الأحد 01 ديسمبر 2024

الجزء الأول رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 16 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز

 

وجهها وهى تقول 

يا عمرو يابنى أنتوا جرانا من زمان وعارفين اخلاقكوا كويس الموضوع مش موضوع شغل ثم قالت بتردد 

أنا بس مش عاوزه أكسر قلب أختها أنت عارف عبير هى الكبيرة ولو أختها الصغيرة أتخطبت قبلها هتشيل فى نفسها وتضايق عموما قابل ابوها وكلمه وانا عن نفسى معنديش اعتراض خالص

قالت أم عمرو بعتاب كبيرة ايه وصغيره ايه هو لسه فى حد بيعمل كده ده كان زمان يا أم عبير الناس كانت بتفكر كده لكن كلنا عارفين ان الجواز قسمه ونصيب وكل واحده ليها نصيبها

أومأت أم عزة براسها موافقة لها وقالت معاكى حق بس والله ده راى ابوها مش رايى أنا

قاطعهم عمرو بحسم قائلا مش هسيبه لحد ما يوافق ان شالله حتى أطلعله فى كل حته بيروحها لحد ما يزهق منى ويقولى روح خدها وأمشى

قاطعهم صوت جرس الباب المفتوح نظر فارس تجاهه فوجد دنيا تقف بزاوية من الباب وتنقل نظرها بينهم بتوتر

شعر بالدهشه وهو مقبل عليها حتى وقف امامها وهو يشير إليها بالدخول قائلا 

تعالى يا دنيا أتفضلى

قالت والدته للمرأتان دى دنيا خطيبة فارس

أستأذن الجميع بالانصراف وجلست دنيا وهى تنظر لوالدة فارس قائله 

حمد لله على سلامتك يا طنط

أم فارس الله يسلمك يا بنتى 

نظر اليها فارس تدور تساؤلات كثيرة بعقله وتظهرها عينيه وقال 

عرفتى منين ان ماما تعبانه

قالت بتوتر قابلت عزة تحت وانا طالعه وقالتلى

لاحت ابتسامة سخرية على شفتى أم فارس وقد علمت أن دنيا قد أتت لشىء آخر ولاحظت نظرات التوتر فى عينيها

فقالت وهى تنهض 

طب عن اذنك يا بنتى هقوم ارتاح شويه أحسن دماغى لفت تانى

وقالت موجهة حديثها لفارس قوم يابنى قدملها حاجه وتركتهم وتوجهت لغرفتها

وقف فارس قائلا هعملك شاى معايا

أشارت اليه وقد نهضت هى الاخرى فى مقابلته وقالت محاولة السيطره على نبرة صوتها 

الكلام اللى قلتهولى فى التليفون ده صحيح يا فارس

جلس مرة أخرى وقال دون ان ينظر اليها

أيوا صحيح هو الكلام حد يهزر فيه

سقطت العبرات من عينيها وقد تأكد لديها الخبر وقد كانت تتمنى ان يكون مازحا أو ما شابه لقد سقطت أحلامها وهوت وأنسلت من بين يديها كانت تهوى جمع حبها بفارس مع منصبه الرفيع الذى كان يحلم به وقد جعلها تتعلق به معه وتراه ليل نهار وتضع نفسها بجانبه داخل هذا البرواز المزرقش المرصع بالمنصب والمستوى المرتفع والكلمه المسموعه قالت بحزن وكأنها تهزى 

يعنى ايه حلم السنين راح خلاص كل حاجه راحت من بين ايديا

نظر إليها وقد عاوده شعوره بالندم والانكسار مع كلماتها المؤنبه وقال محاولا أضافاء بعض الامل على قلبها 

لا مش كله ولا حاجه انا خلصت الدبلومه وماشى فى الماجيستير وان شاء الله بعدها الدكتوراه 

أستطردت مقاطعة ايه قائلة وهتفرق فى ايه ماجيستير ولا حتى دكتوراه برضه فى الاخر شغال بمرتب عند الاستاذ حمدى

تنفس بعمق وهو يستمع لكلماتها تشق قلبه بحروفها الحاده وقال لا ما انا فى يوم من الايام هفتح مكتب ان شاء الله وساعتها الدرجات العلميه دى هتنفعنى اوى فى شغلى

لاحت ابتسامة سخريه على شفتيها وهى تقول

اه فى يوم من الايام

لم يعد قادرا على التحمل وكل كلمة من كلماتها تنغمس بين ضلوعه لترديه يائسا وپعنف فنهض بحدة وقال 

أنا كنت فاكرك هتقفى جنبى يا دنيا وتشجعينى أواصل طريقى أه صحيح كده الطريق هيطول شويهبس فى الاخر هنوصل ان شاء الله

نظر إليها فوجدها واجمه صامته فجلس بقربها وأخذ كفها بين راحتيه قائلا انا مش عاوزك تيأسى كده فاكره لما كنتى بتقوليلى أنا واثقه أنك هتوصل يا فارس أنت جواك عزيمه توصلك المريخفاكره!

أبتسمت بضعف وهى تومأ برأسها وتقول فاكره

قال مشجعا يبقى تقفى جانبى لحد ما نوصل سوا

نظرت إليه بعينين زائغتين وقالت وانت فاكر ان أهلى هيوافقوا اقعد استناك كل ده لحد ما تجيب مكتب وبعدين تجيب شقه ونفرشها بالمرتب اللى بتاخده من مكتب الاستاذ حمدى

قال باستنكار وشقه ليه مش أحنا متفقين هنعيش هنا مع ماماوهى معندهاش مانع ابدا وهنيجى على نفسنا شويه وممكن اوى نأجر شقه تنفع مكتب مش لازم نشترى يعنى كفايه الايجار وبكده يبقى جمعنا بين الجواز والمكتب فى نفس الوقت

صمتت وطال صمتها فحثها قائلا ردى عليا

مطت شفتيها وقالت بضيق أنا لازم أمشى دلوقتى انا أتأخرت أوى

صاحت أمها فى وجهها وهى تقول مش أنا قلتلك الواد ده هيفضل طول عمره فقرىانتى اللى صممتى تتخطبى ليه مش عارفه وفى الاخر كلامى طلع هو اللى صح وعاوز ياخدك تعيشى معاه عند أمه فى الحاره وتستنى بقى لما يبقى يفتح مكتب

بللت العبرات وجنتيها وقالت بأختناق كفايه يا ماما كفايه اللى انا فيه كفايه

دخل والدها غرفتها وهو يتسائل بأنزعاج فى ايه پتزعقوا كده ليه

قصت عليه دنيا ماحدث لفارس فقال وايه المشكله يابنتى هو لو مكنش وكيل نيابه مينفعش يعنى

قالت من بين دموعها مش قصدى يا بابا بس انا كنت متعشمه كده كل حاجه راحت

نظر إليها بجديه قائلا ازاى يعنى كل حاجه راحت الولد كويس وراجل وبيحبك وعنده عزيمه كويسه وأنا متوقعله مستقبل كويس وبكره تقولى بابا قال ومش لازم يا ستى يعنى المستقبل ده يبقى فى النيابه وبعدين أنتى كان لازم تقفى جانبه وتسانديه مش تقعدي تقطمى فيه كده

أمسكت والدتها يدها التى تحمل خاتم الخطبه وحاولت نزع خاتم الخطبه وهى تقول بصياح وڠضب 

أسمعى أنتى من بكره ترجعيله شبكته مش عاوزين منه حاجه

قبضت دنيا اصابعها وهى تقول پبكاء

لا يا ماما انا بحب فارس ومش هسيبه

ويوم الجمعة ذهب فارس لصلاة الجمعه فى المسجد الذى أعتاد أرتياده يوم الجمعه والصلاة فيه وكان فى داخله يتمنى لقاء الشيخ بلال ليتكلم معه ويحكى له ما يجيش بصدره لعله يجد لديه الراحة التى يتلمسها فى كلماته دائماوبالفعل عقب أنتهاء الصلاة قام يبحث عنه ووجده فى ركن من المسجد يتحدث الى بعض الاخوه ويتمازح معهم بود ويهاديهم ببعض أعواد الاراك وزجاجات المسک الصغيرة التى يحملها دائما فى جييبه والتى تبعث له دائما رائحة محببه لكل من يقف بجواره أو يمر بجانبه

وقف ينتظره حتى أنتهى من حديثه معهم وعندما لمحه بلال ابتسم ابتسامته الوضاءه المعهوده منه دائما كلما رآه واقبل عليه فرحا وصافحه بحراره قائلا

واحشنى والله يا فارس أيه يابنى مبقناش نشوفك ليه

لا يعلم فارس لماذا كلما نظر الى وجه بلال شعر بالسکينة والوقار أنسابت عبراته بلطف وهدوء وقال بصوت خفيض 

أنا محتاجك أوى يا بلال

جلسا سويا إلى أحد اركان المسجد وقال بلال وقد هاله رؤية فارس وعبراته ويستمع الى صوت آلمه وأحزانه ويأسه وأطرق براسه أسفا وهو يسمع منه تجاوزاته التى كانت تحدث بينه وبين خطيبته دنيا ومخالفته لوعده معه من قبل ظل يستمع إليه فى انصات شديد حتى أنتهى 

كان فارس يظن أن بلال سيجيبه ببعض الكلمات التى تواسيه وتذكره بأجر الصابرين ولكنه وجده يبتسم قائلا 

أنا هحكيلك حكاية يا فارس

 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 21 صفحات