الجمعة 13 ديسمبر 2024

الجزء الأول رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 20 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز

 

بهدوء 

بابا حضرتك نمت

أتاها صوته قائلا 

أدخلى يا عبير

دخلت الغرفه وجدته يجلس على الاريكه بجوار النافذه فاتحا لمصحفه امامه ويقرأ فيه قليلا قبل النوم كما هى عادته دائما

نظر لها مبتسما بحنان وهو يقول

تعالى يا عبير 

جلست بجواره على الاريكه وقالت برجاء

بابا أرجوك توافق على خطوبة عمرو وعزة

صمت برهة وقال بضيق 

وياترى بقى مين اللى قالك تيجى تقوليلى كده أمك ولا عزة

ابتلعت ريقها وقالت بوجل 

بابا انا عارفه حضرتك بتاجل الموضوع ده ليه

وصدقنى يا بابا انا الحكايه دى متفرقش معايا خالص بالعكس والله أنا أتمنى ان عزة تتخطب النهارده قبل بكره

وخفضت نظرها وقالت بخفوت لو سمحت يا بابا متخالنيش أحس أنى واقفه قدام سعادة اختى ومستقبلها

هتف مستنكرا ايه اللى بتقوليه ده يابنتى وأنتى عرفت منين ان سعادتها فى الجوازه دى

ابتسمت بمرارة وهى تقول يا بابا حضرتك طول عمرك بتشكر فى عمرو وزى ما حضرتك قلت من شويه انه عمال يلف زى النحله وبيزن عليك ليه بقى اكون انا السبب انى اضيع على اختى واحد بيحبها وكمان عارفين اخلاقه واهله وكل حاجه عنه

تذوقت مرارة ابتسامتها لاول مره وشعرت بها تغص حلقها فابتلعتها برضى وهى تقول 

الحمد لله يا بابا انا عارفه ان كل شىء نصيب وانا هيجيلى نصيبى لحد عندى سواء دلوقتى ولا بعدين

لكن أنا عمرى ما هبقى سعيده ابدا وانا رابطه اختى جنبى كده وهى ذنبها ايه طيب

نظر لها والدها بمشاعر مختلطه بين الفخر والحزن وهو يقول 

ونعم العقل والايمان يا بنتى أنا كنت بقول لامك عبير قاعده طول النهار تسمع فى شرايط وداخله وخارجه تحضر دروس فى المسجد ومكنش عاجبنى مكنتش أعرف أنك بتستفيدى بيها بالشكل ده ربنا يرضى عنك يابنتى

لمعت دموع الفرح فى عينيها وهى تقول بلهفه

يعنى حضرتك وافقت يا بابا

ابتسم وهو يربط على ساعدها قائلا

بينى وبينك أه وافقت 

نهضت فى سعاده وهى تهتف بفرحه حقيقة

أنا هروح ابشر ماما

أحتضن فارس عمروبشدة وهو يقول بسعاده مازحا

مبروك يا عمرو أخيرا يا اخى هتدخل القفص برجليك

دفعه عمرو بخفه وهو يتكلم بشغف كعادته

بطلوا قر بقى دى يدوب أبوها وافق أنى اروح أتقدم رسمى

ثم فرك كفيه بتوتر بالغ قائلا

أنا ھموت من القلق يا فارسكل ما أتصور نفسى وأنا قاعد بتكلم معاها على أنى خطيبها بقى وكده

ياه أحساس جامد اوى ثم تابع بنبرة حائره

تفتكر هتوافق عليا يا فارس ولا أنت رأيك ايه

شعر فارس بالحيره وقال متسائلا

اللهأومال ابوها وافق على ايه اساسا

تناول عمرو بعض قطع الشيكولاته أمامه وهو يجلس الى مائدتهم الصغيرة وقال 

وافق أنى أتقدم واقعد أتكلم معاهاماهو ده طلبها يا سيدى عاوزه تتكلم معايا الاول قبل ما تقول رأيها النهائى علشان تستخير

ومد يده مرة أخرى الى شبطة الشيكولاته ولكن فارس ضربه على يده قائلا 

كفايه بقى دى لو مهرة عرفت أن حد أخد من الشيكولاته بتاعتها هتخرب الدنيا

خطڤ عمرو قطعة أخرى وهو يقول 

خلاص يا عم اللى جابلك يخليلك أخر واحده بس ومتقولهاش ماشى أنا مش قدها يا فارس

ضحك فارس وهو يقول 

طالما جبان كده يبقى متمدش ايدك على حاجتها أحسنلك

ثم اردف بأهتمام بس أنا خاېف من حاجه يا عمرو

عمرو وهو يبتلع قطع الشيكولاته بصعوبه

خاېف من ايه

مط فارس شفتيه وهو يقول 

لو المقابله دى على اساسها عزة هتحدد هى هتوافق ولا لاء يبقى فى خوف كبير بصراحه اصلك هتفضحنا انا عارفك

لم يلحظ عمرو نبرة المزاح فى عبارة فارس فقال بجزع

ليه يا فارس طب قولى بسرعه اعمل ايه الله يخليك

أكمل فارس طريقته المصطنعه وهو يقول بص أنت تحاول تحاول يعنى تبقى مؤدب كده ومحترم وذوق وظريف وهادى وعاقل كده يعنى انا عارف أن موضوع هادى وعاقل ده صعب عليك بس معلش حاول

فرك عمرو راسه وهو يقول 

هحاول 

يلا يا عبير كل ده بتلمعوا الصالونكانت عبير منحنيه تزيل بعض أثار التراب فى غرفة الاستقبال 

فأعتدلت وهى تجيب والدتها 

خلاص يا ماما أنا خلصت أهو

أقبلت والدتهم مسرعه وهى تنهرهما قائلة

معقوله كده الناس زمانهم جايين ولسه مخلصتوش ونظرت الى عزة وقالت بعتاب 

انتى كمان لسه مجهزتيش نفسك هايجوا يلقوكى بترابك كده

زفرت عزة بضيق وهى تهتف ساخطه

يا ماما يعنى اقطع نفسى يعنى وبعدين فى ايه ما الشقه نضيفه أهى 

قالت والدتها وهى تدفعها للخارج

طب روحى يا فالحه جهزى نفسك بسرعه خلاص زمانهم جايين

خرجت عزة وهى تتمتم ببعض الكلمات معترضه بينما نظرت الام الى عبير وهى تجتهد فى أبراز جمال الغرفه وهى تصلح من شأنها بأهتمام فأقتربت منها وقالت برفق 

عقبال يومك يا عبير يا بنتى

أستدارت لها عبير وهى مبتسمه فوجدت نظرة مشفقه تطل من عينيها غاصت تلك النظرات فى قلب عبير حتى شعرت أنها شجته نصفين قاتلت حتى تستطيع رسم ابتسامة عذبه على شفتيها وقالت تداعبها 

أيه بقى يا ست ماما أنتى عاوزه تخلصى مننا كلنا علشان الجو يخلالك انتى وحبيب القلب ولا ايه

ضحكت أمها وقد تلاشت نظرة نظرة الحزن من عينيها وقالت

انتى بس لو تعقلى كده وتشيلى البتاع ده من على وشك وانتى خارجه كده والعرسان تشوفك بدل ما انتى مخبيه نفسك كده محدش عارف انتى حلوه ولا وحشه

قالت عبير بثقه وهدوء يا ماما اللى هيجى يتقدملى علشان انا حلوه ولا اللى هيخاف يتقدملى احسن اكون وحشهالاتنين ميلزمونيش وقلتهم أحسن ومش طالباهم بصراحه

فقالت أمها وهى تدفعها هى الاخرى للخارج

طب يالا روحى شوفى أختك بتعمل ايه يا أم لسانين

تجهز البيت وتزين لاستقبال جيرانهم الاعزاء عمرو ووالده ووالدته

وبعد الترحيب والاستقبال الحار وعبارات الود والمحبه جلس الجميع فى غرفة الاستقبال حيث قال أبو عزة بترحاب شديد

واحشنى والله يا ابو عمرو الواحد مبقاش يشوفك غير كل فين وفين 

شد والد عمرو بيده على يد والد عزة وهو يقول بمرح

بكره تزهق مني يا ابو عبير ما احنا هنبقى نسايب بقى

ضحكا الرجلان بينما قالت والدة عمرو أومال فين عروستنا يا ام عزة مكسوف ولا ايه

نهضت الام واقفة وهى تقول بابتسامه واسعه

هروح أندهلها حالا

دخلت الام فوجدت عزة تكاد تبكى وهى تقول لعبير مش عاوزه اخرج يا عبير طب خلى مامته هى اللى تيجى هنا

قاطعهم والدتها وهى تهتف بها بصوت خفيض

تيجى هنا فن يا بت أنتى

حاولت عبير دفع عزة تجاه والدتهما وهى تقول بتشجيع

يابنتى أطلعى أومال هتكلمى معاه ازاى هو مش أنتى اللى طلبتى تقعدى معاه الاول

أخذتها والدتها من يدها كالاطفال وخرجت بها وهى خافضة رأسها إلى الارض خجلا من الموقف

وقفت والدة عمرو وأحتضنتها وقبلتها بشدة وهى تضغط على ساعديها مره وعلى ظهرها وكتفيها مرة أخرى وتقول 

ماشاء الله ماشاء الله أزيك عروستنا عامله ايه

أجابت عزة بخفوت 

الحمد لله يا طنط

أجلستها بجوارها حيث قالت والدة عمرو

والله كبرتى يا وزه بقالى كتير مشوفتكيش عامله ايه يا بنتى

ابتسمت عزة فى خجل وهى تقول

 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 21 صفحات