الجمعة 13 ديسمبر 2024

الجزء الأول رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 21 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز

 

بصوت غير مسموع 

الحمد لله

كان عمرو مسلط نظره عليها يريد منها التفاته واحده فقط ولكنها لم تفعل لم تنظر اليه ابدا حتى عندما تجرأ وقال لها

أزيك يا أنسه عزة

أومأت براسها ولم ترد لاحظ ذلك والدها أنها لم ترفع عينها لعمرو قط ولم تجبه ايضا على سؤاله فنهض وهو يقول موجها حديثه لزوجته

هاتلنا بقى يا حاجه العصير هنا وخدى الولاد بره فى الصاله يقعدوا يتكلموا مع بعض شويه

نهض عمرو من فوره فى سرعة وسعاده بينما وقفت عزة على مضض وخرجا ثلاثتهم جلست عزة على المقعد المواجه لغرفة الصالون حيث يقع عليها نظر والدها كما تم الاتفاق مسبقا معه 

وجلس عمرو على المقعد المجاور وذهبت والدتها للمطبخ لاحضار العصير التى كانت عبير قد أتمت إعداده وأعطته لوالدتها على الفور

خرجت من المطبخ ووضعت أكواب العصير امام عزة وعمرو وعادت لغرفة الصالون مرة أخرى

ظل عمرو يعصر ذهنه ليتذكر وصايا فارس ولكنه لم يتذكر شىء على الاطلاق 

فقرر أن يتصرف بنفسه فألقى نظرة على غرفة الصالون ثم نظر إليها يتفحصها وقال بصوت تسمعه هى فقط 

أزيك يا وزه

ألتفتت اليه باستنكار فشكر أنه ارتكب جرما فقال بتلعثم 

قصدى أزيك يا أنسه عزة

خفضت نظرها مرة أخرى وهى تقول

الحمد لله كويسه

مسح عمرو رأسه وقال بتردد 

طيب انا سامعك لو فى حاجه عاوزه تسألينى فيها

ألقت عليه نظرة خاطفه أنهتها سريعا وقالت بجديه

أنا كنت عاوزه أعرف بس أنت عاوز تجوزنى ليه واشمعنى أنا يعنى 

باغتته بالسؤال شعر بالإرتباك وصمت قليلا وهو ينظر إليها فقالت 

ايه مش لاقى إجابه ولا محرج تجاوب

رفع حاجبيه بدهشة وقال يعنى ايه محرج أجاوب

أرتسمت على جانبى شفتيها ابتسامة سخريه صغيرة وهى تقول 

يعنى محرج تقولى أنك زيك زى شباب كتير عاوز يتجوز وخلاص ومش فارق معاك انا بالذات يعنى علشان كده محرج تجاوب صح

زال الارتباك الذى كان قد شعر به كليا وشبك اصابع كفيه امامه وهو يتكأ الى ركبتيه وقال بثقه 

لا مش صح

فقالت بسرعه 

أومال سكت ليه مكنتش محضر إجابه

هز راسه نفيا وقال بثقة أكبر

لاء مش علشان مكنتش محضر إجابه علشان خاېف اجابتى تسببلك أحراج

رفعت كتفيها وأخفضتهما سريعا وهى تنظر إليه قائلة

لا عادى مفيش إحراج ولا حاجه

نظر فى عينيها بعمق وقال بهدوء

علشان بحبك

أحمرت وجنتيها تلقائيا وخفضت عينيها فتابع حديثه

بحبك من زمان من زمان أوى من واحنا لسه فى الثانويه العامه

بالتقريب كده من ساعة ما مشاعرى ابتدت تتحرك أساسا وأعرف الحب

كانت تستمع اليه فى توتر وحياء وتكاد تقطع شفتاها من كثرة الضغط عليها بدون وعى

فقال وهو مازال ينظر إليها ويتابعها حركاتها وسكناتها 

عرفتى بقى مكنتش عاوز اجاوب ليه

لم تستطع أن تنتظر أكثر من هذا كلماته ونظراته أخترقت خجلها وشعرت انه يرى قلبها من خلف ضلوعها وهو ينبض پعنف ويتابع أندفاع دماء جسدها كله من خلف شراينها إلى وجهها وراسها لامت نفسها على السؤال الذى طرحته والذى كان السبب فيما قال

كانت تعرف ان عمرو جرىء ومندفع ولكن لم تكن تعلم انه من الممكن ان يقول ما قال بهذا الشكل المفاجىء والصريح لابعد الحدود بل وكأنه كان يود أن تسأله هذا السؤال ليفصح عن مكنون قلبه ومشاعره تجاهها

فنهضت وقد تحشرج صوتها وهى تقول طب عن أذنك

ودخلت فى سرعه فى أتجاه غرفتها وهى ترى ما حولها باللون الاصفر أو هكذا يبدو

استقبلتها عبير وهى تنظر لوجهها بدهشه قائلة جيتى بسرعه كده ليه هو أنتى لحقتى تتكلمى معاه

وضعت عزة كفيها على وجنتيها تتحسس حرارتهما وهى تقول باستنكار 

لو كنتى سمعتى كلمه واحده من اللى قالهالى كان زمانك قمتى من بدرى

أبتسمت عبير وقالت بشغف 

قالك ايه

نظرت لها عزة بخجل وقالت بخفوت

سألته سؤال واحد بس وياريتنى مكنتش سألت أحرجنى اوى يا عبير ووقالىقالى بحبك من زمان 

ضحكت عبير ثم وضعت كفها فوق فمها لتكتم ضحكتها وقالت

مش بقولك رخم 

نظرت لها عزة بعتاب وقالت 

فرحانه فيا يا عبير ماشى

عبير أبدا والله بس مستبشره خير ها رأيك ايه بقى

قالت عزة بشرود 

مش عارفه يا عبير محتاره اوى ومش عارفه اقرر لسه

عبير طب بقولك ايه أنتى تستخيرى الاول وبعدين تقررى وان شاء الله خير

 غادر عمرو واسرته منزلهم وجلست والدة عزة وزوجها فى غرفتهم وهى تقول 

ها يا ابو عبير رأيك ايه

قال بتاكيد مانتى عارفه انى معنديش مانع يا ام عبير المهم رأى عزة كلميها وشوفى نرد عليهم نقولهم ايه

قالت بلهفه 

لا كلمها أنت هى بتسمع كلامك

هز راسه نفيا وقال 

لاء انا هتكسف مني انتى امهاكلميها واعرفى منها بالظبط رأيها ايه ولو عاوزه وقت تفكر براحتها خالص الولد اصلا لسه قدامه شويه

دخلت والدة عزة غرفة بناتها وجلست بجوارهم لتعرف رأى ابنتها ولكنها وجدتها مرتبكه ولم تحدد رأيها بعد

ومازالت متردده فقالت لها عبير

خلاص يا ماما أحنا اتفقنا أنها تستخير الاول وبعدين نشوف 

نظرت عزة الى والدتها وقالت برجاء

ماما انا عارفه انك انتى وبابا متحمسين لعمرو وبتحبوه بس من فضلكم متتغطوش عليا وسبونى افكر على مهلى

قالت والدتها بدهشه 

ومين قالك انى جايه اضغط عليكىانا جايه اعرف رأيك بس مش أكتر 

عزة يعنى بابا مش هيضغط عليا علشان اقول رأى بسرعه

الام لاء بالعكس ده هو اللى قالى أسيبك تفكرى براحتك وقالى انه مش مستعجل علشان عمرو لسه قدامه شويه على ما يجهز

نظرت لها عزة باستنكار وقالت بحنق

اومال لما هو مش مستعد دلوقتى مستعجل ليه وكان عمال يزن على بابا كل شويه

استندت والدتها الى ظهر السرير ورفعت حاجبيها وهى تقول مداعبه 

أصله خاېف حد تانى ياخدك منه

ضحكت عبير من اسلوب والدتها وطريقة القائها للعباره وشعرت عزة بالډماء تتصاعد لوجنتيها مرة اخرى

تبا لهذا العمرو الذى يدفع الډماء إلى راسها بين الحين والاخر بكلماته سواء ألقاها هو ام ارسلها لها عن طريق غير مباشر

أنطفأت الانوار وخلد كل الى فراشه وقد سكنت العيون ولكنها لم تستطع النوم جافاها النوم 

وعصتها عيناها فلم تستجب لها ظلت مفتوحة طوال الليل عبير

ولكن من هو الذى سيستنشق عبيرها المقيد بداخلها ومتى سيخرج للنور 

مابكى يا عبير لماذا تعانين ما هذه المرارة التى تشعرين بها 

لعلها مرارة الوحدة نعم هى ذاكالوحدة التى تشعر بها رغم كل البشر حولها والاهل والجيرة الطيبه ولكنهى امرأة أنثى رغم كل شىء بداخلها طاقة حب لا تعرف كيف توجهها والى من تمنحها 

هى أنثى أتمت الثلاثون من عمرها ومازال فراشها باردا خالى بل ومتجمد

ولو أن أختها لم تشاركها نفس الغرفه لشعرت انها ملقاة بالصحراء تكاد وحوش وحدتها تلتهمها وهى فريسة وحيدة بلا مأوى فأين هو المأوى وأين هو المستقر الدافىء نعم ملتزمه ومنتقبه ولكنها ليست متبلدة المشاعر متجمدة الحس ليست جماد ولكن ايضا ترفض أن تكون ريشة بمهب الريح لتحركها الشهوات كيف تشاء

فتذهب مترنحه وتعود خاوية فتتلمس ركعتين فى جوف الليل تناجى ربها يتبع

20  21 

انت في الصفحة 21 من 21 صفحات