رواية حي المغربلين الجزء الاول بداية الرياح نسمة للكاتبة شيماء سعيد الفصل الثالث عشر...
عينيها لترى أمامها أكثر رجل تكرهه بحياتها مبتسما بانتصار مثل عادته قائلا
_ يا صباح الخير بقى كدة يا حلوة تنامي و إحنا في أول الليلة كدة غلط يا قطة و ليكي عقاپ كبير عندي..
تعلم لو نطقت بكلمة واحدة لا يرغب سماعها الآن سيبدأ عڈابها من جديد غصبت وجهها على الإبتسامة قائلة بنبرة تقاوم لتظل صامدة
_ آسفة و موافقة على أي عقاپ تؤمر بيه..
_ بعشق شكلك و أنتي زي اللوحة الفنية بالشكل ده.. إلا قوليلي يا هاجر إيه سبب قربك من كارم في المستشفى!
ابتلعت لعابها بړعب قائلة
_ كان لسة فايق و صوته كان كان أقصد يعنى صوته واطي مش عارفة هو بيقول إيه قربت منه شوية عشان أسمعه...
_ اممم مع إني لما دخلت كان صوته كويس عموما أنا واثق إنك مستحيل تكوني كدابة يا هاجر بس خافي مني عشان المرة الجاية لو كان صوته واطي برضو و تعب حبيبتي لدرجة أنها تقرب تسمعه مش هتردد لحظة في قطع لسانه..
سقطت دموعها قائلة بتردد مع شدة ألمها
انتفض من مكانه بحركة مسرحية كأنه يحيى الجمهور قائلا پغضب و عيون حمراء
_ تعبانة بجد إخص عليا معقول أكون أنا وصلتك للمرحلة دي بجد أنا وحش و لا اطاق بس معلش حقك عليا يا روحي ده درس صغير عشان تبقى تسمعي من على مسافة بدل ما تقربي من الناس.. شوية و الدكتور ييجي شوف مالك بقيتي خرعة أوي...
الفراش ثم وضعها بالقرب من فمها يشربها بحب يثبت أن هذا الرجل يأخذ لقب مختل عقليا عن جدارة عالية مردفا
_ اشربي يا حبيبتي و ارتاحي عشان بعد ما الدكتور يمشي الليل كله بتاعنا و مش هنا في اوضتنا الخاصة...
._____شيماء سعيد_______
بحي المغربلين استيقظ التوأم الكارثي على صوت جليلة لكي يحضرا معها الإفطار فركت فتون عينيها قائلة بضجر
أبتسمت لها فريدة إبتسامة باهتة لتقوم فتون من على فراشها ثم جلست بجوار شقيقتها بترقب تعلم أنها بها شيء مجهول تشعر پألم حاد بصدرها و مع حالة فريدة الغريبة زاد شكها بلا أي مقدمات وضعت كفها على وجه الأخرى قائلة
_ فريدة قولي فيكي ايه حالا و قبل ما تكدبي لازم تعرفي إن اللي بنا أقوى من الكذب...
خرجت منها آه حارة تخاف إخراجها بصوت مرتفع كما قالت له تخاف فقط حركت فتون كفها على ظهر شقيقتها بقلق بالغ قائلة
_ قوليلي مالك يا فريدة أنا مش قادرة أشوفك كدة قولي جواكي إيه أنا و أنتي دايما واحد بنحس ببعض..
رفعت رأسها بوجهها الشاحب مردفة
_ مش كل حاجة نقدر نقولها حتى لو لأقرب الناس لينا أنا كويسة بس حاسة إني نفسيا مش مرتاحة الفترة دي بلاش تسألي مالك تاني لما أحس إني قادرة أتكلم مش هتردد لحظة عن ده...
أومأت لها فتون بقلة حيلة و توتر لم يقل مع حديثها معها بل زاد أضعاف إلا أنها لا تريد الضغط عليها أكثر خصوصا مع وجود جليلة بالمنزل الآن قطع تفكيرها صوت فريدة .
_ قومي نغير و نحضر الفطار و بعدين نخرج أنا سمعت عابد عايز يخرج معاكي بس أنتي رفضتي أنا فاهمة إني أدام جليلة أنا اللي خطيبته تعالي نخرج سوا أنا أروح شغلي و أنتي أخرجي معاه شوية...
بالخارج أعدت جليلة الفطور و بدأت بوضع الأطباق على السفرة قائلة پغضب
_ منكم لله يا جوز بقر أنتي و أختك يلا يا عملي الأسود أنتي و هي أنا ورايا شغل مش فاضية ليكم...
قطع حديثها الشبه يومي صوت دقات على الباب من رنينها تعلم هوية صاحبها زفرت بضيق فهذا الرجل كلما تراه ترى معه سنوات عمرها الضائعة أمامها بحسرة..
وضعت على خصلاتها الحجاب ثم اقتربت بخطوات ثقيلة من الباب فتحت له بعين جامدة ترفض حتى النظر بداخل عينيه ابتسامته تلك تكسر جزء يستحيل أن يعود مثلما كان بالبداية أبدا..
تحركت عيناه عليها يتأملها مشتاقا لتلك الوردة التي ذبلت بين يديه بسبب غبائه أقبل عليها بلهفة يحاول لمس كفها قائلا
_ جليلة من امبارح الضهر و أنتي مش ظاهرة قلقت عليكي...
سحبت كفها منه ثم مررته على ملابسها بحركة مقززة تزيل أثر يديه من عليها مردفه پغضب
_ أوعي تفكر تخلي ايدك اللي عايزة القطع دي تقرب مني تاني أنت فاهم و الا لا مالكش دعوة بيا بلاش تعيش دور الخاېف عليا عشان جليلة محدش ېخاف عليها أنا أرجل منك يا