رواية " ميرا " كاملة بقلم سولييه نصار
يوما ولن تكن...عرفت سعاد أن مواجهة رحيم الان هو كل ما تحتاجه ابنتها كي تنهض مجددا...لذلك مجيئه الي هنا فرصة لميرا كي تقف علي قدميها...
رحيم بالأسفل يريد رؤيتك يا ميرا...
دموعها بدأت تحتشد مجددا لتقترب والدتها وتهتف بها بقوة
لا يا ابنتي...اياك أن تظهر ضعفك...لا...أريه أنه من خسر وليس العكس...قابليه ليري أن حياتك لا تتوقف عليه...
اعطيني عشر دقائق وسوف انزل..
قبلت والدتها رأسها وقالت
احسنت فتاتي...
بعد عشر دقائق...
اتسعت عيني رحيم وهو ينظر إليها تنزل الدرج بعنفوان لا يليق الا بها...شعرها البني يرتاح علي كتفها...وجهها جامد ليس به مشاعر...وعينيها البنية لا تحمل حبا له..
جيد انك اتيت يا رحيم..كنت سأتصل بك
لماذا!هل اشتقت الي
قالها بنبرة عابثة ساخرة ظاهريا ولكن من الداخل كان ېحترق بالشوق من أجلها...لقد منع نفسه بالقوة من أن يأتي إليها...رغم زواجه الحديث من مروة الجميلة إلا انها فشلت في امتلاك قلبه كما فعلت ميرا...
ابتسمت له ميرا وردت بهدوء
تجمد وجهه وهو ينظر إليها وبحث عن أي أثر للمزاح ولكنها كانت جادة بشكل مرعب...
ميرا أنا لم افعل شئ خاطئ لتعاقبيني بتلك الطريقة...حقي الشرعي أن أتزوج مرة واثنان وثلاثة..
وحقي الشرعي أيضا أن اتطلق منك وأخذ كافة حقوقي..
تنهد وقال
عزيزتي لا تضخم الموضوع...لن يتغير شئ...صدقيني أنت دوما ستكونين المفضلة...
هزت راسها بتصميم وقالت
لا يا رحيم أنا لا أقبل أن تشاركني امرأة اخري فيك..أنا سأتطلق منك واتزوج ممن يجعلني المفضلة والوحيدة أيضا..
ضحك رحيم بقوة وقال
احلام البؤساء يا ميرا...حبيبتي انت ستكونين مطلقة... والمطلقات ليس لهم فرصة في مجتمعنا..فسوف يكون لديك خيارين إما أن تتوسل الي لأردك أو ستتزوجين من رجل متزوج وفي السر أيضا وتقبل بالفتات...
طلقني...
فكري جيدا...
ردت بنفس الهدوء
طلقني وأخرج من حياتي وسوف نري من سيتوسل من.
تم الطلاق...علي الرغم الالم الذي عصف بقلب رحيم إلا أنه تمسك بعناده...كان متأكد انها سوف تعود وتتوسل إليه لكي يعيدها وحاول أن يقنع نفسه أنه سعيد مع مروة...اما ميرا فهي دفعت حزنها في اعمق جزء من عقلها وبدأت في تشكيل حياتها...قررت أن تبقي في المنزل حتي انتهاء عدتها ثم تبحث عن عمل...في تلك الفترة رفضت أن تبقي وتفكر في رحيم بل استغلت وقتها جيدا...بدأت في تعلم اللغات علي الانترنت...قراءة المقالات الطبية والسياسية وغيرها..علي الرغم من أنها خريجة تجارة إلا أنها تعشق الطب والعلوم لذلك بدأت بدراسة اساسيات الطب علي الانترنت...أرادت تعلم الفرنسية أيضا...أرادت فعل الكثير...عرفت ميرا وقتها أن هناك أشياء اهم من البكاء علي اطلال رحيم...صحيح انها تبكي في الليل قبل أن تنام ولكنها تبكي علي ابنها...طفلها الذي ماټ قبل أن تعرف بوجوده...ولكن احيانا كانت تخبر نفسها أن هذا افضل...فعدم وجود رابط بينهما افضل بكثير ولكن رغم ذلك لم تستطع تهدئة أمومتها التي كانت ټنزف...
مرت الايام ورحيم ينتظر اتصالها بفارغ الصبر....
اتي اخر يوم في عدتها...
تبقت ساعات قليلة لتتحرر نهائيا منه بينما هو كان يقف بجوار هاتفه وعينيه علي الساعة...ظل هكذا لوقت طويل....
تبقي نصف ساعة فقط علي انتهاء اليوم وعدتها...ابتلع رحيم ريقه وقلبه يخفق پعنف...
ربع ساعة اخري مرت...كاد أن يختنق...هذا مستحيل...لا يمكنها أن تتخلي عنه !
فجأة الهاتف رن...زفر براحة وابتسم بإنتصار