عليه
قال وهو يومىء براسه مطمئنا
متقلقيش عليه يا ماما عمرو كويس وموضوعه ده ان شاء الله يخلص على خير .. زمان والده وأخوه روحوا البيت وطمنوا مراته وأمه عليه..
قالت والدته بأسى
دى مراته يا عينى قطعت نفسها من العياط عليه وفين وفين لحد ما أمها هدتها وعرفت تاخدها معاها البيت .. وكلنا روحنا معاها حتى مهرة ..
ألتفت فارس إلى والدته وقال متسائلا بإنفعال
ومهرة نزلت بقى بفستان الفرح كده فى الشارع
هزت رأسها نفيا وأردفت قائلة
مهرة برضه هتعمل كده يا فارس .. دى غيرت هدومها ياعينى وفضلت مع عزة لحد ما هديت ورجعنا كلنا من عندها من ساعه كده ..
وفضلت واقفة جانبى لحد ما اتصلت بيك وأنت قلتلى أنك جاى فى السكه ..
وجدت الابتسامة طريقها أخيرا الى شفتيه وهو يتسائل
تفتكرى زمانها نامت
قالت