الإثنين 25 نوفمبر 2024

الجزء الأول رواية جميلة جدا للكاتبة لولا

انت في الصفحة 1 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز

في فيلا قديمه ذات طابع اثري في حي من احياء مصر الجديده العريقه تجلس سوار الحديدي في شرفه غرفتها تنظر امامها للشجر الخالي من الاوراق الناشف الخالي من الحياه مثلها تماما فاليوم هو اخر يوم في قضاء عده طلاقها من زوجها بعد زواج دام لخمسه عشر عاما زواج ظنت انها تزوجت عن حب من الرجل الذي امتلك اول دقه قلب لها حينما التقوا تحديدا منذ سبعه عشر عاما داخل الحرم الجامعي حيث تدرس في كليه تجاره انجليزي في السنه الثانيه وهو في السنه النهائيه لبكالريوس الهندسه قسم ميكانيكا السيارات التقوا في رحله اقامتها الجامعه لاحد الشواطئ السياحيه اعجبوا ببعض من اول نظره ويوم عن يوم زاد القرب بينهم حتي صرح لها بحبه الكبير لها ورغبته في الزواج منها فور تخرجه وبادلته حبه بحب اكبر واعمق وعاهدته ان تنتظره وان لا تكون لاخد غيره وبالفعل تزوجوا وعاشوا معا سنوات طويله مليئه بالحب والود والكثير من العقبات وانعم الله عليهم بانجاب بنت جميله بعد زواجهم بسنه اسمها سيلا وبعدها بعامين رزقوا بولد اسموه اسر وعاشوا عمرا طويلا جميلا وسط ضحكات وافراح اولادهم ونجاح زوجها وترقيه في عمله يوم بعد بوم اما هي فاكتفت بالشهاده الجامعيه وتفرغت لحياتها الاسريه عن طيب خاطر وؤدت طموحها في ان تصبح امراه عامله لها كيانها واستقلالها ولكنها عمدت علي تحقيق كيانها في اولادها وبيتها وربتهم علي احسن ما يكون وعملت علي عدم التقصير في حق زوجها او الانشغال عنه وعن طلباته بمتطلبات البيت والاولاد كمعظم الزوجات بل علي العكس كانت تهتم بشكلها وجسدها حتي تكفي زوجها ولا تدعه يري غيرها والكل كان يشهد بحسنها وبهائها ومن يراها لا يصدق ان ام لاولاد في مرحله المراهقه .

الي ان جاء اليوم الذي هدم حياتها وهد كيان بيتها التي اعتقدت في يوم من الايام انه اقوي من اي ريح قد تعصف به الا ان الريح كانت اقوي مما تتخيل.
Flassh back
قبل الحقيقه باسبوع
سوار يالله يا اسر اجهز علشان التمرين وانت يا سيلا حضري حاجتك علشان اوصلك الدرس في طريقي لتمرين اخوكي مش عاوزه اتاخر زي كل مره والكابتن يسمع اخوكي كلمتين
سيلا انا جاهزه اصلا ومحضره حاجتي اسر هو اللي لسه بيلعب بلاي استيشن مع اصحابه ع النت
اسر بطلي رخامه انا خلصت لعب ولبست خلاص فاضل الكوتشي واجيب شنتطي وانزل
سوار طاب يالله وبلاش غلبه انتوا الاتنين مش كل شويه خناق مع بعض وبابي لو جيه وسمعكم بتتخانقوا زي كل مره مش هيعديها علي خير
اسر وسيلا هو فين بابي ده ده كل يوم بيرجع مش قبل الساعه باليل بنكون نمنا ونصحي الصبح منلاقيهوش
اسر ده حتي بطل يحضر معايا التمرين والماتشات بتاعتي
سوار انتوا عارفين بابي بيتعب علشانا قد ايه وهو ظروف شغله كده وبعدين انا مش مقصره معاكم في حاجه كل واحد مننا له دوره اللي بيقوم بيه هو بيتعب في شغله علشان يجيب لكم اللي انتم عاوزينه الموبايلات والبلاي استيشن والمدارس والدروس والتمارين وانا بقوم في دوري في البيت معاكم وبشوف طلباتكم ومذاكرتكم وانتم المطلوب منكم تخاليكوا في نفسكم وتشوفوا مذاكرتكم ويالله كفايه رغي هنتاخر.
وعلي الرغم من اقتناعها بغياب زوجها عن البيت كثيرا في الاونه الاخيره الا انها لم تدع للشكوك ان تسيطر علي تفكيرها وتقدم له الاعذار في تاخيره بسبب سعيه للرزق في ظل ظروف الحياه الصعبه وهي تقوم باداء معظم الادوار بدلا عنه من توصيل الولاد للمدرسه والدروس الخصوصيه والتمارين والقيام بواجبتها المنزليه الي جانب مراعاه زوجها وتحمله والتخفيف عنه .
مساءا بعد العوده من الدروس والتمرين ومساعده الولاد في استذكار دروسهم وتحضير العشاء لزوجها الحبيب ها هي الساعه تجاوزت منتصف الليل وهي في انتظار عودته من عمله علي الرغم من تعبها ورغبتها القويه في الخلود الي النوم الا انها ابت ان تنام دون انتظاره دقايق وسمعت صوت فتح باب البيت
سوار حمد الله ع السلامه يا حبيبي ايه اللي اخرك كده ده الساعه عدت ١٢
ايمن ما انت عارفه يا حبيبتي انا مضغوط اليومين دول في الشغل قد ايه واحنا عندنا افتتاح فروع كتبره للشركه وكله فوق دماغي مش ملاحق
سوار طاب ما انا بكلمك كتير مش بترد او بتقفل عليا وانا ببقي قلقانه عليك
ايمن ما انت عارفه لما بكون مشغول مش بعرف ارد عليكي بيبقي معايا ناس وقلت لك كده كتير مش جديده يعني
سوار ماشي خلاص احضر لك العشا
ايمن لا انا جعااااان نوم هاخد شاور وانام تصبحي علي خير
وتحرك باتجاه غرفه النوم لتغيبر ملابسه والاستحمام ولكنه وقف قبل في منتصف الطريق والټفت اليها واخبرها
ايمن اه علي فكره انا مسافر اخر الاسبوع ده اسكندريه علشان عندنا افتتاح فرع المعرض الجديد بتاع الشركه وهغيب اسبوعين
سوار بدهشه اجابته اسبوعين يا ايمن هتقدر تسيبني انا والولاد اسبوعين ده غير اننا عندنا مدارس وتمارين وبعدين اسر عنده ماتش الاسبوع اللي جاي مش هتخضره كمان
ايمن الله وانا اعمل ايه يعني ده شغل اقول لصاحب الشغل معلش مش هقدر اسافر اشوف شغلي اصل ابني عنده تمرين وعاوزني معاه ومراتي مش هتقدر تقعد اسبوعين من غيري
سوار انا مقصدش كده انا بس كان نفسي نكون سوا
ايمن عارف يا حبيبتي وانا كمان ڠصب عني انا بشقي وبتعب علشانكم وعلشان اقدر اجمع فلوس البيت اللي عاوزين نجيبه بدل بهدله الايجار وكل شويه نعزل من بيت لبيت
سوار يا ما قلت لك بلاش نبيعها مش هنعرف نشتري غيرها تقولي صغيره علينا انا عاوز بيت كبير لينا ولولادنا بعد كده وادبنا بقالنا خمس سنين متمرمطين في الايجار
ايمن خلاص يا حبيبتي هانت ان شاء الله انتي بس ادعيلي ربنا يكرمني وانا اعوضك عن كل اللي راح واجيبلك الدنيا كلها تحت رجليكي
سوار احتضنته بحب جارف ونظرت له بنظرات كلها حب ووله قالت...حبيبي ربنا يخاليك ليا انا مش عاوزه حاجه من الدنيا دي غير حضنك وبس ده عندي بالدنيا كلها
نظر لها ايمن بعبث وقال.. انا مش قد الكلام الجامد ده بقولك ايه هما العيال نايمين من بدري
ضحكت وقالت له .. اه من بدري بتسال ليه
رد عليها وهو يميل عليها ويحتضنها برغبه اصل انا عاوز اكلمك في موضوع مهم جدا جدا ومش عاوز حد من العيال ولاد الكلب دول يسمعنا ضحكت سوار علي طريقته العابثه التي لم تتغير مهما طال بهم العمر معا واطلقت العنان لمشاعرها ان تذوب فيه ومعه وتحلق في سماء الحب والمشاعر الفياضه التي لم تنضب ابدا.....او هكذا كانت تظن قبل ان ينقلب كل شيء راسا علي عقب ويظهر كل شئ علي حقيقته بعد سفر زوجها في رحله عمله المزعومه
في مكان اخر وليس بالبعيد وتحديدا في القاهره الجديده في فيلا كبيره بها حديقه واسعه محاطه بسور عالي لا يكشف ما وراؤه يجلس عاصم داخل غرفه مكتبه الكبيره الفخمه علي كرسيه الهزاز يتحرك به في حركه رتيبه للامام والخلف
ونظره

انت في الصفحة 1 من 21 صفحات