الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية اخطائي الجزء الأخير

انت في الصفحة 7 من 133 صفحات

موقع أيام نيوز


أن تحصل منه على رد كانت تشب على طرف حذائها كي تضعها حول عنقه ثم وقفت أمامه تركز نظراتها على ما تفعله بينما هو أغمض بندقيتاه بقوة وهو يلعن تلك الرائحة المسكرة التي تفوح منها وزحفت لكل حواسه اسكرتها وجعلت تلك المشاعر المستترة بقلبه تتأجج شيء فشيء وتدفع تلك الأفكار التي لا تشبهه بالمرة برأسه وتتراءى أمام عينه وتجعله يمني نفسه لو يجوز تحقيقها

أما هي فأخذت تقوم بمحاذاة أطراف رابطة العنق ولفها صانعة عقدة مرتبة في غاية الأناقة
وحين انتهت شبت أكثر كي تعدل من موضعها تحت ياقه القميص دون أن تعي أن ذلك يكاد يفقده صوابه ويزعزع بحدود منطقه ويضرب به عرض الحائط فكم كان يود أن يلبي رغبة قلبه الآن له ولكن عقله ومنطقه لا يجيز ذلك بتاتا رفعت هي فيروزتاها اللامعة له حين انتهت لترى نظراته تنطق بذلك الشيء الذي لم يجرأ إلى الآن أن يبوح به لترسل له هي بعيناها إشارات مطمئنة تخبره بها أن هو كافة أمنياتها و مالك قلبها.
فقد دام تشابك نظراتهم الوالهة معا لثوان معدودة قبل أن يجد ذاته كالمغيب يهمس بنبرة متوسلة كي تكف عن تلك النظرات التي تزعزع كيانه وتجعل عزيمته تتلاشى شيء فشي
بلاش تبصيلي كده مش عايز اڠرق في بحر عنيك...
توردت تحت وطأة نظراته وهمست بخجل وهي تلملم خصلاتها وتضعها خلف أذنها
على فكرة أنت ڠرقت وخلاص 
اضطربت أنفاسه وحاول جاهدا أن يتعقل ولا ينخرط وراء تأثيرها ويستعيد ثباته وهو يدعي عدم فهم تلميحها
والمفروض أفهم من كده إيه
تنهدت بسأم من إنكاره الدائم ولكن بالطبع لم تيأس بل بادرت كي تحثه على البوح
مهما حاولت تداري عيونك ڤضحاك و قالت كل اللي جواك يا حمود مش لازم تنطق بيه كفاية إني حساه
حانت منه بسمة صافية رائقة من تفسيرها الذي راقه كثيرا واشعره كونها تتفهمه بشدة وتحترم قناعاته ليهدر مشاكسا وأحد حاجبيه يعتلي بتسلية
مش عارف ليه حاسس أني بتدبس بشياكة
اشتعلت فيروزاتها وناغشته بنبرة مشاكسة تشابه خاصته وهي تتأبط ذراعه
أنا مش بدبسك انا بس عايزة اطمنك ان مفيش مفر وهفضل لازقة فيك العمر كله
قهقه بكامل صوته الرجولي الخشن بضحكة خطفت قلبها وجعلتها تتيقن كونها سقطت بحبه ربما للمرة الألف بعد المائة بينما هو ألتقطت نظراتها من جديد وهدأت ضحكاته قائلا
كي يفض ذلك الحوار الذي يشعر أنه لو طال أكثر من ذلك سيخر أمام تأثيرها ويضرب بكل شيء عرض الحائط
طب يلا نهرب من شهد قبل ما تولع البخور وتخنقنا بريحته وبعدين انا مش عايز اتأخر في أول يوم شغل.
أومأت له بطاعة ليغادرو المنزل بخطوات متعجلة يسبقها ضجيج قلبهم معا لمبادرتهم أول خطوة في طريق سعيهم لذلك الحلم البعيد.
أما هي فقد كانت تقاوم كل شيء يذكرها به تحاول أن تصمد من أجل أطفالها اولا ثم ذاتها فقد كانت تشعر براحة عارمة وكأن عبء ثقيل كان يكمن فوق أعتاقها وانزاح عنها فلم تعد تتكبد العناء كي ترضي أحد كما كانت تفعل في سابق عهدها بل اصبحت تهتم بذاتها وتفعل كل شيء لإسعادها فقد علمتها الحياة أن لا تنتظر أحد أن يمنحها السعادة بل لابد أن تجلبها هي كي تكافئ بها ذاتها عن كل ما كابدته وهي فروض الولاء والطاعة التي كانت تفرض عليها وتجعلها تتغاضى عن ابسط حقوقها و تبدي دائما راحته هو عن ذاتها وعن كل شيء يخصها.
فكانت تسير برفقة أطفالها كفوفهم بسعادة عارمة بعد أن خرجوا لتوهم من أحد قاعات السينما التي كانت تعرض فيلما كوميديا وقع اختيارها عليه كونها تفضل تلك النوعية من الأفلام قبل فترة سباتها.
وأثناء سيرهم عبر شريف عن رأيه
مامي أنا اتبسطت أوي والفيلم كان حلو مبطلتش ضحك
لتؤيده شيري
اه وانا كمان عاجبني وعايزة ادخله مرة تانية وزعلانة أن اليوم خلص وهنروح
مط شريف فمه وأيدها بإندفاع وبعقلانية تعطيه فوق سنه
انا كمان مش عايز اليوم يخلص احنا مكناش بنخرج خالص وبابي علطول مكنش بيرضى غير وهو معانا وكان علطول مشغول وبيوعدنا ومش بيخرجنا
أنقبض قلبها عندما أتت سيرته وتذكرت تلك الأيام التي كان يحرم عليها الخروج دونه ويكبت أطفالها لتحين منها بسمة حانية لأطفالها رغم الحزن الذي يعتمر قلبها ثم انحنت بجزعها تخاطبهم
قولنا ايه قبل كده...بابي كان بيبقى مشغول علشان بيشتغل علشانكم وعيب نتكلم عليه كده...
انا اوعدكم هنيجي هنا علطول وهنعمل كل اللي انتو عايزينه
تأهبوا بنظراتهم لتسترسل هي بكل عقلانية وصمود من أجل نفسية أبنائها
بابي وصاني أجبلك اللعبة اللي نفسك فيها يا شريف وقالي كمان أخدكم الملاهي اللي كان نفسكم تروحوها قبل كده
صفقوا الاثنين بسعادة وهتف شريف متحمسا
بجد يا مامي انا مبسوط اوي ولما اشوف بابي ونرجع بيتنا لازم اشكره
أرتعش فمها وكادت تفقد اعصابها حين ذكر صغيرها أمر العودة لمنزلهم فالأمر ليس بيسير عليها ويثقل قلبها فكيف تخبر أطفال بنفس عمرهم بقرار أنفاصلهاوكيف ستبقى صامدة لهذا
 

انت في الصفحة 7 من 133 صفحات