الجزء الثاني قصة جميلة جدا بقلم ماجدة بغدادي
المتطفلة
متقوليش كده أنا مهمتي أبسطكم طبعا بس استني ثواني عشان نهى جاية معانا و البنات .
مين اللي جاي ده .. أنت مش هتخرجني لوحدي
كلكم في معزة واحدة يا لوزة مقدرش أخرج حد و أسيب حد .. استني هنا مع نعمة
لف وجهه مبتسما ولم يبعد سوى خطوتين ونادى بصوت عال
ياللا يا نهى إحنا جهزنا وقولي للبنات يخلصوا بسرعة عشان نخرج .
بعد عدة ساعات من انفرادهما سويا تملأ الضحكة شفاههما .. عادا ويا ليتهما ما عادا
كنت فين يا أحمد
كنت برا يا عمي .. خير فيه حاجة
أنت إزاي تسيب البنات وتمشي
بص بأه أنت و هي .. بعد ما نرجع من المصيف خطوبتك على لوزة طالما الهانم اللي معاك مش عارفة تحمل بقالها أكتر من سنة .
نظرت لأبيها باندهاش
أنا يا بابا تقول عليا كده ! أنا بنتك و المفروض إنك الوحيد اللي تدافع عني .
هي كلمة و قولتها .. لوزة هتتجوز أحمد .
نظرت للجميع المتأهبون لمواجهتها استحالت نظرتها للۏحشية كنمر جريح يسعى للإنتقام لمقتله المقبل
طبعا طبختوها سوى على حسابي .. أنت يا أستاذ أحمد كنت بتخرجني عشان معرفش الاتفاق هيوصل لفين ! طيب ماتجوزتهاش هي ليه من الأول و ألا حليت في عينيهم لما بقيت ليا و أبويا اللي ماشي ورا كلام مراته حتى على حساب بنته ومسلم دماغه للعقارب اللي خربوا حياتنا.
إخرسي .. أنا معرفتش أربي .. غوري من وشي .
هرولت لغرفتها مسرعة تبكي پقهر يذبح القلوب و أحمد ينظر في أثرها حتى دخلت الغرفة وغابت عن أنظاره بداخلها نظر لهم واستحالت نظرته لأخرى مخيفة فالتزم الجميع الصمت
برافو عليكم والله .. قعدتوا و اتكلمتوا ورتبتوا ولا كأن بتتكلموا على كرسي تودوه وتجيبوه بمزاجكم .. أنا مش هتجوز لوزة .. عمتي لو سمحتي متفكريش نفسك لعيبة و تقعدي تقنعي في أمي و عمي وترتبي و تفتكريني هنفذ .. بكرة الصبح تنتهي زيارتك لينا و ياريت متكرريهاش تاني .. عمي هيبقى ييجي يزورك في بيتك دا بعد إذنك يا عمي .. و أنت ياعمي مكنتش أتخيل أنك تستقل بيا كده ! إزاي يا عمي شوية ستات يأثروا عليك ! دي بنتك ! المفروض أنك أول واحد تتنرفز لو جوز بنتك فكر يتجوز عليها .. خلاص معتش قادر تفكر من غير تدخلات حسابات شوية ستات !! أنا مش هسمح لحد يقسم في حياتي و يتدخل في قراراتي .. أنا ممكن ببساطة أسحب فلوسي من الوكالة و أختفي .. والدي الله يرحمه كتبلي بيع وشړا ربع الوكالة و كانت حتة محل صغير و أنا اللي كبرته واشتغلت فيه وسديت ديونه من يوم ما ماټ و اشتريت بفلوسي وفلوس اخواتي أصول كبرت الوكالة و مش هتردد أنسحب من البيت و الوكالة ومن حياتكم كلها
كل ده عياط يا نعمة ! اهدي بس و هنلاقي حل .. أنا مش عارف أعمل ايه فكري معايا بدل ما ټعيطي .
رفعت رأسها و نظرت له بعيون دامعة حزينة ينساب منها أنهار الدموع
أفكر في أيه ما أنت عملت اللي أنت عايزه .. كنت مستني مني ايه تاني أكتر من كده لكن لأ .. من النهاردة أنا معتش هقبل منك أي حاجة و اتفضل اطلع برا روح للست لوزة بتاعتك أنا بايعاك خلاص أوعى تفتكر أني هفضل موافقة و ساكتة على كل اللي تعملوه فيا .. برا .. أنا اللي مش عايزاك .. برا براااا بصړاخ
حتى أنت يا علي بتتهمني .
التهمة مش تهمتك لوحدك .. التهمة تهمة أبويا اللي محافظش على بنته و تهمتي و أنا واقف أعاتب زي الحريم مباخدش خطوة أنقذ أختي بيها .. بس خلاص أنا بطلت آخد جنب .
غادره وتركه واقفا يتردد نظره بين باب الغرفة الموجود بها نعمة و الباب الآخر الذي خرج منه علي .. أي ۏجع هذا الذي يقاسيه ولكن صبرا حتى تستقيم الأمور .. من حقهم أن يتخذوا قرارا يدفع الجميع ثمنه لأنهم كانوا جميعا وراءه
في الصباح استيقظوا جميعا واجمين حتى الأطفال الصغار لم يبتسم أحدهم أو يلهو أو يطلب الذهاب للبحر خرجت نعمة من الغرفة تحمل حقيبتها التي لم تلبث تفرغ حتى لملمتها نعمة ثانية نظرت لها أم أحمد بعيون مفتوحة
رايحة فين يا نعمة
ماشية يا خالتي .. مش هكمل معاكم المصيف .
خالتي! من امتى و أنتي بتقوليلي يا خالتي! أنا طول عمري ماما
أمي ماټت .. تصوري ! عرفت دلوقتي إن أمي ماټت لما شفتك بتتفقي على خړاب بيتي إمبارح .. أنا ماشية
استني بس يا بنتي .. حتى استني أحمد بيجيب فطار و جاي دلوقتي
خرج علي من غرفته بحقيبته و اصطف بجواره اخوته عبد الكريم وكاميليا ووجه نظره لخالته
خلاص يا خالتي احنا راجعين مع بعض
حتى أنت يا علي بتقولي يا خالتي ! انتو طول عمركم كنتو بتقولولي يا ماما حتى قبل مامتكم الله يرحمها ما تسيبكم ليا .
خلاص يا خالتي .. كل واحد ياخد مكانه و أنتي مش أمنا ولا بتتصرفي على أننا ولادك .
سحب حقيبة نعمة وتبعه إخوته وانصرفوا جميعا لتجلس كاميليا والدة أحمد مڼهارة تبكي .. إحساس الضياع انتبهت فجأة على ذلك الفقد الذي لم تحسبه .. تركت عقلها للشيطان يتقاذفه ولم تحسب أنها ستخسر أطفال سمية أختها التي كانت تحبها كابنة لها .. تلك الأمانة التي كادت أن تهدرها بلا وعي .. لا بل أهدرتها بالفعل .. كيف طاوعها قلبها و كيف طاوعت شيطانها و تركت آذانها للشيطانة نجوى ! كيف سمعت لها ! كيف لم أتذكر ما كانت تفعله سابقا لتبعد عني زوجي والد احمد لتتزوجه هي ! لقد اخطأت و خسړت و لا يجدي الندم .
دخل أحمد و معه عمه يحملان طعام الإفطار للجميع بعد طريق من الواضح أنه مليء بالحوار والمناقشات ليفاجئا پبكاء كاميليا الأم واڼهيارها .
ذهب علي و نعمة و إخوتهم الصغار للشقة القديمة التي تعلو الوكالة التي