السبت 30 نوفمبر 2024

الجزء الأول رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 14 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز

 

للكفاءه هل يقول لقد رفضونى لانك يا والدى لست قاضيا أو ومستشارا أو وكيل نيابه أو أنك ليس لك أخ أو قريب مواليا لهم يتوسط لى عندهم

وجد نفسه عائدا لمنزله كيف ومتى لا يعلم ولكن من الواضح ان قدميه قد حفظت الطريق عن ظهر قلب فأشفقت عليه وحملته الى بيته بدون توجيه منه

كان الوقت قد تعدى منتصف الليل فحمد الله أن الجميع نيام ولم يراه أحد وقرأ ما كتب على جبينه من شقاء

دخل غرفته فى خفوت ولم يجرؤ على النظر لصورة والده التى يحتفظ بها بجانبه خاف أن ينظر اليها فيرى العبرات تقفز منها لتبلل وجهه وټخنقه وتغص حلقه وتشقيهفلقد شقى بما يكفى اليوم

ظل يتقلب فى سهاده طوال الليل حتى كاد ان يلفظه فراشه ويطرده بعيدا عنه ليظل خاليا للابد فذلك افضل له من هذا الحانق الغاضب الذى يرقد عليه دائما

بالكاد أستطاع أن ينام بعد أذان الفجر بل ويغط فى نوم عميق ولكن أحلامه وكوابيسه طاردته حتى فى النوم ولم تتركه ينعم به

أستيقظ فزعا على صوت والدته التى كانت واقفه بجوار فراشه توقظه وتهتف به 

قوم يا فارس قوم يابنى اتأخرت على شغلك الساعه بقت تسعه

تقلب على فراشه وقال دون أن يفتح عينيه معنديش شغل النهارده يا ماما

جلست على طرف فراشه بدهشه ممزوجه بالقلق وهى تقول

من أمتى بقى انت بتاخد اجازاتانت مالك تعبان ولا ايه

وضع الوسادة على وجهه وهو يقول

مجهد بس شويه سبينى اصحى براحتى لو سمحتى يا ماما

تركته والدته خرجت وأغلقت الباب خلفها توضأت وصلت الضحى ثم ابدلت ملابسها وذهبت للتسوق عادت وكانت تظن أنها ستجده قد استيقظ ولكنه وجدته مازال نائما كأنه يهرب من شىء ما فهى تعلمه جيدافهو لا ينام هكذا الا ليهرب من شىء يؤلمه ويؤلمه بشده

صلت الظهر ودخلت المطبخ لتعد طعام الغذاء لم يكن عقلها فيما تعمل بل كان مصاحبا له فى رحلت هروبه وهى تتسائل ياترى ماذا حدث له جعله هكذا

وفجأه استمعت لصوت زغاريد يأتى من خارج الشرفه أنهت ما تفعله بسرعه وتوجهت للشرفه لتنظر ماذا يحدث فى شارعهم البسيطكانت والدة عمرو صديق فارس تطلق الزغاريد بين الحين والاخر وهو يقف وسط بعض الشباب والجيران يهنئونه ويباركون له النجاح والتخرج من كلية الهندسة

ابتسمت بأثر رجعى وهى تتذكر لحظة تخرج ولدها وكأن المشهد يعيد نفسه مرة اخرى 

أستيقظت من شرودها على صوت قرع جرس الباب فى صخب

نظرت الى الوضع الذى كان عمرو يقف فيه فلم تجده فايقنت أنه هو صاحب هذا الصخب توجهت الى الباب مسرعه وفتحته بسرعه وهى تقول بابتسامه 

بالراحه يا عمرو فارس نايم

نظر لها عمرو بدهشه مصحوبه بابتسامه كبيرة ارتسمت على وجهه وهو يصيح 

انا مالى ومال فارس انا جاى للرز بالبن اللى وعدتينى بيه يا بطه 

قالت بسعاده وهى تفسح المجال له ليدخل وتشير باصبعها لعينيها 

من عنيا يا حبيبى هيكون عندك النهارده أنت والشارع كله بأذن الله

ضحك بصخب كعادته وقال بمرح بس انا اللى اوزع يا خالتى الله يخليكىانتى عارفه انا خلاص بقيت مهندس رسمى وهقسم بالعدل ان شاء الله

أم فارس لا يا عمرو انا متأكده انك لو انت اللى وزعت الناس كلها هيوصلها الاطباق نصها فاضى

قال بدهشه مصطنعه نصها!!! طيبه اوى على فكره

فى هذه اللحظه خرج فارس من غرفته غير مستوعب لما يحدق وقال بضيق 

ايه الدوشه دىمين اللى ولكنه بتر عبارته وهو ينظر لصديقه عمرو والفرحه التى تعلو وجهه والابتسامه المرسومه على شفتيه فى سعاده بالغه فذهب ضيقه فى لحظه وقال بشك 

نجحت ولا عامل دوشه على الفاضى

ضحك عمرو وهو يقترب منه قائلا طبعا نجحت وأتخرجت علشان تبطل تقولى يا تلموذ

بادله فارس ضحكاته وهو يقول برضه هتفضل تلموز مفيش فايده

نظر عمرو الى فارس نظرات متفحصه ورغم ضحكات فارس الا ان عمرو استطاع ان يخترق تلك الابتسامات الواهنه والضحكات المتستره أقترب منه وقال بهدوء 

مالك يا فارس شكلك زى ما يكون فى حاجه مضايقاك

قاطعتهم والدته قائله طب انا هروح أنقع الرز بتاعك يا بشمهندس علشان نلحق نوزعه بالليل

تركتهم والدته ودخلت المطبخ وعاد فارس أدراجه الى غرفته يتبعه عمرو سئلا بإلحاح ماهو هتقولى مالك يعنى هتقولى مالك قول بقى بالذوق أحسنلك

أبتسم فارس وهو ينظر لصديق عمره الذى لم يتغير ابدا مازال طفلا متشبثا بما يريد دائما ولكنه استطاع ان يغير مجرى الحديث بسؤال مباغت هتروح أمتى تخطب عزة

توتر عمرو وشحب وجهه وهو يقول

مش عارف يا فارس خاېف ترفضنى متردد اوى فى الحكايه دى

وضع فارس يده على ساقه مشجعا وقال

أسمع يا عمرو انت متعرفش هى رايها فيك ايه بلاش تقولى هترفضنى والكلام الفاضى دهأنت خلاص أتخرجت وبقيت مهندس قد الدنيا وكلها شهر ولا حاجه وتبتدى شغلك وعزة ممكن يكون حد حاطط عينه عليها ويتقدملها قبلك وترجع ټندم وتقول ياريتنى كنت خدت قرارى بدرى شويه

نظر له عمرو حائرا وقد شعر بكلمات فارس تغزو قلبه بشدة وتمزقه وهو يردد 

حد تانى ياخدها منيتفتكر يا فارس

أومأ فارس براسه وقال مؤكدا ايوا طبعاوليه لاء بقولك ايه انا مش هسمحلك تأجل الحكايه دى أكتر من كدهبلغ والدتك وخليها تروح تجس النبض علشان البنت وأهلها يعرفوا أنك عاوزها

فرك عمرو جبهته بتوتر وهو يقول بأرتباك

خلاص هقولها وربنا يستر بقىبس الشغل يا فارس هتقدم ازاى من غير ما أشتغل

فارس يا سيدى ده هيبقى ربط كلام بس لحد ما ربنا ييسرلك شغلك وانا أصلا كنت مكلم الدكتور حمدى عليك علشان عارف ان أخته عندها مكتب ديكور وهو وعدنى وقالى اعتبر الحكايه تمت

أطلت نظرات الامل المختلطه بالقلق وهو يحاول طمأنة نفسه وهو يقول هو أه انا مهندس مدنى مش ديكور بس ممكن الاقى شغل معاهم مش كده يا فارس

ابتسم فارس أبتسامه صغيره وهو يحاول رسم التفاؤل على شفتيه قائلا 

أومال كليه ايه اللى أتخرجت منها دى تصدق اللى نجحك ظلمك يا أخى 

ثم أدرف بحسم خلاص أتفقنا هتمشى فى الموضوع

دب انشاط فى عمرو مرة أخرى وعاد اليه مرحه وتفائله ونهض هاتفا بمرح 

ربنا يخليك ليا يا سبعى ههههههههههههههههه

خرجا من الغرفه يتضاحكان واقبلت عليهما والدته قائله بابتسامه أنا قلت برضه محدش هيظبطك غير عمرو

وقبل أن يجيب فارس سمع رنين الهاتف يقاطعه فى اصرار أخذ سماعة الهاتف ليجيب المتصل الذى كان يتوقع منه هو وقال ألو

ايوا يا فارس أنت فين

أنا فى البيت يا دنيا

ده أنت تعبان بجد بقى !

قال بتردد لا أنا كويس بس نظر الى عمرو ثم الى والدته وركز بصره عليها وهو يخشى من ردة الفعل وقال 

الدكتور حمدى بلغنى انهم رفضونى فى شغل النيابه

شهقت والدته وهى تضع يدها على صدرها وأتسعت عينيى عمرو وهو ينظر اليه مدهوشا 

وهتفت دنيا غير مصدقه بتقول ايه يا فارس

قال مؤكدا وقد لمعت عيناه بالدموع وهو ينظر الى والدته التى بدا عليها عدم الاتزان وأستندت الى ساعد عمرو الواقف

 

13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 21 صفحات