الجمعة 13 ديسمبر 2024

رواية فارس كاملة

انت في الصفحة 78 من 130 صفحات

موقع أيام نيوز

معها ..كيف تعاود العلاقات معه من جديد بعد ما كان ..كيف تحدثه وبأى وجه تنظر إليه وينظر إليها ثانية ..دار رأسها أكثر وقد أختلط كل شى أمامها بشكل متناقض لم يخرجها منها إلا أن سمعت صوت باب الشقة وهو يغلق بهدوء فعلمت أنه حضر..أغلق فارس الباب بهدوء وهو ينظر للمنزل الهادىء حوله فى سكون.. فهذا ما كان يحتاجه فى تلك اللحظة..السكون ..جلس على أقرب مقعد ووضع الملف بجواره وارتمى بظهره إلى ظهر المقعد وفرك جبينه فى قوة فمازال يعانى من الصداع الشديد ..فى تلك اللحظة خرجت دنيا من غرفتها ونظرت إلى وجهه المتعب فاقتربت منه ومسحت على شعره وهى تقول بخفوت
مالك ..مصدع
أدار رأسه إليها وأومأ بنعم بدون كلام ...توجهت إلى غرفتها وأحضرت له قرص مسكن للألم مع كوب المياه وقالت 
هروح أعملك كوباية شاى تظبطلك دماغك
وضع كوب المياه بجواره وأغمض عينيه بإسترخاء يتلمس قليلا من الراحة والسکينة محاولا ان يبتعد بذهنه عن الافكار التى أدت به إلى هذه الحاله ...وضعت أمامه كوب الشاى وظلت تنظر إليه وهو يرتشف منه ببطء وفى صمت
حتى أنتهى منه وحرصت على أن لا يدور بينهما حديث من اى نوع ... وضع الكوب ونهض واقفا متوجها لغرفته ..دخلت خلفه ونظر إليها مندهشا وهى تأخذ سترته من يده وتعلقها فى الخزانة فهى لم تفعل ذلك منذ زواجهما وها هى تفعله دون أن يطلب منها مساعدته ... ألتفتت له وقالت مبتسمة 
تحب أحضرلك العشا
زادت دهشته ولكنه قال 
لا مليش نفس يدوب هاخد دش واقعد اشتغل شوية
أنتظرت حتى أخذ ملابسه ودخل الحمام ثم انطلقت إلى المقعد الذى وضع عليه الملف ...أخذته بين أيديها وفتحته وتجولت فيه بنظرها بسرعة فتأكدت انه الملف المطلوب وتأكدت من المعلومات التى سربها إليها وائل .. ومن الواضح أن فارس لم يدرس القضية كاملة حتى الان ...تركت الملف ووضعته كما هو وأنتظرته حتى خرج من الحمام وتوجه إلى الاريكة وأستلقى عليها
وقفت بجواره وقالت بخفوت ورقة
أنت شكلك مرهق أوى يا فارس تعالى نام على السرير علشان جسمك يرتاح ..
وأستدركت فى حزن 
ولو كان عليا يا سيدى انا مش هنام دلوقتى
هز رأسه نفيا وقال بصوت نائما 
لا متشكر روحى نامى انت ..أنا هغفل ساعة واحدة بس وهقوم أكمل شغلى
دخلت غرفتها ولكنها لم تستطع أن تنام كانت تريد ان تخلق معه اى حوار بخصوص القضية ولكنه غير مستعد للحديث على الاطلاق واى حديث الان سوف يؤدى إلى عواقب وخيمة .. تقلبت فى فراشها كثرا وهى تحاول أن تجد مخرجا ما .. لابد أن تتودد إليه بالحكمة حتى يأمنها ويتحدث معها بما يجول فى خاطره وبدون قيود ... لم تستطع النوم ابدا ظلت هكذا حتى شعرت بحركته فى الخارج فعلمت أنه استيقظ أنتظرته حتى
توضأ ووقف يصلى ركعتين خفيفتين قبل أن يبدأ فى العمل ... بعد أن أنتهى أخذ الملف ووضعه على الطاوله وجلس امامه وكأنه أمام لغم يوشك ان ينفجر عند أول لمسة له ..خرجت دنيا من غرفتها وتوجهت للمطبخ مباشرة وأعدت له فنجان القهوة التى يحبها ووضعتها أمامه بابتسامة رقيقة وهى تقول 
أتفضل
نظر إليها وهو يشعر أن هذا اليوم هو يوم المفاجات فلا داعى للتعجب من شىء بعد ذلك ... جلست أمامه واستندت على راحتيها وظلت تتابعه وهو يقرأ ويتأمل فيقف على معلومه طويلا ثم يتجاوزها إلى غيرها يتاملها برفق وكأنه يخشى فقدانها ... رفع رأسه إليها فوجدها تتامله مبتسمة فقال 
منمتيش ولا أيه
قالت بعذوبة 
لاء نمت بس صحيت على صوتك وأنت بتقرأ القرآن وأنت بتصلى حقيقى صوتك حلو أوى فى القرآن يا فارس
كان قد عاهد نفسه على عدم الدهشة ولكنه لم يستطع ..رفع حاجبية ومط شفتيه بقوة ثم أعاد رأسه إلى الملف وأكمل ما كان بدا ..كانت هى تبحث عن كلمات مناسبة لا تستفزه بها وهى تسأله عن القضية حتى لا تشعره أنها تعلم شىء عنها ...تنحنحت فى خفوت ثم قالت 
شكلها قضية مهمه اللى مسهراك كده
أومأ برأسه ببطء دون أن ينظر إليها وقال 
فعلا قضية مهمة
قالت بنرة أنثوية ضعيفة
طب ما تشرحهالى يا فارس .. أنت خبره كبيرة اوى ونفسى اتعلم منك
نظر إليها ولسان حاله يقول 
أى نوع من الاعاجيب يحدث فى هذا اليوم .. ما هذا الهدوء والسکينة والتعاون والتواضع هذه ليست دنيا ابدا 
قال باقتضاب 
دى قضية متهم فيها شاب صغير پقتل واحدة بالعربية بتاعته والشهود بيقولوا انه كان قاصد وانها كانت واقفه على الرصيف اصلا وكمان التحريات بتقول انه كان يعرفها يعنى الحاډثه مش صدفه
تيقنت دنيا من كلام وائل أكثر عندما وجدت فارس يتكلم عن القضية وكأنه قد عزم رفضها قالت بحنكة
طب والمتهم أعترف ولا قال ايه
هز رأسه نفيا وهو يقول 
بالعكس ده صمم انه برىء وان الشهود متلفقين والتحريات متلفقة ابوه كمان لما
77  78  79 

انت في الصفحة 78 من 130 صفحات