الجزء الأول قصة جميلة جدا بقلم ماجدة بغدادي
بشكل مضحك لم تكذب في حرف بل أنها استبعدت بعض الأشياء التي كانت تعرفها عملا بمبدأ ألا تقص شيئا خاطئا أو تثير حقيقة تقلب الموازين فجأة لأن كل شيء قد ينقلب ضدها فيحجم عن سماعها بالأصل هذا ما أفهمتها إياه نهى كما أن العند قد يجعله يتمسك بها إذا ما شعر أنهما تريدان أن تفرقاهما
ذهب لغرفته وهاتفها لتجيب سريعا
طبعا مينفعش بس قبل تصبحي على خير كنت حابب أعرفك إننا هنتجوز هنا مع أهلي أنا الكبير ومعتمدين عليا و كمان امكانياتي المادية الحالية مش هتكفي نكمل شقتي هنا ف البيت فهنتجوز ف أوضتي ونعيش معاهم
صمتت على الطرف الآخر من الهاتف ثم قالت بصوت متغير
طيب تصبحي على خير
ابتسم وهو يقولها وكأنه عثر على ضالته بينما هي أغلقت الهاتف بشدة ثم رمته بعصبية ليحيله الحائط إلى مكوناته الأولى الصغيرة منفصلة .
تتابع الحوار من وراء الباب فكتمت صيحة الفرح وصارت تقفز من الفرحة بشكل مثير للضحك ليفتح الباب فجأة فيجدها ويندهش منها التفتت له وقد باغتها على هذا النحو فابتسمت لتداري خجلها
طيب روحي نامي ياللا وابقي خدي بالك .
استدار ودخل الغرفة وأغلق الباب فانطلقت كطائر هارب من قفصه ودخلت غرفتها وقفزت لتدخل الفراش كطائرة تسقط من السماء فارتطم رأسها بكوميدية في طرف الفراش فتأوهت وهي تكتم فمها بيدها ويدها الأخرى تتحسس رأسها المټألم بينما تبتسم
دخل فجأة ووجهه لا يبشر بالخير وصدح صوته في أنحاء البيت ينادي باسمها
نعمة يا نعمة .
أتت مهرولة فقد كانت نبرة صوته لا توحي بخير
نعم يا آبيه .
تعالي بسرعة هنا .
أكملت نزول الدرجات وتبعته للداخل حيث جلس على الكنبة و أشار لها أن تجلس على المقعد أمامه قلبها أصبح يختلج پعنف وتشعر أنها يكاد أن يغمى عليها ماذا لو هربت الآن أو استدعت نهى لتدبرها في أمرها .. ترى فيم يريدها !
من زمان يا آبيه من واحنا في الإبتدائي كانت محولة من مدرسة تانية و مفيش بنت رضيت تقعدها جنبها فأنا قعدتها جنبي ومن يومها واحنا صحاب .
و صاحبتك متتمنيلهاش الخير !
ازاي يعني يا آبيه ! محدش بيحب نسمة أدي يا كذابة .
أمال هي بتقولي إنك وقعتي بينها وبين صحباتها عشان غيرانة إنها ليها صحاب تانيين غيرك .
يا آبيه أنا موقعتش كل ما في الموضوع إني مكنتش أعرف .. هي كانت مخبية خطوبتكم عن اتنين من صحابنا عشان خاېفة من عينيهم ومقالتش فانا لما قابلت البنتين صدفة وانا خارجة مع نهى قلتلهم لأني كنت فرحانة قامو زعلو وفهمو انهم خبت عنهم بالذات خصوصا انهم لاقو الكل عارف غيرهم .
سكت قليلا وبدأ يفكر بعمق هو يشعر أن الموضوع فيه أخطاء وليس مجرد اختلاف في وجهات النظر .
لكن نسمة مقالتش كده .
طيب قالت ايه يمكن فهمت غلط .
قالت إنك كنتي تعرفي واحد و بتكلميه وهي كانت عايزاكي تبطلي تقابليه و إن هو بيتسلى بيكي عينه كانت منها وبعت مع صاحبتها أنه عايز يتقدم قالتلها مفيش نصيب ف غيرتي وبدأتي تقولي عليها كلام مش كويس لأصحابها عشان يتخانقو معاها وان ده سر انك محضرتيش قراية الفاتحة ومبتكلميهاش .
أنا مش هرد على ده لأنه إهانة بالنسبة لي أنا هقولك سؤال واحد لما أنا مش محترمة وهي محترمة مقطعتش علاقتها بيا ليه وكانت كل يوم والتاني تيجي البيت هنا وتتصاحب على ماما واخواتي ! اللي أعرفه يا آبيه اننا كبنات لما نعرف إن واحدة صاحبتنا بتعمل حاجة زي كده بنقطع علاقتنا بيها عشان سمعتنا متتأثرش .
كلماتها مست بداخله أشياء كان يود إخمادها .. يعلم أن نعمة محقة وكيف لا! وهو من رباها بيديه كما أن الشك في أخلاق الخطيبة المزعومة صاحبه لفترة .. شعر بدوار يجوب رأسه فقاطعه صوت نهى وهي قادمة
آبية أحمد دانا قلت هاجي وامشي زي كل مرة من غير ما أشوفك .
تعالي يا نهى عايزك
اسقط في يد نعمة ماذا لو سألها عما قصت وهو بالفعل لم يحدث فماذا ستجيب .
خير يا آبيه شكلك متضايق روحي يا نعمة اعمليله لمون .
لا اقعدي يا نعمة مالوش لزوم .
طيب قولي مالك .
قص باختصار عليها ما سمعه من الطرفين فصمتت