رواية حي المغربلين الجزء الاول بداية الرياح نسمة للكاتبة شيماء سعيد
هي فين يا فتون لما مش في البيت و لا عندي في وقت زي ده!..
بتنهيدة طويلة أجابتها
_ صممت تروح لفاروق عشان حصل سوء فهم بينها و بين جليلة أنتي عارفة لو جليلة عرفت إنها راحت لفاروق هتكون مصېبة مفيش ليها حل أبدا.
_ خلاص خمس دقايق و هكون عندكم.
أغلقت معها الخط لترى رسالة مرسلة من محطم قلبها يطلب منها الإتصال تركت الهاتف من يدها و ألقت بجسدها على الفراش بإهمال لعبة الحب بدأتها و هي مراهقة و اليوم ضاع كل شيء منها من البداية لم تخطط لنهاية أو تعلم كيف ستكون..
همسته المشتاقة ذابت بها مع نبرته الرجولية الخالصة أخذت نفس عميق و كتمته بداخلها مقهورة بما فعلته بنفسها و به
_ أخيرا يا فريدة حلم العمر بدأ يتحقق و خلاص هتكون مراتي و على اسمي.
آه و ألف آه على وجعه لا يشاركها به أحد يأكلها بمفردها غصة مؤلمة تحاملت على نفسها و ابتلعتها بحلقها للحظة وصل بها عقلها إلى ليلة زفافه على فريدة و كيف سيكون بقمة سعادته.
_ مالك يا فريدة حاسس إنك مش مبسوطة زي ما أنا مبسوط حتى و أنتي قاعدة معايا حاسس إني مش مع حبيبتي اللي روحي فيها!
فراشات ناعمة أثارت كل جزء منها أهو بالفعل يشعر بها و يعرف كيف يفرقها عن غيرها! أخرجت تنهيدة حارة ثم أردفت بصوت حاولت إظهار المرح به
قهقه بصوته كله أكثر من سعيد بأن قربه منها على مسافة خطوة واحدة رغم إنها و شقيقتها نسخة طبق الأصل إلا أنه أحب شخصيتها البسيطة و روحها الطيبة أحبها من الداخل رغم جمالها الخارجي الأكثر من رائع.
_ عندك حق برضو فكرة إنك تقعدي معايا شرف مش أي حد يطوله عموما سلام لأن الحاج عايز يقفل الوكالة و ينام.. أكلمك تاني لما تكوني فعلا على اسمي يا فريدة و دبلتي منورة ايدك..
_____شيماء سعيد_____
بشقة كارم.
جلس المقعد بجوار والدته يجفف لها خصلاتها بعدما قام بغسله ثم بدأ يمشطه مثل عادته اليومية بعد ۏفاة والده مع حركة المشط على شعرها كانت تردد لها الدعاء تتمنى لو تراه أفضل رجل بالعالم.
عدلت من الوشاح الموضوع فوق خصلاتها و عبايتها المنزلية الواسعة لا ترغب بالتعامل معه فهو نقطة ببحر الرجال من حيث المظهر الخارجي و المال و رقة الكلمات و التعبير..
انتهت على صوته الهادي
_ مش ناوية تحضري الفطار من ايدك الحلوين دول يا ام يوسف!..
_ عنينا يا أبو يوسف.
قالت جملتها بسعادة حقيقية بعد الفطار سيذهب من هنا و تستطيع هي التعامل بحرية مثلما تشاء ألقى عليها السيدة صباح نظرة سريعة زوجة إبنها تصرفاتها غريبة.
سند والدته إلى مكان الطعام لتضع يدها على رأسه قائلة بحنان
_ ربنا يرضى و يديك يا كارم يا أبن صباح و لا أشوف فيك يوم يحزن قلبي ابدا.
ابتسم إليها قائلا
_ انتي عارفة يا ست الكل كلامك ده و الكام دعوة دول سبب باب الرزق اللي اتفتح ليا النهاردة..
سألته نجوى بلهفة
_ باب رزق ايه ده يا خويا!
أخذ قطعة من العيش واضعا بها قطعة من الجبن بالطماطم مع القليل من الفول مردفا قبل ان يأكل
_ ده يا ستي رجل أعمال كبير في البلد عنده اخت المذيعة اللي اسمها هاجر علوان أخته من أمه اللي انتي ياما قاعدة طول النهار على البرنامج بتاعها بېخاف عليها و عايز واحد ابن بلد يبقى معاها طول اليوم خصوصا أن البرنامج ده بيجيب لها مشاكل كتير.
أبتسمت السيدة صباح بسعادة كبيرة أخيرا سيبتعد ولدها عن عمله الذي لا يأتي إليه إلا المشاكل قائلة
_ حلوة الشغلانة دي يا كارم أهو باب رزق ليك و لابنك.
اومأ إلى والدته و هو يكمل طعامه و عينه معلقة على زوجته التي تعجبت مردفة
_ و