رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن (كاملة)
تهدأته وعرض عليه الجلوس فى مكتبه ليتفاهم معه ومحاولة أصلاح الأمر بصفته مدير المكتب أستجاب الرجل ودخل حجرة فارس
جلس فارس أمامه على المقعد المقابل له ولم يجلس خلف مكتبه ليستطيع التعامل معه ومع انفعاله وهو يقول
أهدى بس حضرتك وقولى أيه الحكاية بالظبط
هدأ الرجل قليلا ثم قال متهكما
حتة قضية شرعى صغيرة قد كده.. يخلصها أى محامى صغير ..جيت للدكتور بتاعكوا وقلت أسم وسمعه وهيخلصها قوام قوام.. لقيته بيرمى الملف ويقولى شفلك محامى غيرى وطردنى من مكتبه
ممكن الملف بعد أذنك
أستند فارس لظهر مقعده وهو يقلب فيه سريعا ثم قال بدهشة
والدكتور رفض القضية ليه .. دى قضية طلاق عادية جدا
قال الرجل متهكما
أديك قلت.. قضية طلاق عادية جدا ..
مال فارس للأمام وهو يتفحص الرجل وقال بجدية وهو يتكأ بمرفقيه على ساقيه والملف بين يديه
ممكن حضرتك بس تجبلى الموضوع من الأول كده علشان افهم واقدر افيدك
حثه فارس على المتابعة قائلا
وبعدين
ولا قابلين .. واحد صاحبى ليه تجربة فى الموضوع ده قبل كده ... شار عليا أنى لو قلت عليها انها ماشيها
بطال وجبت شهود وأدله على كده كل حقوقها هتسقط ومش هيبقى ليها حاجة عندى غير نفقة العيال بس
وأنت فعلا عندك شهود على كده
ضحك الرجل بسخرية ثم قال
أهم مرمين على القهوة قدام المحكمة مش لاقين شغلانة .. كل واحد عشرين جنية و تحفظه كلمتين وخلصت خلاص
شعر فارس بالډماء تغلى فى رأسه ولكنه حاول ضبط أعصابه والتحكم بها وهو يقول
شهود زور يعنى !!
زور ولا مش زور .. المهم الوليه دى متخدش منى حاجة إلا بمزاجى
وتقبل أن مراتك ام ولادك سمعتها وشرفها يبقى في بؤ كل واحد شوية وانت عارف ومتأكد أنها ست شريفة وكل ده علشان ايه ..علشان خاطر انت مش عاوز تديها حقوقها اللى ربنا أمرك بيها وأستحلتها كزوجة بعد ما وافقت عليها ومضيت على كده
زفر الرجل فى ضيق وهتف به
بقولك ايه يا أستاذ انا مش جاى هنا اسمع مواعظ ..هما كلمتين هتظبطلى القضية دى ولا مش هتعرف
ولو وافقت ليك عليا هتعامل معاك من بره بره من غير الدكتور بتاعك ما يعرف وأتعابك هتبقى ليك لوحدك ...ها قلت ايه
أبتسم فارس وهو يقول
قلت أن حضرتك مقرتش اليافطة اللى على المكتب بره كويس ...ده مكتب محاماة مش شقة ډعارة
نظر له الرجل بدهشة وقد بدت علامات العبوس على وجهه فتابع فارس قائلا
أه والله مش مصدق ولا ايه ...ماهوأنا لو وافقت على اللى بتقوله يبقى مراتك دخلت عندنا شريفة وطلعت من عندنا مشيها بطال ...تبقى شقة ډعارة ولا لاء
أتفضل حضرتك شوفلك حد تانى يلوث سمعت ام ولادك .. ولو كمان كسبت القضية تبقى علمت على عيالك انهم ولاد حرام وفضحتهم قدام الناس كلها وضيعت مستقبلهم.. وكمان بقى عندك بنات شوف مين اللى هيبصلهم بعد كده.. وخلى بالك انت كده بتقذفها فى شرفها وكمان بشهود زور.. يعنى حسابك عند ربنا مش بس عقۏبة القڈف لالا دى كمان شهادة زور والتحريض على شهادة الزور
وغمزله بعينيه وهو يتابع
يعنى حسابك هيتقل أوى يا باشا وبلغة القانون الوضعى ..أعدام .. والأعدام بتاع الآخرة ..على جنهم عدل
ظل الرجل ينظر لفارس ويحدق به وهو يتحدث حتى انتهى من حديثه ثم جذب الملف من يده وهو يشعر بالتوتر من كلماته والإرتباك وقال متلعثما وهو يغادر بسرعة
أنا مش فاهم .. مكتب محاماة ده ولا جامع
أنصرف الرجل وجلس فارس خلف مكتبه وهو يضع رأسه بين كفيه قائلا بأسى
لا حول ولا قوة الا بالله .. معقول توصل للدرجة دى
دخلت دنيا مسرعة وقالت بلهفة
أيوا كده يا فارس هو ده الشغل ..ها ظبطت الراجل وهتشتغلها لحسابك صح ..
رفع رأسه إليها وهو يقول بحزن
لاء طبعا يا دنيا اصلك متعرفيش الراجل ده كان عاوز ايه
قطبت جبينها وقالت ضيق
ليه يا فارس ليه.. دى فرصة جات لحد عندنا كنت هتطلعلك منها بكام ألف
أبتسم ساخرا وهو يقول
حتى لو كانوا كام ألف حرام
صمتت وهى تنظر إليه بدهشة ودخلت نورا لتخبره أن الدكتور حمدى يطلبه ولكنه لم ينتبه لها وهو يقول
الراجل طلق مراته وعاوز يدعى عليها انها ماشيها بطال علشان ميديهاش حقها لاء وكمان هيجيب شهود زور على كده ..
وهز رأسه متهكما وهو يقول
لاء ويقولى خد القضية لحسابك ...فاكرنى على آخر الزمن هاكل حرام
صمتت دنيا تفكر فى كلماته فبرغم شعورها بالحنق تجاه رفضه للقضية إلا أنها لم تستطع أخفاء شعورها بالأعجاب تجاهه لم تكن هى الوحيدة التى أعجبت به بل كانت نورا أيضا التى كانت تقف تنظر إليه باحترام شديد حانت منه التفاتة إليها انتزعتها